الشرق: مجلس الوزراء يجتمع عصر غد… وتعهد بسلوك جديد

تبنى مجلس الوزراء موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لجهة تأكيد وجود لبنان على الأرض كدولة متجذرة في التاريخ في رده على رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو الذي قال "ان لبنان غير موجود على خارطة العالم الجديد"، وأقر اصول نقل اعتمادات من احتياط الموازنة لسنة 2012 على القاعدة الاثني عشرية ونقل اعتمادات من احتياطي الموازنة الى موازنة بعض الوزارات.
عقد مجلس الوزراء، قبل ظهر امس، جلسة في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية الذي ابلغه بسفره الى رومانيا فتشيكيا ومن ثم الى قطر، ودعا الوزراء الى "التخفيف من منسوب السفر، مع التأكيد على الانتاجية داخل مجلس الوزراء وداخل الوزارة، مع الاعتماد على البعثات الديبلوماسية في الخارج".

تحدث وزير الاعلام وليد الداعوق، بعد انتهاء الجلسة، فأشار الى ان الرئيس سليمان رحّب في بدايتها بالوزراء وبالوزير الجديد للعمل سليم جريصاتي، مبدياً أمله في أن يكون له دور فاعل وإيجابي ضمن الحكومة، وقال أنه يجب أخذ العبر من الأزمة السياسية التي مررنا بها بحيث أن نظامنا يؤمن الاستقرار لا سيما الأمني في البلاد في ظل الاضطرابات القائمة في محيطنا شرط أن تمارس الديموقراطية بصورة صحيحة وحقيقية على أساس الارتكاز على الدستور والقوانين والانظمة وعلى المؤسسات الدستورية. وأضاف فخامته أن الحوار والنقاش البناء هو المدخل الأساس لحل الأمور ضمن الفريق الحكومي، وأن لرئيس الحكومة الدور الأساس في تفعيل آراء الوزراء عبر الاجتماعات واللقاءات المتواصلة في ما بينهم والارتقاء بالأداء الحكومي.

أضاف رئيس الجمهورية: ردينا على رئيس وزراء العدو الرئيس بنيامين نتانياهو الذي صرح أن لبنان ليس موجوداً على خارطة العالم الجديد، ونقول بأنهم يغتصبون الأرض ونظامهم عنصري ولن يكون له مستقبل في العالم الجديد المرتكز على العولمة، وأبدى فخامة الرئيس أمله في العودة الى الاولويات المنصوص عنها في البيان الوزاري أي الاستقرار ومعالجة شؤون الناس ومتابعة المشاريع السياسية كالانتخابات واللامركزية الادارية والموازنة مشدداً على أمرين أساسيين الأول التضامن الوزاري والثاني السلوك داخل الجلسات لجهة إدارة الجلسة وسلوك الوزراء شارحاً أسلوب عمل وأصول ونظام إدارة جلسات مجلس الوزراء.

وقال: أن الدستور يشجع على التوافق في اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء، ولكن إذا لم يحصل هكذا توافق نذهب الى التصويت إما بالأكثرية او بأكثرية الثلثين للمواضيع الـ 14 المحددة في الدستور، وإذا ذهبنا الى التصويت علينا تقبل النتائج مهما كانت. وامل في ان نبدأ حقبة جديدة بعد التجربة السابقة. ثم تحدث رئيس مجلس الوزراء، فرحب بالوزراء مجدداً، بعد استئناف جلسات المجلس، مجدداً الترحيب بالوزير جريصاتي، وقال: " عودة مجلس الوزراء الى الالتئام لا تشكل انتصاراً لفريق أو تيار أو وزير على آخر بل هي مكسب للدولة اللبنانية بكافة سلطاتها ومؤسساتها، وأجهزتها ولجميع اللبنانيين من دون استثناء وخاصة لمنطق العمل والانجاز والخدمة العامّة، ودعا جميع الوزراء الى الافادة من الفرص السانحة وذلك لجعل مجلس الوزراء منتجاً وفاعلاً ومتجانساً ومتضامناً وعلى قدر التحديات والمسؤوليات وبالتالي الى عدم إضاعة الوقت في الكيدية وتأجيج الخلافات والازمات بل على العكس السعي لحلها والمضي بالعمل الجاد بدءاً بالموازنة ومعالجة الدين وزيادة المداخيل وترشيد الانفاق وتنشيط القطاعات المنتجة وتوفير فرص العمل وزيادة قدرة لبنان التنافسية. وقال دولة الرئيس انها مسؤولية يجب ان نتحملها جميعا لأن الانظار متجهة صوب الحكومة، وعلينا ان نكون على قدر المسؤولية وتوحيد الارادات لتنفيذ ما يطمح اليه اللبنانيون جميعا والمضي في الاصلاحات البنيوية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والادارية الملّحة وتأمين الاستقرار السياسي والامني في البلد.

