الاخبار: غاب نحّاس… العبي يا حكومة

استقال وزير وعُيّن آخر. ذهب شربل نحاس وجاء سليم جريصاتي، فضربت الحكومة مواعيد لاستئناف الجلسات والعمل، كأن الوزير السابق للعمل كان المعرقل لمناقشة 78 بنداً معظمها نقل اعتمادات وقبول هبات وتسويات وسلفات خزينة، وليس بينها أيّ بند تعيينات!

من حيث يقصدون أو لا يقصدون، أظهر القيمون على العمل الحكومي كأنّ عدم توقيع الوزير المستقيل شربل نحاس مرسوم بدل النقل، كان سبب تعليق الجلسات والعائق الوحيد أمام الإنتاجية، فبكّروا في تعيين خلف لنحاس، هو العضو السابق في المجلس الدستوري سليم جريصاتي، ثم استعجلوا في تحديد جلسة لمجلس الوزراء في بعبدا، عند التاسعة والنصف من صباح الاثنين المقبل، قبل مغادرة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى رومانيا، تتبعها ثانية في السرايا الحكومية يوم الأربعاء المقبل.
اللافت في جلسة الاثنين الصباحية، أن جدول أعمالها خال من أيّ بند تعيين، مع أن ملف التعيينات كان سبب أزمة الحكومة وتجميد جلساتها ـــــ وسيتفرغ الوزراء العائدون وزميلهم الجديد، لمناقشة 78 بنداً معظمها نقل اعتمادات وقبول هبات وتسويات، وأبرزها بند يتعلق بمنح سلفة خزينة طارئة لمستشفى رفيق الحريري الجامعي. ووصف أحد السياسيين هذه الجلسة بأنها «للروداج بعد انقطاع الجلسات».
وإلى إعلان استئناف جلسات مجلس الوزراء، وبزخم، مطلع الأسبوع المقبل، كان يوم أمس يوم سليم جريصاتي، بدءاً من التاسعة صباحاً حين اجتمع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووقّعا مرسوم تعيينه وزيراً للعمل، وصولاً إلى الخامسة عصراً، حيث عقد تكتل التغيير والإصلاح اجتماعاً استثنائياً للترحيب بالوزير الجديد، «الذي انضم إلى التكتل»، كما قال العماد ميشال عون بعد الاجتماع، مضيفاً إن جريصاتي «أصبح من صلب المجموعة»، ووصفه بأنه بات «المشرّع الأول في مجلس الوزراء، بخبرته وبتجربته وبما أنه أستاذ في كل الجامعات الحقوقية تقريباً».
ولم ينس عون نحاس، فأعلن أن التكتل شكره «ولو في غيابه، على الأعمال التي قام بها، ففي ما يخص قانون العمل كانت له اليد الأولى والفضلى في تحديد معايير دراسة الزيادات في الشطور والمؤشر، وصحّح أوضاعاً خاطئة كانت مستمرة منذ أكثر من 15 عاماً». وأوجز «الظروف التي أوصلتنا إلى هنا»، بالقول: «هناك مرسوم خطأ أقر في مجلس الوزراء، حاولنا أن نصححه بإجراء قانوني كي يقونن ويمر المرسوم (…) وإقرار هذا المرسوم قانونياً يوجب أن يوقّع وزير العمل المرسوم السابق حتى لا يكون هناك تمنع من قبل وزراء آخرين، أي حتى لا نخلق سابقة تسمح لأي وزير بأن يقوم بالتحفظ ذاته». وأكد أن الخلاف سببه فقط شكل المراسلة التي نظمها نحاس، وليس خلافاً سياسياً ولا أخلاقياً ولا معنوياً و«ليس هناك خلفيات لهذا الخلاف… لا صفقة شركات، ولا صفقة خارجية». وختم «لا يزال شربل نحاس صديقنا وحبيبنا، وبابنا ليس مغلقاً أمام أحد».
وترك عون المنبر لجريصاتي، الذي حمّل كلامه انتقاداً ضمنيا لأداء نحاس، عبر قوله «عندما يكون هناك تغيير وإصلاح يجب أن يكون هناك صلابة في الموقف، لكن يجب ألا تكون مصحوبة بالحدة».
الموضوع الآخر الذي استأثر بالاهتمام أمس، كان تداعيات الجلسة التشريعية لمجلس النواب في ما خص قضية الـ11 مليار دولار، إذ حضر هذا الموضوع في معظم مواقف نواب 14 آذار، وفي لقاءين في عين التينة، جمع أولهما الرئيس نبيه بري مع الرئيس أمين الجميل، الذي أمل «التوصل الى حل لموضوع الـ8 والـ11 ملياراً بالتوافق بين جميع الأطراف»، والثاني مع النائب إبراهيم كنعان، الذي نفى علمه بتأليف لجنة وزارية ـــــ نيابية «لفض إشكال الـ11 مليار دولار». وقال إن «هذا الإنفاق يختلف عن إنفاق 8900 مليار ليرة، الذي أرسلت فيه الحكومة اعتماداً استثنائياً على نحو قانوني للمجلس النيابي لإجازة الصرف، فيما مبلغ الـ11 مليار دولار لا توجد فيه ورقة تثبت الصرف، بل هناك شبح».

