إستفتاء الدبّابات

عيب ما يجري في سوريا.

عيب هذا الاستفتاء الذي تصح فيه تسمية «استفتاء الدبّابات» وكذلك «إستفتاء الدم»!

فمن يستفتي مَن؟

إنّه الجلاّد يستفتي الضحيّة!

هذا الاستفتاء كان الأجدر بالقيّمين عليه أن يسألوا المواطنين المعرّضين للقتل والذبح وتدمير ممتلكاتهم:

هل يوافقون على سقوط ثمانية آلاف قتيل منهم حتى الآن؟

وهل يوافقون على فقدان عشرات الآلاف منهم حتى اليوم؟

وهل يوافقون على جرح أكثر من خمسين ألفاً منهم حتى تاريخه؟

وهل يوافقون على دكّ بيوتهم فوق رؤوسهم؟

وهل يوافقون على تدمير مدنهم وبلداتهم وقراهم؟

وهل يوافقون على دفع سوريا الى هذه العزلة الدولية الخانقة؟

وهل يوافقون على زج الجيش، ابن الشعب، في قتل الشعب؟!.

وعلى سيرة الجيش يزعم النظام أنّه لم يتدخل في الأحداث الجارية، إنما ما ينخرط في تلك الأحداث فهي «قوى حفظ النظام» في إشارة الى الشرطة والأمن الداخلي!

فعلى مَن يواصل هذا النظام الكذب؟

فإذا كان الجيش لم يتدخل ترى من تسبّب بقتل هؤلاء الآلاف من أبناء الشعب الأبرياء؟

وإذا لم يكن الجيش يتدخل في الأحداث فكيف تحوّلت حمص، بأحيائها المدمّرة، الى مدينة منكوبة؟

وكيف سبقتها درعا وإدلب وجسر الشغور وسواها الى مدن ومناطق منكوبة؟ ومن أسف أنّ حلب على الطريق، هي أيضاً، الى أن تصبح مدينة منكوبة!

أمّا أن ينزل رأس النظام الى مركز اقتراع قرب مقرّه بذريعة أنّه قادر على التجوّل وأنّ الدنيا بألف خير، فهذا الهراء لم يعد ينطلي على أحد… ذلك أنّ للناس عيوناً ترى وآذاناً تسمع وعقولاً تميّز بين الحقيقة والكذب.

وفي أي حال، إذا كانت الأوضاع عال العال، فلماذا لا يتوجّه رأس النظام الى حمص، مسقط رأس زوجته، فيقصد أحد أقلام الاقتراع، ويدلي بصوته هناك؟

كفى هذا الكذب والضحك على الناس، كفى هذه الهمروجة المأساوية التي لا يترتّب عليها سوى المزيد من المجازر والمزيد من تقليص، بل إنهاء دور سوريا.
  

السابق
نهفات عرب ايدول الجديدة
التالي
عالم يحكمه الجنس