أصدقاء سورية: قوات عربية لفرض السلام ..والمجلس الوطني يتجه ليكون الممثل الشرعي للشعب

دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى إفساح المجال أمام منظمات الإغاثة الدولية لدخول سورية. وأكد العربي، في كلمته أمام المؤتمر الدولي لأصدقاء سورية في تونس أمس، أن المبادرة العربية تهدف لوقف العنف والقتل وانتهاكات حقوق الإنسان. وبينما عرضت تركيا على لسان وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو استضافة مؤتمر ثان لأصدقاء الشعب السوري بعد ثلاثة أسابيع في إسطنبول، حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون النظام السوري بأنه سيدفع "الثمن غالياً" إذا ما استمر في تجاهل صوت المجموعة الدولية، وقدمت 10 ملايين دولار لدعم المساعدة الإنسانية في سورية. وحذرت كلينتون من أن المعارضة السورية "يمكن أن تسلح نفسها في نهاية المطاف وتشن حرباً إذا فشلت الديبلوماسية".

ودعت قطر إلى تشكيل قوات عربية لفرض السلام في سورية. وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثان في كلمته إن "الشعب السوري لا ينتظر بيانات بل خطوات عملية"، موضحاً أن وتيرة القتل والتدمير في سورية بلغت ذروتها بعد الفيتو الروسي- الصيني، محذراً من أن النظام السوري يحاول كسب الوقت والالتفاف حول المبادرة العربية. وطالب بن جاسم بتشكيل قوة عربية- دولية للإشراف على حفظ الأمن في سورية.

موقف الامير سعود الفيصل

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، خلال لقاء مع كلينتون على هامش المؤتمر، رداً على سؤال يتعلق بإمكانية تسليح المعارضة، "اعتقد انها فكرة ممتازة"، مضيفاً "لأنهم بحاجة الى توفير الحماية لأنفسهم".
وقال الفيصل، امام المؤتمر، "إننا إذ نعبر عن بالغ تقديرنا لما تم بذله من جهد في سبيل انعقاد هذا الاجتماع المهم، ومشاركتنا مع مجموعة من الدول للخروج ببيان رئاسي يركز على سبل معالجة الأوضاع الإنسانية خاصة في المناطق المنكوبة، وقد وافقت على مشروع البيان، رغماً من شكوكي وصمتي على مضض، إلا أن ضميري يحتم عليَّ مصارحتكم بأن ما تم التوصل إليه لا يرقى لحجم المأساة ولا يفي بما يتوجب علينا فعله في هذا الاجتماع".
وأضاف إن "حصر التركيز على كيفية إيصال المساعدات الإنسانية لا يكفي، وإلا كنا كمن يريد تسمين الفريسة قبل أن يستكمل الوحش الكاسر افتراسها. هل من الإنسانية أن نكتفي بتقديم الطعام والدواء والكساء للمدنيين ثم نتركهم إلى مصيرهم المحتوم في مواجهة آلة عسكرية لا ترحم. هل فعلا قمنا بنصرة الشعب السوري الحر الأبي، الذي صنع حضارة عريقة، أم أننا سنكتفي بإعلانات رمزية وخطوات متباطئة ونتركه ضحية للطغيان والإجرام".
وتابع الفيصل "إن ما يحدث في سوريا مأساة خطيرة لا يمكن السكوت عنها أو التعاون بشأنها، والنظام السوري فقد شرعيته وبات أشبه بسلطة احتلال، فلم يعد بإمكانه التذرع بالسيادة والقانون الدولي لمنع المجتمع الدولي من حماية شعبه الذي يتعرض لمذابح يومية يندى لها الجبين، ولم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة إما طوعاً أو كرهاً".
وقال إن "السعودية تحمل الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور، خاصة إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري. واسمحوا لي أن أصارحكم أننا ما لم نصل إلى حلول عاجلة وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري في هذا الاجتماع فإن ضمائرنا ستؤرقنا ليل نهار. إن بلادي ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق هذا الغرض المطلوب، ولكن لا يمكن لبلادي أن تشارك في أي عمل لا يؤدي إلى حماية الشعب السوري النبيل بشكل سريع وفعال".

تعيين أنان موفدا الى سورية
في مجال آخر، أعلن أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، "تعيين الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان مبعوثا خاصا مشتركا الى سورية". واعرب كي مون والعربي عن "امتنانهما لأنان لقبوله المهمة في هذا الوقت الدقيق بالنسبة للشعب السوري".
وأشارت الأمم المتحدة في بيان الى ان "المبعوث الخاص سيبذل المساعي الحميدة الهادفة، الى انهاء جميع اعمال العنف وانتهاكات حقوق الانسان، وتعزيز الحل السلمي للأزمة السورية".
وقد دعا أنان في أول تصريح له "السوريين كافة لوقف العنف وايجاد حل سلمي للأزمة".
وأعلنت كل من الخارجية الروسية والخارجية الصينية عن ترحيبها بتعيين أنان.

بيان مؤتمر تونس
وعلى غرار الكلمات التي ألقيت في المؤتمر المذكور طالب البيان الختامي للمؤتمر "بوقف فوري للعنف في سورية وأدان ما وصفه "إنتهاكات حقوق الإنسان".
وأعلن المؤتمر الالتزام بسيادة سورية ووحدة أراضيها وقال نريد انتقالاً ديمقراطياً للسلطة في سورية من دون تدخل خارجي.
أضاف "إننا متفقون على الوقوف بجانب سورية من دون تردد ورأى أن "المجلس الوطني السوري يتجه إلى أن يكون الممثل الشرعي للشعب السوري".
وأشار وزير خارجية تونس إلى أن المؤتمر لم يتطرق إلى تسليح المعارضة وقال "ندعم فكرة اتجاه قوة عربية ودولية إلى سورية، ولا نريد أن ندخل في لعبة الأمم الكبرى"، أضاف "لا نرغب في استخدام القوة العسكرية وكل ما نستطيعه هو الوقوف إلى جانب الشعب السوري ولا تنتظروا معجزات ورأى أنه "من المهم ضمان انتقال آمن للسلطة في سورية"، وأعلن أن المؤتمر تعهد بالمساهمة في جهود إعادة إعمار سورية".

 

 

السابق
التعيينات؟!
التالي
طيران معاد فوق مزارع شبعا والجولان