أعمدة ارسال في المواقع الاسرائيلية المطلة على الحدود لتحصين الوضع والتنصت

أكدت مصادر أمنية لـ"المركزية" ان "الحرب الباردة" أو "الأمنية الخفية" بين "اسرائيل" و"حزب الله" تحولت الى حرب علانية مفتوحة بجميع وجوهها في ما يتعلق بشبكة الاتصالات الهاتفية الخلوية والعادية والاختراقات الاسرائيلية لها، واذا كانت عمليات توقيف العملاء شكلت ضربة قوية للموساد، فإن ما تمّ كشفه أخيرا عن زرع هاتف مخفي في أي من الهواتف شكل إنجازا أمنيا كبيرا. وأوضحت أن هذا الانجاز الامني اللبناني الذي تشارك فيه فنيو المقاومة الاسلامية ومخابرات الجيش اللبناني ووزارة الاتصالات جاء بعد تطورين بارزين، الأول تمثل بتفكيك شبكات العملاء الاسرائيلية وتوقيفهم والثاني بعد اكتشاف "حزب الله" لجهازين متطورين زرعتهما إسرائيل في أحد الأودية على مقربة من قرية حولا القريبة من الحدود الإسرائيلية اللبنانية للتجسس والتنصت على الاتصالات التابعة للمقاومة وفجرتهما بعد أن إكتشفت أن الحزب علم بأمرهما.

وازاء هذا الاخفاق، رفعت "اسرائيل" من وتيرة تجسّسها عبر نصب عشرات من أعمدة الارسال من جميع الألوان والأحجام المجهزة بأحدث آلات المراقبة والتنصت في التلال والمواقع الاسرائيلية المطلة على طول الحدود الدولية مع لبنان وفي محاذاة الخط الأزرق الدولي، وهذا ما اكده تقرير وزارة الإتصالات أخيرا الذي اجرى مسحا للطريق المحاذي للمستوطنات الاسرائيلية المحاذية لقرى العديسة والوزاني مرورا ببوابة فاطمة.

واكد شهود عيان لـ"المركزية" ان إسرائيل نصبت منذ فترة طويلة على تلة الثغرة المطلة على بلدة العديسة أعمدة ارسال ضخمة بمحاذاة "انتنات" صغيرة وكبيرة دون ان يكون هناك موقع عسكري اسرائيلي ظاهر للعيان، تقابلها أعمدة شاهقة ترتفع فوق موقع للإحتلال على تلة رياق بقرب مستعمرة المطلة. وتمتد هذه الأعمدة و"الانتنات" لتصل المرتفعات القريبة والبعيدة نسبيا من الحدود الدولية يمكن استخدامها في عمليات الإرسال والتجسس او للغايتين معا، وربما اكثر من ذلك.

وكانت "اسرائيل" قد أبلغت الأمم المتحدة سابقاً، أنها ستواصل مساعيها لجمع معلومات استخباراتية في الجنوب طالما لا تسيطر الحكومة اللبنانية على هذه المنطقة بشكل كامل، في اعقاب استفسارات من الأمم المتحدة قدمت لإسرائيل حول "أجهزة التنصت" التي اكتشفت قرب قرية حولا الحدودية.

ويكشف هذا البلاغ أن "اسرائيل" جندت لهذه الحرب الباردة، كل ما تملك من شبكات، وأجهزة تنصت ومعدات إلكترونية متطورة للعثور على معلومة ما حول تحركات المقاومة ومراكزها ومخازن أسلحتها ومنصات صواريخها، خصوصا بعد الفشل الذي وقعت فيه في حرب 2006 فهي إكتشفت وبنتيجة هذه الحرب أنها لم تكن تعلم شيئا عن الساحة الجنوبية وبناء عليه فهي تعمل على تحصين وضعها عبر التجسس والتنصت والتسجيل وإعادة بناء شبكات العملاء وما شابه.  

السابق
جريصاتي تسلم وزارة العمل من سلفه المستقيل نحاس
التالي
تشويش إسرائيلي في المنطقة الحدوديّة يضعف إرسال الخلوي ويطال الأنتـرنت