أضاف الرئيس ميقاتي: ادعو جميع الوزراء الى اعتبار هذا اليوم بمثابة انطلاقة حكومية جديدة ومتجدّدة عبر السعي لتفعيل اداء الوزارات والادارات الواقعة تحت سلطة وصاية الوزراء والشروع في معالجة المشاكل السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية المتراكمة وحلّ الملفات الشائكة والمزمنة خدمة للوطن والمواطنين.
وتابع أنّ ملف التعيينات الادارية اساسي لترجمة المشاريع التي تسعى الحكومة لتنفيذها وهي يجب ان تأتي بعيدا من المحسوبية ومنطق المحاصصة ووفقا للقوانين المرعية والاصول والآلية المقررة والاساس والاهم هو الالتزام بمعايير العلم والاختصاص والكفاءة والجدارة. وقال: انّ هذه التعيينات الادارية خطوة أولى ضرورية وملّحة ضمن سلسلة من الخطوات اللاحقة والهادفة الى تطبيق مبادئ الحكم الصالح والاصلاح الاداري وتفعيل عمل الوزارات والادارات وتعزيز انتاجيتها ونقص تكاليفها واخضاعها للمراقبة والمساءلة والمحاسبة الوظيفية والمالية واعادة هيكلة كادرها البشري وصقل مهارات العاملين فيها.

وقال: علينا تبني اقتراح اعتماد اصول ونظام عمل مجلس الوزراء والعمل بموجبه وختم بكلمة اخيرة عن مناسبة رياضية تعنينا جميعا وهي المباراة المنتظرة بين منتخب لبنان لكرة القدم ومنتخب الامارات العربية المتحدة المقررة يوم الاربعاء في ابو ظبي في اطار الجولة الاخيرة للدور الثالث من تصفيات المجموعة الثانية المؤهلة الى نهائيات مونديال البرازيل. أتمنى التوفيق للمنتخب اللبناني الذي عوّدنا على النجاح وادعو جميع اللبنانيين الى تشجيعه.
الى ذلك، دعا رئيس مجلس الوزراء المجلس للإنعقاد يوم غد الاربعاء في السراي الكبير الساعة الرابعة عصراً.

وقيل للوزير الداعوق: رئيس الجمهورية شرح نظام عمل لمجلس الوزراء وكيفية اصول التعامل ضمن مجلس الوزراء لجهة التضامن الحكومي او السلوك داخل مجلس الوزراء، فرد قائلاً: "لقد اكد دولة الرئيس على العمل بموجبه".
وقيل له: هذا موجود اصلاً، فرد: "هو موجود لكن هنا التأكيد عليه بعد التفاصيل، لم يحصل اقتراح ولكن هناك سلوك جديد لمجلس الوزراء".
وعمّا اذا حصل بين الوزراء ان يحصل العمل وفقاً للنظام القائم، قال الداعوق: "نعم سلوك التضامن الوزاري، اكد عليه الرئيس ميقاتي عندما يرأس الجلسة. 

السابق
النهار: عودة حكومية على رؤوس الأصابع وسلّة الإنفاق في عهدة رئيس المجلس
التالي
السفير: سوريا: الدستور الجديد يصبح نافذاً … والعنف يصبح كارثياً