ماروني: الحكومة مركبة بقرار سوري

طالب عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني بقرار حاسم لانقاذ الشعب السوري من آلة القتل والمجازر الوحشية التي يمعن النظام في ارتكابها، مشدداً على أن "لا حل سوى بالتدخل المباشر". ووصف الإستفتاء على الدستور بأنه "كذبة كبيرة".
ورأى في حديث الى "المستقبل" امس، أن "الحكومة مهمتها تقاسم الحصص وإلتهام الوطن وبالتالي كل وزير فيها هو رئيس حكومة"، معتبراً أن "لا ولادة جديدة للحكومة لأنها مركبة بطريقة عجيبة، وبقرار سوري لإلتهام الادارة اللبنانية وليس مساعدتها". وأكد أن رئيس حزب "الكتائب" الرئيس أمين الجميل "يحاول ان يكون خيط التواصل بين القيادات اللبنانية، ويسعى على الصعيد الاقليمي الى عقلنة الثورات العربية وشرعنتها، من خلال خلق شرعة وميثاق حتى لا تلتهم الثورة ابناءها، وكي يكون هناك حفاظ على الطوائف".

وهنا نص الحوار:
كيف تقرأون نتائج "مؤتمر أصدقاء سوريا" ومردوده على الثورة السورية؟
ـ من المبكر الحديث عن نتائج لمؤتمر تونس رغم ان العنوان يظهر بسرعة، لكن إنسحاب وفد المملكة العربية السعودية جاء نتيجة الشعور بالاحباط لعدم إتخاذ أي قرار حاسم لوقف سفك الدماء. كما رأينا أنه في اليوم الاول بعد إنتهاء مؤتمر تونس، لا يزال سفك الدماء والقتل مستمرين في سوريا، والشعب السوري يناشد الضمائر العربية والدولية موقفاً حاسماً لإنقاذه من آلة القتل. من هنا نرى ان المؤتمرات التي تقدم مساعدات عينية وغذائية، لا لزوم لها اثناء الموت والدمار، فالشعب السوري بحاجة الى قرار حاسم تجاه هذا النظام، المستمر في تعنته ومجازره الوحشية.

 برأيكم ماذا بعد مؤتمر تونس وما هي الاوراق المتاحة أمام المجتمع الدولي والعربي للتحرك لمواجهة ما يحصل في سوريا؟
ـ لا حل سوى بالتدخل المباشر، وقد رأينا ان مهمة المراقبين العرب فشلت وأن المبادرة العربية فشلت أيضا، كما أن مؤتمر تونس فاشل سلفا، وبالتالي رأينا ان النظام السوري يستفيد من الوقت ويعتمد المناورة. وما الاستفتاء على الدستورالا كذبة كبيرة كما يقول السوريون أنفسهم. من هنا ليس هناك حل سوى التدخل المباشر لوقف القتل، لأن الانسان في عصرنا الحاضر هو ملك الانسانية وليس ملك نظامه يتحكم فيه ويقتله ويدفنه ساعة يريد.

 الى ماذا يمكن ان تؤسس خطوة الاستفتاء على الدستور، ألا يمكن إعتبار ذلك تنفيذاً للإصلاحات التي ينادي بها المجتمع الدولي؟
ـ أي إستفتاء حتى يكون إستفتاء ناجحا ومعبّرا، يجب ألا يتم في ظل القتل والدمار والسلاح، وبالتالي علينا العودة الى الشعب السوري الذي هو المعني الاول بهذا الاستفتاء، ففي حمص وإدلب ودرعا هناك مقاطعة له. كما يجب أن نسأل هل يجري الاستفتاء في المناطق الخاضعة للنظام، وفق قواعد الحرية والديموقراطية او بالضغط والقوة؟. على كل حال، فإن العبرة في تنفيذ الاصلاحات وأولها وقف القصف والقتل، وليس الاستفتاء على الدستور لتجديد ولايتين للرئيس الحالي، في حين لا تزال أصوات المدافع تدوي في المدن السورية.

 هناك جلسة لمجلس الوزراء اليوم من دون تعيينات، وهي الاولى بعد الازمة، برأيكم هل هناك ولادة جديدة للحكومة؟
ـ بالعكس تماما، وفي كل مرة يطرح إستحقاق ما ستكون هناك إشكالية متنقلة. (وزير العمل السابق) شربل نحاس لم يكن وحده الاشكالية، بل الاشكالية موجودة في (وزير الطاقة والمياه) جبران باسيل ووزراء آخرين، لأن هذه الحكومة مركبة بطريقة عجيبة وبقرار سوري لإلتهام الادارة اللبنانية وليس مساعدتها. هذه الحكومة مهمتها تقاسم الحصص وإلتهام الوطن وبالتالي كل وزير فيها هو رئيس حكومة.

