البناء: الخلافات تعصف بمؤتمر تونس والفيصل بعد كلينتون يدعو إلى تسليح الإرهابيين

مع إسدال الستارة على قضية بدل النقل التي استولدت استقالة الوزير شربل نحاس وتعيين القاضي سليم جريصاتي بديلا منه في وزارة العمل، يتوقع تنشيط العمل الحكومي من جديد بهدف مواكبة ما تراكم من ملفات وقضايا اجتماعية وحيوية، وايضا التسريع في معالجة بعض المسائل الشائكة وخصوصا موضوع التعيينات الادارية وعودة البحث في مشروع الموازنة.
ولهذا، سيعقد مجلس الوزراء جلسته صباح يوم الاثنين المقبل في بعبدا، بحيث لا يستبعد ان تقر الجلسة بعض التعيينات خاصة تلك التي تأجلت من آخر جلسة للحكومة والتي حصل عليها خلاف بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزراء تكتل التغيير والإصلاح، على ان تعقد جلسة ثانية مساء الأربعاء.
وتحدثت أوساط رئيس الحكومة عن وجود رغبة لدى كل الأطراف لتنشيط العمل الحكومي على المستويات كلها خاصة في المجالين الإداري والمالي.

تداعيات الجلسة النيابية
وفي الشأن المحلي أيضا، بقيت تداعيات ما جرى في مجلس النواب أول من امس محور الاهتمام في اوساط الاكثرية والمعارضة، وتابع الرئيس نبيه بري في عين التينة مناقشة هذا الموضوع مع زواره، استكمالا للاجتماعات التي كانت عقدت في مجلس النواب بعد الجلسة مباشرة,.
وحسب المعلومات، فقد تركز النقاش الذي لم يصل بعد الى نتائج ايجابية حول محاولة المعارضة اختصار الحل باقتراح الرئيس فؤاد السنيورة الذي يشمل الانفاق من العام 2005 وحتى نهاية 2011، بمعنى آخر الذي يهدف الى قوننة الارتكابات المالية التي حصلت في عهده مع مشروع الـ 8900 مليار ليرة المطروح في قالب واحد وصيغة واحدة، أما الأكثرية فقد ابلغت المعنيين ان هناك مشروع قانون مطروحا امام الهيئة العامة الآن يجب البت به، وانه يمكن سلوك الأسلوب نفسه مع مرحلة الانفاق السابقة، بمعنى ان يصار الى صوغ اقتراح قانون تفصيلي حول الانفاق بين 2005 و2010 ويطرح في مجلس النواب ليناقش وفق الاصول.
كذلك، فان البحث تناول ايضا مشكلة القوانين التي كانت اقرتها حكومة السنيورة المبتورة آنذاك، وقالت مصادر مطلعة لـ "البناء" انه سبق وكانت قد طرحت افكار وصيغ متعددة للتعاطي مع هذا الموضوع، ومن بينها تبني الحكومة الحالية هذه القوانين وارسالها الى مجلس النواب لاقرارها او تبني قسم منها.
ووفق المعلومات، من مصادر مطلعة، فان البحث يمكن ان يوصف بأنه ما زال في المرحلة الاولى، حيث يفترض ان تمتد الاتصالات والمساعي الى مطلع آذار المقبل.
وفي حال لم يتم التوصل الى تفاهم حول هذا الموضوع، فإن الاكثرية ستذهب الى جلسة 5 آذار على اساس التعاطي معها بشكل طبيعي، لاستكمال مناقشة واقرار جدول الاعمال، مع العلم ان حوالى الستة نواب من الأكثرية غابوا عن الجلسة الماضية.

