الانوار: اتصالات لمواجهة المخاطر المحتملة لاعتصامات الاحد في ساحة الشهداء

الاعتصامات في ساحة الشهداء الاحد المقبل التي وجهت اليها الدعوات دعما للنظام السوري وضده، اضافت الى مشاكل الحكومة هماً جديداً نتيجة التخوف من مخاطر اي احتكاكات قد تحصل. وقد سارعت الدوائر المعنية الى اجراء اتصالات مع القوى الداعية للاعتصام في محاولة لصرف النظر عن هذا التحرك او على الاقل تحديد اطار يمنع اي اخلال بالامن.
وقالت مصادر معنية ان الاتصالات لم تنجح في الغاء الاعتصام او تأجيله، وانما انتهت الى توافق يحول دون ان استفزاز او مواجهة بين الطرفين المشاركين. وبنتيجة هذا التوافق تقرر ان يصل المشاركون في الاعتصام ضد النظام السوري الى ساحة الشهداء من جهتها الغربية اي من صوب البحر، في حين يصل المشاركون المؤيدون للنظام من جهة الشرق اي من ناحية الرينغ، على ان تتمركز وحدات من الجيش في الوسط وتفصل بين الجانبين.
والمعروف ان الدعوة الاولى الى الاعتصام صدرت عن امام مسجد بلال بن رباح في عبرا الشيخ احمد الاسير الذي دعا المواطنين من كل المناطق الى المشاركة. اما الدعوة المقابلة فجاءت من ممثلي احزاب مؤيدة للنظام السوري.

الاسير يجدد الدعوة
وقد اعلن الشيخ الاسير امس الاستمرار بالاعتصام يوم الاحد حتى النهاية وقال: طالما هناك ظلم على اخواننا، فلن نسكت.
وذكر الاسير في حديث الى قناة mtv: ان اعتصامنا سلمي، ونحن في دولة لبنان ولسنا في دولة البعث. ودعا جميع المشاركين بالاعتصام الى الالتزام بالانضباط حتى لو حاول البعض استفزازهم.
في المقابل نقل موقع ناو ليبانون الالكتروني عن مصادر قيادية في قوى 8 اذار تحذيرها من مغبة دعوة الشيخ الاسير الى التظاهر في وسط بيروت. وقالت: ان قرار الاسير الخروج بتحركاته من النطاق الجغرافي لصيدا والتوجه الى بيروت، انما يحمل دلالات خطيرة قد لا يستطيع لبنان تجنب تداعياتها في ظل الظروف الحساسة الراهنة.

جنبلاط يوضح
في هذا الوقت اوضح الحزب التقدمي الاشتراكي فحوى اللقاء الذي تم السبت الماضي في المختارة بين الشيخ الاسير وجنبلاط، في حين التقى موفدون لزعيم المختارة امام مسجد عبرا وشددوا على التهدئة وعدم زعزعة السلم الاهلي.
وجاء في بيان مفوضية للاعلام في الحزب التقدمي: يهم الحزب التقدمي الاشتراكي أن يوضح أن اللقاء الذي جمع رئيس الحزب وليد جنبلاط مع الشيخ احمد الأسير في المختارة يوم السبت الفائت كان لقاء تعارفيا بناء لطلب مجموعة من رجال الدين وشكل مناسبة لتأكيد جنبلاط على مواقفه الثابتة لناحية حماية السلم الأهلي والابتعاد عن كل ما يشيع مناخات الفتنة والخلاف وعلى أهمية وحدة الساحة الاسلامية.
اضاف البيان: أكد جنبلاط كذلك ضرورة تجنيب لبنان أي تداعيات سلبية جراء تطورات الأزمة السورية بقطع النظر عن طبيعة مواقف الأطراف السياسية المختلفة منها، كما اكد أهمية التهدئة الداخلية وعدم نقل التوتر السوري – السوري الى داخل الأراضي اللبنانية سواء أكان في باب التبانة وجبل محسن أم في الشمال أو الجنوب أو أي منطقة لبنانية أخرى.
وشدد الحزب على ضرورة أن يكون التعبير عن التضامن مع الشعب السوري رمزيا وحضاريا ولائقا كما حصل الأسبوع الماضي في ساحة سمير قصير تفاديا لأي توتر قد تولده التجمعات الشعبية الحاشدة، ولبنان بغنى عن هذه المناخات في هذه اللحظة الاقليمية الشديدة التوتر.

مجلس الوزراء اليوم
وينتظر ان يكون موضوع اعتصامات الاحد موضع نقاش في جلسة مجلس الوزراء في السراي اليوم التي خلا جدول اعمالها من اي بند خلافي، وسط دعوة رئيس الحكومة الى جعلها منتجة والابتعاد عن اضاعة الوقت في الكيدية والتجاذب السياسي.
اما على المستوى النيابي وبعد تفويض هيئة مكتب المجلس الرئيس نبيه بري صيغة الحل لانفاق ال 8900 مليار ليرة مقابل ال 11 ميار دولار. فقد وجه الرئيس بري الدعوة الى جلسة يوم الاثنين المقبل 5 اذار.
وامس اوضحت كتلة المستقبل النيابية ان الانفاق الذي تم من خارج القاعدة الاثني عشرية خلال الحكومتين اللتين ترأسهما الرئيس فؤاد السنيورة وحكومة الرئيس سعد الحريري كما حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الحالية، اعتمد على ذات الاساليب والمعايير والمقاييس القانونية والمحاسبية وان كل تفاصيل هذا الانفاق مدونة في سجلات الادارات التي قامت به، كما هي مدونة في سجلات وزارة المالية وهذا ما اكده امس وزير المالية.
وأشارت الى ان جل ما تطالب به الكتلة ان يتم اعتماد ذات المعايير القانونية والتشريعية لكامل الفترة السابقة من اجل سحب هذا الملف من التجاذب السياسي ووضعه في اطاره القانوني الصحيح.
وفي الشق المتصل بملف التعيينات، اشارت مصادر وزارية ان الامور مجمدة ولم تحرز اي تقدم معتبرة ان وصول الملف الى نقطة التصويت في مجلس الوزراء من شأنه ان يستعيد فصول الانقسامات الكبرى داخل المؤسسة الحكومية. واكدت ان حل هذا الملف دونه عقبات كثيرة تكاد تعجز كل الجهود المبذولة عن فتح ثغرة في جداره لتمرير دفعة تبدو ضرورية وملحة وخصوصا في المراكز الادارية والقضائية الحساسة.  

السابق
حماس ضدّ الأسد: مقاومة متصالحة مع قيمها
التالي
الشرق: سليمان : لبنان يؤيد الشعب السوري بكل اطيافه وهو يقرر مصيره بنفسه