أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، خلال مشاركته في الاستفتاء على الدستور الجديد في دمشق امس، ان "الهجمة التي تتعرض لها سوريا هجمة إعلامية، ولكن الإعلام رغم أهميته لا يتفوق على الواقع ويمكن أن يكونوا أقوى في الفضاء لكننا أقوى على الأرض من الفضاء، ومع ذلك نريد أن نربح الأرض والفضاء".
في هذا الوقت، حذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من ان التدخل الاجنبي في سوريا «سيسرع من مخاطر اندلاع حرب اهلية، مضيفة "لدينا مجموعة خطيرة جداً من العوامل في المنطقة: القاعدة وحماس وأولئك الذين على قائمتنا للإرهاب الذين يدّعون انهم يدعمون المعارضة. إذا جلبت اسلحة آلية، والتي ربما تستطيع تهريبها عبر الحدود، فما الذي ستفعله تلك الأسلحة أمام الدبابات والأسلحة الثقيلة؟".
وكشف وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو جانباً من كواليس المرحلة الحالية بعد مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس الجمعة الماضي، معتبراً أن الأسد وصل إلى النهاية، وأن سوريا ليست ملكه الشخصي. وقال "إن من أهم ما تقرر في تونس اعتبار المجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للسوريين. ونحن نريد أن يتمثل في المجلس الوطني السوري الأكراد والتركمان والدروز والعلويون".
من جهتها، اعترفت وزارة الداخليّة في شكل غير مُباشر، بأنّ الأوضاع الأمنيّة في البلاد عاقت عمليّة التصويت، قائلة إنّ "الإقبال على الاستفتاء كثيف ويتمّ في طريقة طبيعيّة في معظم المحافظات، باستثناء بعض المناطق".
ونقلت وكالة الأنباء العربيّة السوريّة "سانا" الرسميّة عن وزارة الداخليّة، أنّ العدد الإجماليّ للمراكز التي خُصِّصَت لعمليّة الاستفتاء، بلغت 14185 مركزاً، بعدَ طلب بعض المُحافظات زيادة أعداد المراكز التي كانت مُحدّدة مُسبقاً بـ 13835، فيما ذكر التلفزيون الرسميّ أنّ "الاستفتاء على الدستور تواصل بزخم في جميع المراكز على امتداد الوطن".
وفُتحت مراكز الاقتراع الساعة السابعة (5,00 ت غ)، لـ"يُدلي نحو 15 مليون سوريّ تجاوزت أعمارهم الـ18 عاماً، بأصواتهم"، حسب وزارة الداخليّة. وقال مواطن في أحد مراكز مدينة اللاذقيّة، إنّ الاستفتاء "رسالة إلى العالم حتّى يأخُذ الديموقراطيّة من سوريا"، فيما قال آخر من داخل أحد مراكز مُحافظة حلب: "أنصح كُلّ مواطن بالتصويت على الدستور، لأنّه مُستقبل سوريا، ولأنّه يُعطي حقوقاً لكُلّ الناس".
وأشارت "سانا" إلى أنّ "أبناء الجالية السوريّة في لبنان توافدوا منذ صباح أمس بالآلاف الى مراكز الاستفتاء على الحدود السورية – اللبنانية، لاسيّما في منطقة جديدة يابوس، للمُشاركة في ممارسة حقّهم في التصويت على مشروع الدستور الجديد، معبّرين عن تمسّكهم بوحدتهم الوطنيّة وبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الرئيس الأسد".
وذكرت الوكالة أنّ "مسيرات عدّة انطلقت من بيروت، حمل المُشاركون فيها الأعلام السوريّة وصور الرئيس الأسد، مُردّدين هتافات تؤكّد التفاعل الحميم بين القائد الرمز والشعب والجيش".