 نصرالله
الى ذلك، شدد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على الحرص على استقرار لبنان الامني والسياسي، في مثل هذا الوضع الموجود في هذه المنطقة، ومن موقع اولوية مواجهة التهديد "الاسرائيلي"، مشيرا الى أن "من يريد الفوضى في المنطقة يريدها في لبنان، ومن يريدون اخذ العراق وسورية الى حرب اهلية او ليبيا الى حرب قبلية مصممون على نشر الفوضى في المنطقة ومنها لبنان، وبالتالي ما يساعد على الفتنة او يدفع اليها يجب تجنبه في القول والعمل".
وأشار في ذكرى اسبوع والد الأمين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي إلى أنه "يمكن لكل واحد ان يعبر عن مواقفه وكلنا يستطيع ان يعبر عن موقفه من الاحداث في سورية، وعلى تباين من دون ان يلجأ الى لغة التحريض لانه يجب ابعاد لبنان عن هذا الامر"، مؤكدا انه "حتى في ما يجري في المنطقة استطاع اللبنانيون ان يحفظوا الاستقرار الامني والسياسي في بلدهم بشكل عام وهذا ما يجب ان نحرص عليه وامام محاولات إحداث فتن في منطقتنا يجب ان تبقى منهجية التعاطي هي محاصرة الفتنة في كل بلد والعمل على منع امتدادها والعمل على اخمادها في ساحتها".
ولفت في هذا السياق إلى "اهمية الحفاظ على الحكومة الحالية للاستقرار لكن هذا لا يجوز ان يكون حجة لدى مكونات الحكومة لعدم الانتاجية، اي ان عذرهم ان الحكومة محافظة على الاستقرار في البلد هذا امر غير صحيح"، مشددا على أنه "عندما تكون حكومة تتحمل مسؤولية البلد امنيا وسياسيا واقتصاديا واداريا، يجب ان تكون فاعلة، هناك من يريد ان يعطل الحكومة واسقاطها".
وجدد السيد نصرالله "الدعوة والحرص والتأكيد على وجوب ان تبادر الحكومة الى عقد اجتماعات جديدة"، مشيرا الى أن "جماعة 14 آذار يقولون ان الحكومة حكومة حزب الله"، لافتا إلى أنهم "سموها كذلك لتحريض الاميركيين و"الاسرائيليين" عليها ولكي تقاطعها الدول العربية، ولكن يعرفون انها ليست كذلك، ونحن في هذه الحكومة اكثر المكونات تواضعا او الاستفادة منها، نبذل كل جهد ونؤجل ملفات لمصلحة بقاء الحكومة واستمرارها".
وتطرق السيد نصرالله الى الوضع في سورية، فأكد ان هناك اصرارا على رفض الحل السياسي من قبل الغرب والداعمين للمعارضة وقال: "لا، "الناتو" ولا اميركا مستعدون لإرسال قوات الى سورية فهم يحرضون ويرسلون السلاح في مقابل إيصاد الابواب امام الحل السياسي.

شكوى ضد "إسرائيل"
في هذا السياق، تقدم لبنان امس عبر وزارة الخارجية بشكوى الى الأمم المتحدة ضد العدو "الإسرائيلي" على خلفية اقدامه على تمديد سياج بطول 40 مترا في جوار الخط الأزرق في بلدة العديسة لقطع الطريق المؤدي اليه.
واعتبرت الشكوى "ان هذا الخرق يشكل تعديا على الاراضي اللبنانية، كما يشكل انتهاكا للسيادة اللبنانية ولقرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 وللقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة، كما ويشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين".
وطلب لبنان من الأمين العام للأمم المتحدة اتخاذ الاجراءات اللازمة من اجل حمل "اسرائيل" على ازالة هذا التعدي.
الى ذلك، نقلت شبكة "C.N.N" عن مصادر "إسرائيلية" ان قوات الاحتلال اقترحت بناء جدار فاصل على الحدود مع لبنان ليستبدل السياج الحدودي الموجود حاليا، في محاولة لوقف الخروقات وتعزيز الأمن".
وذكرت الاذاعة "الإسرائيلية" ان "قائد قوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان باولوا سيرّا قال ان الجيش "الإسرائيلي" عرض خلال اجتماع ثلاثي عقد في الناقورة، خطته لبناء جدار يحل محل السياج الحدودي بين "إسرائيل" ولبنان".

