باسيل: نعيش أصعب أشكال المقاومة ونتحدث لغة غريبة في مجتمع مليء بالفساد

نظمت هيئة قضاء المتن في "التيار الوطني الحر" لقاء مع وزير الطاقة والمياه المهندس جبران باسيل، في فندق "غراند هيلز"- برمانا، في حضور حشد من الفعاليات وروؤساء البلديات والمخاتير ومسؤولي النقابات ومنسقي وأعضاء الهيئات ومناصرين.

وقال باسيل: "إننا كـ"تيار وطني حر" وكتكتل "تغيير واصلاح" نسعى الى تركيز معادلة أساسية في لبنان ألا وهي أن لا نظام سياسيا سيقوم دوننا بعد اليوم ولا دولة أيضا".
أضاف: "نحن نمثل حقيقة شعبية ومهما تعود المجتمع على الفساد يبقى صوت الحق يقول ما هو الصحيح وما هو الخطأ وبالتالي فهناك تيار سياسي سيستمر ولن يتأقلم مع الفساد".

اضاف: "نحن شعب مقاوم ومناضل لكن أصعب أشكال المقاومة هي المقاومة التي نعيشها اليوم داخل الحكومة وداخل المجلس النيابي لأننا نشعر بمقاومة مجتمعنا وحلفائنا وأصدقائنا داخل الحكومة وخارجها وأخصامنا، فتجد نفسك وحيدا داخل هذه المقاومة لأنك تتحدث لغة غريبة وتسأل نفسك في النهاية إذا كنت العاقل أم غير العاقل وإن هذه الوحشة داخل مجتمع مليء بالفساد أمر صعب".

وأكد باسيل أن "الأكثرية مهما كانت تسقط أمام القانون والدستور الذي يجب أن يسود ويعلو على الكل ولا تعلو مونة أي شخص مهما علا شأنه على الدستور، وبالتالي لا يمكننا أن نقبل أي شيء يخالف القانون والدستور"، وقال: "إن التعيينات بدستورنا لها أصول يجب إحترامها، والتركيبة الحكومية والدستورية ووجودنا داخلها يعطينا حقوقا لا يمكن لأحد تخطيها. إذن إن الأصول الدستورية وحقوق من نمثل هما أمران يجب أخذهما في الإعتبار للسير في التعيينات".

وأكد أن "البقاء في الحكومة من أجل الاستقرار والأمن والهدوء لا يعني التخلي عن مبدأ الإصلاح والسير بالصفقات والتسويات على حساب القانون والدستور وعلى حساب تمثيلنا".

وتطرق باسيل الى موضوع استقالة وزير العمل شربل نحاس دون أن يسميها، فأكد أن "لا عشاء سريا، ولا صفقة، ولا تسوية". وقال: "الأيام المقبلة ستظهر لكم أن كل ما قمنا به لأننا متمسكون بالقانون والدستور، ولا نريد أن نخلق سوابق تمس بحقوقنا وبتركيبتنا بعد عام 90 أو نقوم بمخالفات تحرمنا من امكانيات تحصيل أمور عديدة مستقبلا".

أضاف: "اذا كنا أكثرية فاعلة يجب أن نؤمن ما ننفذه داخل مجلس الوزراء ونصوت عليه في مجلس النواب بأكثريتنا وإذا كنا أكثرية عاجزة عن ترجمة أكثريتها في مجلس النواب هذا لا يعني أننا أكثرية وهذا هو الواقع المرير الذي يجب أن نقبل به. إننا نتعايش مع 14 آذار وكل مكوناتها داخل الحكومة".

وتابع: "إننا محكومون بمعادلة ألا وهي وجود حماية عربية ودولية لتيار "الفساد"، وهذه الحماية تترجم لحماية مواقع ومصالح وبالتالي حماية رؤوس".

وأكد باسيل أن "السطو سمة تصرفهم، وهم يمدون يدهم على بلد غيرهم"، مشيرا الى أنهم "ليسوا أحرارا بأن يعرضوا أمن البلد لأنهم مأجورون ويعملون لدى أنظمة خارجية"، وقال: "إن هذا الامر يدفعنا الى البقاء في الحكومة للحفاظ على الاستقرار".

وقال: "ان دورنا الانفتاحي خارج لبنان والتفاهم الذي قمنا به سابقا في الداخل يعطينا حجما أكبر من الذي نتمتع به وهو بحجم رسالتنا".
أضاف: "اننا نرى لبنان صغير علينا ولهذا نتطلع الى كل المنطقة لنتعايش معها بسلام وتفهم وانفتاح وليس لنستغل أصولية صاعدة خارجية تقابلها أصولية صاعدة داخلية وتعصب داخلي يقابله تعصب خارجي فأين التلاقي والتفاهم عندئذ".

وتابع: "هذه الصورة التي أمامنا والتي تدفعنا للبقاء في وضع نحافظ به على الاستقرار ولكن مع السعي للانتاج أكثر والقيام بما هو جيد للمواطنين وللبلد وهنا التحدي الكبير".