المرّ يتراجع

من جهة أخرى، تفاعلت تصريحات النائب ميشال المر أول من أمس بشأن ندم الطاشناق على عدم دعمه في انتخابات عام 2009، وتبرير ذلك بأنه ناتج عن «ضغوط خارجية»، فأصدر المر بياناً وردَ فيه «بعد اجتماعه بحزب الطاشناق العريق (أول من) أمس، عبارة «الضغوط الخارجية». وتوضيحاً لذلك، فإن المقصود هو الضغوط التي كانت تمارس في حينه من الخارج على كل الأحزاب أو الشخصيات السياسية، لا على حزب الطاشناق فقط. أما اليوم، فقد جرت المصالحة بنيات حسنة متبادلة، سادتها روح المحبة من دون العودة الى الوراء».
من جهتها، أكدت مصادر الطاشناق أن كلام المرّ الذي صدر بعد لقائه قيادة الحزب أوّل من أمس، كان وليد لحظته، ولم يكن نتيجة نقاش جرى خلال الاجتماع. فهذا الاجتماع ليس الأوّل منذ انتهاء الانتخابات النيابيّة عام 2009، التي لم ينل فيها المرّ سوى النزر اليسير من أصوات الطاشناق، التي جُيّرت غالبيتها إلى المرشّح الخاسر غسان الرحباني. لذلك فإن قول المرّ إن اللقاء هدفه «تقويم ما جرى ولتصحيح الأخطاء، لأنهم اعترفوا بهذا الخطأ»، لم يكن منطقياً أبداً.
ولفتت مصادر سياسية إلى أن أهمية اللقاء بين الطاشناق و«أبو الياس» تكمن في كونه يأتي في سياق مبادرة تهدف إلى إعادة المياه إلى مجاري العلاقات بين المرّ وعون. وبحسب أحد المشاركين في لقاء أول من أمس، فإن المرّ قال «كل منيح» بحق عون، «وكان إيجابياً جداً، وهو مستعد للتحالف مع عون مجدداً». ولفت النائب هاغوب بقرادونيان إلى أن الوقت لا يزال مبكراً لبحث اللوائح الانتخابيّة، مؤكداً «متانة التحالف السياسي مع الجنرال، لكن التعاون والتنسيق مع كلّ القوى في مختلف المناطق ممكن، مع الحفاظ على التحالفات الأساسيّة».

بييتون في بعلبك

ولفتت أمس، جولة لسفير فرنسا دوني بييتون في مدينة بعلبك، حيث تمشى في أسواقها التجارية وزار المركز الثقافي الفرنسي والبلدية، والتقى نواب بعلبك الهرمل، مؤكداً اهتمام بلاده بكل المناطق اللبنانية.
في مجال آخر، قدم لبنان شكوى في مجلس الأمن ضد إسرائيل، على خلفية إقدامها في 8 الشهر الجاري «على تمديد سياج كونسرتينا بطول حوالى أربعين متراً في جوار الخط الأرزق في بلدة العديسة، لقطع الطريق المؤدي الى الخط الأزرق».  

السابق
السفير: مؤتمر تونس: رسائل متباينة وأوباما يلوّح بـكل الأدوات ضد دمشق
التالي
عون مش مفكّر حاله أفلاطون