الوضع في سورية
في موازاة ذلك، رفعت اطراف الحلف الأميركي ـ الغربي ـ الخليجي من محاولاتها لمحاصرة سورية وابتزاز القيادة هناك تحت عناوين وشعارات "كاذبة ومبتورة" جرى التسويق لها منذ أشهر عبر حكام الخليج ودوائر المخابرات الغربية مع قنوات الفتنة والكذب خاصة "الجزيرة" و"العربية". وذلك من خلال ما صدر عما يسمى "مؤتمر أصدقاء سورية" الذي انعقد في تونس امس. فيما شهد المؤتمر المزعوم مزيدا من انكشاف الدور التآمري لكل من قطر والسعودية في سبيل دفع الغرب للتدخل في شؤون سورية.

12 ضابطاً فرنسياً في حمص
وفي خطوة حملت الكثير من التفسيرات قامت حكومة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس بإعادة سفيرها الى دمشق أريك شوفالييه بعد استدعائه للتشاور.
وفي ضوء المعلومات التي كشف عنها موقع "فولتير" الفرنسي عن تورط فرنسي عسكري في دعم المجموعات الإرهابية في حمص، قررت فرنسا إعادة سفيرها، حيث ذكر الموقع في هذا الاطار انه خلال الهجوم على معقل للمتمردين المتحصنين في منطقة باب عمرو في حمص، القى الجيش السوري القبض على أكثر من 1500 مسلح، معظمهم اجانب, ومن هؤلاء اثنا عشر من الفرنسيين الذين طلبوا معاملتهم كأسرى حرب، ورفضوا اعطاء هوياتهم ورتبهم وتفاصيل وحدات مهامهم, وتبين ان أحدهم هو كولونيل في الادارة العامة للأمن الخارجي، وهي وكالة استخبارات خارجية فرنسية تعمل تحت اشراف وزارة الدفاع الفرنسية (DGSE).
وقال الموقع، ان فرنسا قامت بشن حرب سرية ضد الجيش السوري من خلال تسليح فيالق الوهابيين ومدهم بوسائل استخبارات الأقمار الصناعية، ما تسبب في أكثر من 3000 حالة وفاة في صفوف الجيش، وأكثر من 1500 ضحية من المدنيين في عشرة أشهر من القتال.
وقد تم الكشف عن هذه المعلومات جزئيا من قبل تييري ميسان خلال ظهوره على شاشة القناة التلفزيونية الروسية الأكثر شعبية، يوم الاثنين 13 شباط، ومن ثم في مقال نشر يوم الثلاثاء في 14 منه. من قبل كومسومولسكايا برافدا وأخيرا من خلال التلفزيون عبر فيديو شبكة فولتير. وقد طلبت فرنسا مساعدة روسيا للتفاوض مع سورية من أجل الافراج عن أسراها.

وشكك الموقع ببعض المقالات التي نشرها مراسلون فرنسيون عن الأوضاع في حمص خلال الأيام الماضية، حيث انه وبعد أسبوع من السيطرة على مقر الإرهابيين, لم يتبق إلا اشتباكات خفيفة, ومع ذلك يصر هؤلاء المراسلون على اختراع سيناريو ثوري خيالي حاجبين الحقيقة عن القراء، وبالتالي المجال لـ/ الآن. جوبيه للتفاوض على عودة الأسرى الفرنسيين بشكل سري.
وقال انه وفي ظل غياب الالتزامات المنصوص عليها في المعاهدات ذات الصلة, فإن الحرب السرية التي يقودها الرئيس ساركوزي وحكومته تشكل خرقاً غير مسبوق في ظل الجمهورية الخامسة. وهو ينتهك المادة 35 من الدستورالفرنسي، ويرقى إلى جريمة يعاقب عليها القانون في المحكمة العليا ( المادة 68).