واردف: "المعادلة بسيطة هم يريدون منعنا من إنجاز المشاريع الاصلاحية والسبب يعود الى أنهم يضعون نصب أعينهم أنه في صيف 2013 هناك أشخاص أتوا للعمل وهم يريدون منعهم ولذلك يتحدثون في كل قضية نطرحها كلاما للكلام، وبذلك إن كل مشروع سنطرحه سيسعون لعرقلته. هدفهم أن نخسر في الانتخابات النيابية المقبلة".
أضاف: "سنقوم بالمشاريع الاصلاحية وسنربح في الانتخابات المقبلة وهذا هو التحدي الكبير لأن الناس ستحاسبنا ليس فقط على الذي قمنا به بل على ما نحاول فعله وعلى ما منعونا من أن نقوم به، وسننجز ونحن داخل الحكومة ما نريد طالما أنه يتناسب مع قناعتنا وحتى لو تطلب ذلك النزول الى الشارع".

وإذ سأل: "هل قمنا يوما بعرقلة أي مشروع يقومون به لخير البلد؟"، قال: "بالمقابل تجدونهم يقولون إذا كانت الكهرباء ستأتي من خلالهم نريد العتمة، وإذا الماء عن يدهم نريد العطش. تخيلوا مدى تفكيرهم وإلى أين وصلوا. وإذا أردوا أن يموتوا من العطش ويغطسوا في العتمة، فليموتوا ويغطسوا وحدهم، نحن نريد أن نعيش في الضوء وفي المياه".

أضاف: "إن القصة بسيطة وتأخيرنا في المشاريع وعرقلتنا تأتي كل مرة تحت عنوان وتحت حجة وأسهل ما لديهم أن يتهموا الآخرين بما لديهم من صفات. ونحن نصدق أحيانا ما يقال لأننا نظن الناس كأنفسنا لأن النسق الطبيعي لدينا بأن نصدق الناس وليس لإعتبارهم كذبة. ولكن مع التجربة نتعلم، لكن هذا هو الواقع الفعلي الذي نصطدم به".

وتابع: "يحاولون تشويه صورتنا التي هي صورتكم فيحاولون مسح وإلغاء 15 سنة من المقاومة للوصاية، ويريدون أن يجعلوننا من يوم الى آخر سارقين لأن ليس بإمكانهم التصديق أن هناك أشخاصا نظيفي الكف ولا أحد يسيرهم سوى ضميرهم وحسهم الوطني".

وأردف: "نحن "تيار وطني حر" واسع يعمل ليشمل كل اللبنانيين ونحن نعلم أنه عندما نكون بالسلطة يجب أن نشكل أكثرية اللبنانيين لنحقق ما تصبون إليه لذلك لا أحد يحكمنا لا بواقع ولا بمساحة معينة وأينما وضعنا وفي أي زاوية نرتفع ونرى ما هو أوسع لأن حركتنا لا تقيد طالما ان ضميرنا مرتاح. ونحن كتيار وطني حر سنبقى أحرارا. إن سقفنا هو القانون والحقيقة ونريد أن تحقق المشاريع أكانوا راضين أم غير راضين وسننزل مجددا بديناميكيتنا لنحقق ما نريد لو تطلب الأمر العودة للنزول الى الشارع، وهو حقنا بالتحرك السلمي. وعندما نفقد كتيار هذه الحيوية لا نعود نشبه أنفسنا".

وقال: "إننا متمردون على واقع بشع حتى نغيره، وقد استطعنا بمجموعة طلاب شجاعة أن نحافظ على الشعلة المضاءة، وعلى حرية وسيادة واستقلال لبنان، وهذا شعار اليوم "التغيير والاصلاح سيبقى ملكنا" وليس "ماركة مسجلة باسمنا" بل هو شعارنا ومن يريد السير به معنا فأهلا وسهلا به ونحن لن نتراجع عنه".
وأضاف: "نأمل أن نبقى "تيارا وطنيا حرا" نعبر عن رأينا فنحن المقاومة الاولى والاخيرة الباقية في لبنان حتى يبقى لبنان الذي نريده".

وختم باسيل: "نأمل أن نبقى سويا وإياكم لنشكل الوعي الجماعي كي لا نضيع عن أهدافنا الأساسية مهما سمعنا من تشويه إعلامي وتغيير للوقائع. هذه هي الحقيقة الثابتة لنا والتي لا تتغير ويجب أن نضعها دائما أمامنا فنعرف أن الباقي يقع ضمن خانة المناورة السياسية والتكتيك، لكن الحقيقة الثابتة تبقى نفسها وهي التي تنظم السلوكية الدائمة لدينا والتي لا تجعلنا نخطئ وتجعلكم دائما تفهموننا وتفهمون ما الذي نقوم به".

وفي الختام دار نقاش وحوار واجاب باسيل على أسئلة الحضور.  

السابق
دورية اسرائيلية نفذت حملة تمشيط واسعة جنوب شبعا
التالي
وزير الدفاع الإيراني: أميركا ستكون المتضرر الأكبر من دخول أي جهة الحرب ضد إيران