الانباء: جنبلاط: الأسد مصاب بجنون العظمة والدروز سيناضلون ضد طغيان النظام السوري

بعد ترميم الوضع الحكومي في لبنان، الأنظار تتجه الى اجتماع مجلس الوزراء اليوم الاثنين لأول مرة منذ شهر تقريبا ومن دون ان تشيح عن التطورات السورية المتمثلة في الاقتراع على الدستور.

وحتى ظهر اليوم الاثنين كانت الأضواء منصبة على الاستفتاء الذي أجري في سورية على مشروع الدستور الجديد، في ظل المقاطعة الشعبية، والتي أحرجت النظام من حيث صعوبة الخروج بالنتيجة التقليدية التي تخلص اليها الانتخابات في الأنظمة الشمولية وهي 99.99%!

جنبلاط يصعّد ضد النظام السوري

وبالتزامن دعا النائب وليد جنبلاط الذي يقود حملة ضد النظام السوري من لبنان عبر صحيفة «لوموند» الفرنسية التي التقته أثناء الاعتصام في ساحة الصحافي الشهيد سمير قصير، دعا المعارضة السورية الى رص صفوفها ووجه كلمة الى دروز سورية قائلا: لا أريد ان أتحدث بأسلوب طائفي، لكن النظام السوري يروج لقيام تحالف الأقليات في المنطقة، ودروز سورية مواطنون سوريون، وهم اما مع النظام واما ضده.

وأضاف: في السابق قاتل الدروز الانتداب الفرنسي واليوم حان الوقت كي يناضلوا ضد طغيان النظام الذي يقتل المواطنين السوريين في كل مكان.

جنون العظمة

ووصف جنبلاط حواره الأخير مع الأسد بأنه كان سورياليا، وكشف بعض ما دار بينهما من مواضيع، وقال انه سأل الرئيس السوري عن موضوعين، الأول عن ابن خالته رامي مخلوف الذي تدور حوله الشبهات بالفساد فأجاب الأسد واصفا المخلوف بالمجنون.

وعن الطفل حمزة الخطيب الذي عذب حتى الموت في درعا، أجاب بشار: لم يتعرض للتعذيب لكنه قتل!

وقال جنبلاط معلقا: كيف يمكن تقديم مثل هذه الاجابات، أنا لا أعرف، انه مصاب بجنون العظمة.

لماذا حمص؟!

وفي هذا السياق، شدد الوزير الجنبلاطي وائل أبوفاعور على ان المعركة في مدينة حمص مصيرية، لأنها واحدة من التجمعات التي تعوق بعض التواصل الذي يتم التفكير في تحقيقه لاحقا، كونها تعرقل بعض المنافذ على مناطق معينة.

وعلمت «الأنباء» هنا ان مصدر قلق جنبلاط الحقيقي حيال حمص مرتبط بمعلومات عن محاولة النظام السوري ضم منطقة حمص الى المنطقة التي يُرسم لها كي تصبح دولة للعلويين في الشمال السوري وبعض الوسط.

الوزير أبوفاعور لاحظ ان الاستقرار في لبنان محقق رغم العواصف في المحيط، نتيجة وعي القوى السياسية ووجود حكومة تحاول على قدر الإمكان الا تورط لبنان في الأحداث المحيطة.

في غضون ذلك، استأنف الجيش السوري زرع الألغام على الحدود مع لبنان، بصورة عشوائية ومكشوفة وحتى دون طمرها في التراب، وهذا ما يهدد الرعاة والمواشي، علما ان هذه الألغام حصدت منذ شهرين قتيلين وثلاثة جرحى بينهم لبنانيان، ونفقت بعض الأبقار.

الحريري: دعم إنساني وأخلاقي للسوريين

الرئيس سعد الحريري وتعليقا على ما يجري في سورية قال ان الأنظمة تأتي وتذهب وأيا تكن فيجب ان تكون في خدمة الانسان.