وتقول الاوساط السياسية المطلعة في هذا الاطار، ان ساركوزي قد بات في وضع سيئ للغاية وهو مضطر للتفاوض مع دمشق، وللتراجع نظراً لاعتبارات تتصل ليس فقط بمصيره البائس انما بسمعة فرنسا كدولة.

ميدفيديف: الفيتو لمنع التدخل
في مقابل ذلك، أكد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس ان روسيا استخدمت "الفيتو" في مجلس الأمن لقطع الطريق أمام محاولات التدخل الخارجي في سورية.

وفي السياق ذاته، اكدت وزارة الخارجية الروسية أمس على ضرورة معالجة الأزمة السورية بصورة متزنة وموضوعية، تستند الى ضرورة تخلي جميع الأطراف عن العنف واطلاق حوار وطني وعدم املاء حلول خارجية على السوريين ورفض التدخل الخارجي، وخاصة العسكري في الشؤون الداخلية لسورية.
كما أبدت استعدادها للتعاون مع الهيئات الدولية والاقليمية، بهدف ايجاد حل دبلوماسي للأزمة في سورية.
على صعيد متصل، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في تصريح صحافي عن قلق بلاده العميق لاستمرار الاشتباكات المسلحة في عدد من الاقاليم السورية، وخاصة مدينة حمص وما ينجم عن ذلك من سقوط ضحايا ودمار.

الاستخبارات الروسية: المعارضة تتلقى السلاح من الخارج
في الاطار ذاته، أكد مصدر في الاستخبارات السرية الروسية ان "المجموعات المسلحة في المعارضة السورية تتلقى أسلحة من الخارج.

ونقلت وكالة "إيتارتاس" الروسية عن المصدر ان "كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر تصل الى الجيش السوري الحر من لبنان والعراق وتركيا، وإنما بشكل غير رسمي ومن دون موافقة حكومات تلك البلدان".
وأضاف المصدر، الذي لم تكشف هويته، ان شحنات من الأسلحة تشمل بنادق آلية ورشاشات وبنادق قناصة وقنابل مضادة للدبابات.
كذلك، اعترفت مصادر في المعارضة السورية لوكالة "رويترز" ان ما يسمى "الجيش السوري الحر" يتلقى أسلحة "خفيفة ومعدات اتصال من الخارج".

تعيين أنان موفدا الى سورية
في مجال آخر، أعلن أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، "تعيين الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان مبعوثا خاصا مشتركا الى سورية". واعرب كي مون والعربي عن "امتنانهما لأنان لقبوله المهمة في هذا الوقت الدقيق بالنسبة للشعب السوري".
وأشارت الأمم المتحدة في بيان الى ان "المبعوث الخاص سيبذل المساعي الحميدة الهادفة، الى انهاء جميع اعمال العنف وانتهاكات حقوق الانسان، وتعزيز الحل السلمي للأزمة السورية".
وقد دعا أنان في أول تصريح له "السوريين كافة لوقف العنف وايجاد حل سلمي للأزمة".
وأعلنت كل من الخارجية الروسية والخارجية الصينية عن ترحيبها بتعيين أنان.

العودة الى مجلس الأمن
في هذا الوقت، ترددت معلومات ان هناك مسودتين تتعلقان بالوضع السوري طرحتا أخيرا في مجلس الأمن، واحدة روسية وأخرى فرنسية، وذكرت المعلومات ان الفرنسيين على عجلة من أمرهم من أجل اصدار قرار جديد بشأن سورية في مجلس الأمن، ويبدو ان هذا الاستعجال له علاقة بالانتخابات الرئاسية في فرنسا، حيث يسعى الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي الى تحسين شعبيته التي تراجعت كثيرا داخل الساحة الفرنسية.
وأوضحت المعلومات، ان كلا من روسيا وفرنسا لا زالتا على موقفيهما، وانه في حال اصرت باريس على تقديم مشروعها الى مجلس الأمن الذي لا يراعي الشروط الروسية والصينية، فهو سوف يواجه مصير القرارات السابقة وبالتالي ستلجأ روسيا والصين الى استخدام حق "الفيتو".