 هل تعتقدون أن "التسوية" التي رعاها رئيس مجلس النواب نبيه بري ستدوم؟
ـ لقد قلت سابقا، انه في كل مرة تواجه هذه الحكومة إستحقاقا ما، سيضطر رئيس مجلس النواب، عافاه الله، الى أن يقوم بمبادرة لرأب الصدع مع (رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب) العماد ميشال عون وإقناعه بحصة جديدة مقابل تنازل في مكان معين، وبالتالي سيظل الرئيس بري في حالة طوارئ كي يستطيع إرضاء مطالب العماد عون التي لن تنتهي.

 هل تتوقعون أن تثمر الجلسة النيابية في 5 آذار المقبل، أم ستكون خالية الوفاض، كالجلستين اللتين سبقتاها؟
ـ لا اعتقد ان الامور ستمر بسهولة في حين يستمرون في التجني على فريق كبير في البلد، وما دام هناك تعنت ورفض للاعتراف بأي مشاريع قوانين محالة من حكومة الرئيس (فؤاد) السنيورة، والتي إستمرت في أصعب الظروف في وقت كان الوزراء والنواب المؤمنون بسيادة لبنان يتعرضون للقتل، وفي الوقت الذي تناقض الاكثرية نفسها وتطلب تشريع مبلغ الـ 8900 مليار ليرة من دون معرفة أين أنفقت ومن دون موازنة، في حين من المعروف أين أنفقت الـ 11 مليار دولار، وفي الوقت الذي يريدون الاستمرار في إعتبار أنفسهم القضاة ورموز الاصلاح وهم في الحقيقة رموز الفساد.

 هل هناك محاولات لمعالجة جدية لملف الـ 11 ملياراً؟
ـ يجب ان يعالج هذا الملف الذي كان محور تباحث بين الرئيس أمين الجميل والرئيس بري. وقد اتصل الرئيس الجميل عقب هذا اللقاء بالرئيس السنيورة ووضعه في اجواء لقائه بشكل مطول. وبالتالي من المفروض ان يكون هناك حل كامل وشامل ومتكامل، وإذا كانوا يريدون محاربة أي فساد يزعمون وجوده، فليتفضلوا باللجوء الى القضاء ولتفتح كل الملفات.

ما هي خارطة تحرك الرئيس أمين الجميل داخليا وخارجيا؟
ـ الرئيس الجميل يحاول ان يكون خيط التواصل بين القيادات اللبنانية، ويسعى على الصعيد الاقليمي الى عقلنة الثورات العربية وشرعنتها من خلال خلق شرعة وميثاق، حتى لا تلتهم الثورة ابناءها، وكي يكون هناك حفاظ على الطوائف وعدم غلبة طائفة على اخرى. وهذا الامر كان محصلة جولاته على كل من تركيا ومصر وجولاته المرتقبة في الايام المقبلة. وعلى الصعيد اللبناني يسعى ايضاً الى ان يكون هناك نوع من مؤتمر اسلامي ـ مسيحي لانقاذ لبنان لأننا وصلنا الى مرحلة، إذا بقيت مطالب بعض القيادات تتحكم فيها الغريزة والشهوة فسنفقد وطننا. ومن هنا يتعالى الرئيس الجميل على جراحه ويتغلب على كل الحواجز الموضوعة امام الحوار، ويتواصل مع الجميع ضمن اطار ثوابت ثورة الارز وحلفه في ثورة 14 آذار، لخلق ثغرة في جدار الازمة الحاصلة بين القيادات اللبنانية.

 هناك دعم شخصي وسياسي يحرص البطريرك بشارة الراعي دائماً على توجيهه الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، كيف تقرأون هذه المواقف؟
ـ رئيس الجمهورية يتعرض لهجمة شرسة ومحاولة تحجيم دوره خصوصا من العماد عون، ومن الطبيعي أن يقول البطريرك الراعي كلمة الحق، التي هي الى جانب رئيس الجمهورية لتمكينه من متابعة مهمته كونه مؤتمناً على الدستور والوطن والمواطن. ودور البطريرك هو حفظ المقامات وليس تدميرها كما يفعل البعض الآخر.  

السابق
اليونيفيل تتنقل من دون شعارها
التالي
صنع في بيتنا..موقع للبيع الالكتروني