وشدد الحريري على أولوية لبنان أولا من دون ان يسقط أهمية التضامن مع الشعب السوري ازاء ما يتعرض له من مجازر، وذلك بدافع انساني وأخلاقي أولا وبطبيعة علاقات القربى والجيرة مع الشعب السوري.

وأكد الحريري لموقع «القوات اللبنانية» ان الخيارات واضحة ولا لبس فيها، مع الشعب السوري انسانيا وأخلاقيا وسياسيا واعلاميا من دون حدود ومن دون ان يتعدى الدعم هذه الأطر لأن السوريين قادرون على تدبير أمورهم.

وأكد الحريري العودة الى التواصل مع مناصريه عبر موقع «تويتر» ولفت الى انه لا يستعجل التطورات الداخلية في لبنان لأن المعادلات ستتغير حكما بعد سقوط الأسد، وسمير قصير كان على حق.

مجلس الوزراء

على المستوى الداخلي، ينعقد مجلس الوزراء اللبناني اليوم لأول مرة منذ تعليق اجتماعاته وقد لفت نجيب ميقاتي الى ان المرحلة تستوجب تضامن الجميع انطلاقا من حساسية الظروف، وانه يتعين سد اي ثغرة تهدد الاستقرار في لبنان.

ويصب كلام ميقاتي في خانة معالجة الانقسام الحاصل حول المبالغ المالية التي صرفت في عهد حكومته من خارج الموازنة كما في عهد حكومتي السنيورة من العام 2006 حتى 2010 والذي بات محط اهتمام مجلس النواب بالإضافة الى مسألة التعيينات القاصمة لوحدة الأكثرية.

سليمان والسنيورة

هذا الموضوع كان محور لقاء الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة في قصر بعبدا، وقالت مصادر السنيورة انه عرض مع رئيس الجمهورية وقائع ما جرى على هذا الصعيد في مجلس النواب والآفاق المطروحة لمعالجة كل الانفاق العام خارج القاعدة الاثني عشرية، خصوصا بعدما تعهد الرئيس بري بطرح مخرج في جلسة الخامس من مارس النيابية.

كما سيشهد مجلس النواب اليوم اجتماعا من اجل وضع أسس رقابية لمعالجة موضوعي الأحد عشر مليار دولار التي صرفت في عهد حكومة السنيورة، والـ 6 مليارات التي صرفت في عهد حكومة ميقاتي.

ويبدو السنيورة ومعه قوى المعارضة متمسكين بطرح الموضوعين على دوائر الرقابة المالية حتى لا تتأثر سمعة المؤسسات والأوضاع المالية.

والمتوقع ان يحسم الاجتماع النيابي الذي دعا اليه رئيس المجلس نبيه بري في ايجاد حل يشمل انفاق الـ 6 مليارات دولار في سنة، والاحد عشر مليارا في خمس سنوات، علما ان ثمة من يعترض على قوننة انفاق الـ 6 مليارات دولار فقط.

السنيورة: طريقتان لمعالجة الموضوع

السنيورة اعتبر في تصريحات أمام زواره امس ان هناك طريقتين لا ثالثة لهما لمعالجة موضوع الموازنات السابقة اما اقرار الموازنات التي أعدت والتي تحدد السقوف الصحيحة للانفاق او ان يصار الى رفع السقوف، كما هو معمول به في مشروع الـ 8900 مليار ليرة الذي هو عمليا رفع لسقوف الانفاق وليس ابراء الذمة المالية، وهذا العمل يسري على جميع السنوات متماثلة وان اجتزاء واحدة منها ومحاولة ادانة فريق وتصوير فريق آخر بالصلاح خطأ كبير.  

السابق
الحل السياسي مسؤولية المعارضة وبوتين؟
التالي
النهار: الإنفاق من خارج الموازنة بلغ 22 مليار دولار وعمل اللجنة الوزارية النيابية يتجاوز الحل المالي