انعقاد مؤتمر "أعداء سورية"
وكان عقد امس في تونس "مؤتمر أعداء سورية:" بحضور ممثلين عن 60 دولة ومنظمة، وهي بالاجمال الدول الغربية مع دول الخليج ومنظمات تتحرك تحت "إيقاع الموقف الاميركي"، مع مقاطعة كل من روسيا والصين له بالطبع، وتوجيه الانتقادات لخلفيات واهداف المؤتمر.

خلافات بين المشاركين
وشهد المؤتمر خلافات بين المشاركين فيه حيث عمد وزير خارجية السعودية سعود الفيصل إلى الانسحاب من المؤتمر احتجاجاً على ما وصفه «عدم فعالية اجتماعات تونس». بعد أن كان وصف فكرة «تسليح» المعارضة السورية «بأنها ممتازة"!
فيما لجأ وزير خارجية قطر حمد بن جاسم في كلمة له إلى «التحريض من أجل التدخل زاعماً أن الجميع ينتظر خطوات عملية لوقف ممارسة النظام السوري لقتل المدنيين وتخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري»، علماً أن حكام قطر هم الذين موّلوا مؤتمر تونس وأشرفوا على آليات تنظيمه.

وتظاهرة كبيرة تندّد بانعقاده
ورغم كل الاجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات التونسية بطلب من حكام قطر لحماية المشاركين، نزل آلاف التونسيين إلى قرب مكان انعقاد المؤتمر تأييداً للرئيس بشار الأسد والاصلاحات التي يقوم بها، ورفضاً لانعقاد المؤتمر والتدخل في شؤون سورية، وقد حاول المتظاهرون اقتحام مقر المؤتمر رفضاً لاستضافة تونس له.

… وهيئة التنسيق تقاطع
كذلك لوحظ أن هيئة التنسيق الوطنية السورية لقوى التغيير والديمقراطية المعارضة أعلنت مقاطعتها لمؤتمر تونس وقالت «إن الاجتماع يحدد من يمثل الشعب السوري بدلاً من الشعب السوري نفسه".
كلمات تحرّض ضد سورية
وقد ألقيت العديد من الكلمات في المؤتمر المزعوم، فهاجم الرئيس التونسي منصف المرزوقي «القيادة السورية» واقترح تشكيل قوة عربية لحفظ الأمن وضمان وصول المساعدات وكذلك فعل رئيس وزرائه.
وبدوره، اندفع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في كلمته نحو أقسى أنواع التحريض ضد سورية، إرضاء لأسياده في واشنطن والخليج، ودعا مجلس الأمن «لاتخاذ قرار للتدخل لوقف فوري لإطلاق النار والرقابة لحماية السوريين». مكرراً دعوته لتطبيق ما يسمى بـ«المبادرة العربية".
وكذلك فعل رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم الذي وجّه كل أنواع الحقد ضد سورية وقيادتها، داعياً المؤتمر المزعوم «لاتخاذ خطوات عملية لوقف ممارسة النظام السوري لقتل المدنيين»! وطالب بتشكيل قوة عربية للإشراف على الأمن في سورية وفتح ممرات إنسانية.
وطلبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي حضرت المؤتمر بما سمته «حظر سفر المسؤولين السوريين وتجميد أصولهم» زاعمة أن الرئيس الأسد سيدفع ثمناً باهظاً لانتهاكه حقوق الشعب السوري"!
ومن جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إلى تشديد العقوبات على سورية لإجبارها على الانصياع للقرارات الدولية.
وبدوره، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ أن بلاده ستعترف بما يسمى «بالمجلس الوطني السوري".
كما دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى «مواصلة العمل لمساعدة الشعب السوري» وطالب بأن تكون هناك استجابة للمساعدات الإنسانية للدخول إلى سورية، وأن لا نقف مكتوفي الأيدي أمام عدم وصول المساعدات». وأعلن أن تركيا سوف تستضيف المؤتمر الثاني لما يسمى «مؤتمر أصدقاء سورية".

بيان مؤتمر تونس: كلام إنشائي!
وعلى غرار الكلمات الحاقدة التي ألقيت في المؤتمر المذكور طالب البيان الختامي للمؤتمر «بوقف فوري للعنف في سورية وأدان ما وصفه «إنتهاكات حقوق الإنسان".
وأعلن المؤتمر الالتزام بسيادة سورية ووحدة أراضيها وقال نريد انتقالاً ديمقراطياً للسلطة في سورية من دون تدخل خارجي.
أضاف "إننا متفقون على الوقوف بجانب سورية من دون تردد ورأى أن «المجلس الوطني السوري يتجه إلى أن يكون الممثل الشرعي للشعب السوري".
وأشار وزير خارجية تونس إلى أن المؤتمر لم يتطرق إلى تسليح المعارضة وقال «ندعم فكرة اتجاه قوة عربية ودولية إلى سورية، ولا نريد أن ندخل في لعبة الأمم الكبرى»، أضاف «لا نرغب في استخدام القوة العسكرية وكل ما نستطيعه هو الوقوف إلى جانب الشعب السوري ولا تنتظروا معجزات» ورأى أنه «من المهم ضمان انتقال آمن للسلطة في سورية»، وأعلن أن المؤتمر «تعهد بالمساهمة في جهود إعادة إعمار سورية".

أوغلي: نرفض التدخل الأجنبي
وعلى هامش أعمال المؤتمر، أعلن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي على هامش مشاركته في المؤتمر، رفض منظمة التعاون للتدخل العسكري الأجنبي في سورية، وقال «إن التدخل العسكري سيؤدي إلى تفاقم الأزمة أكثر من حلها، وإلى إراقة المزيد من الدماء فيما المطلوب وقف أعمال العنف".
مصادرة غليون للمعارضة
في هذا الوقت، حاول ما يسمى رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون الذي اجتمع مع كلينتون القفز فوق الانقسامات داخل أطراف المعارضة السورية، وحاول أيضاً حصر المعارضة بمجلسه المزعوم، مدعياً أن معظم أطراف المعارضة متحدة في المجلس المذكور"!.

إجلاء جرحى من حمص
على الصعيد الأمني، أفيد مساء أمس أن الصليب الأحمر والهلال الأحمر قاما بإجلاء الجرحى من حي بابا عمرو في حمص. بعد ان تمكنت القوات الأمنية من القاء القبض على عشرات المسلحين اضافة الى استسلام العشرات منهم.
إلى ذلك، أفاد «التلفزيون السوري» عن «انفجار عبوة ناسفة خلال قيام مجموعة إرهابية مسلحة بزرع عبوات في بلدة فيلون في إدلب أسفر عن مقتل وإصابة عدد من أفرادها"
"شبيحة المستقبل"؟
في هذا السياق قام عدد من «شبيحة» أنصار «تيار المستقبل» أمس بالتظاهر في الطريق الجديدة وقاموا بأفعال شائنة بينها إطلاق الشتائم ضد سورية وقيادتها، فكان أن تصدى لهم عدد من المواطنين وحصل تشابك بالأيدي مما استدعى تدخل قوة من الجيش لفض الإشكال.  

السابق
الانباء: السيد نصرالله: النأي بالنفس تسوية لبقاء الحكومة
التالي
سليمان: الحوار مع شروط ليس حواراً