جريمة جديدة: لحوم منتهية الصلاحية

فساد الغذاء في لبنان قصة تطول، كان آخر فصولها اول من أمس ضبط دوريات مديرية حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد طناً و494 كيلوغراماً من لحوم البقر المثلجة والمنتهية الصلاحية في برادات إحدى المؤسّسات التجارية في المنطقة الصناعية في الفنار على ذمة بيان الوزارة. القصّة لم تنتهِ عند هذا الحد، إذ إن المضبوطات تتّسع لكميات إضافية من اللحوم العارية من الدلالات والتواريخ وأخرى الحاملة لكتابات قانونية غير مكتملة والمعدّة للبيع ابتغاء للربح ولو على حساب صحة الناس وسلامتهم، غير ان الاخطر هو الكميات الكبيرة التي بيعت قبل عملية الضبط والتي اخذت طريقها الى بطون المستهلكين.

في كلّ مرة يعود الملف نفسه ليفتح في لبنان على مصيبة أكبر من سابقتها غير البعيدة هذه المرة (فضيحة تشيبس الأطفال في الغازية والعصير العفن)، ومثله مثل كرة الثلج يتدحرج الفساد، من منطقة الى أخرى ومن مادة إستهلاكية الى أخرى، مهدّداً المواطنين في لقمة عيشهم وأمنهم الصحي الذي بات مباحاً أمام كل الخروقات من تلوّث الغذاء الى اللعب بتاريخ صلاحيته وتخزينه من دون مراعاة الشروط اللازمة. الكرة حطّت هذه المرة في اللحوم، المادة الأكثر استهلاكاً، فيما بقيت منطقة ضبطها موضع تقاذف ما بين بلديتي الفنار وعين سعادة اللتين لم يكن قد وصل اليهما الخبر بعد، فسارعا الى التملّص من المسؤولية عنه بعلّة "وقوع المنطقة على الحدود ما بينهما وعدم وجود مثل هذه المؤسسات والبرادات ضمن منطقتيهما".
 وزارة الاقتصاد وفور اكتشافها الفضيحة الجديدة سطّرت محضر ضبط بالفئة الأولى وختمت البراد بالشمع الأحمر، فيما حجزت الثانية وبدأت في الموازاة بسحب العينات من الفئة الثالثة لتحليلها لإكمال الملف وإحالته الى القضاء في حال تبيّن عدم سلامتها. وفي اتصال مع "المستقبل" أوضح المدير العام بالإنابة في الوزارة فؤاد فليفل "أن اللحوم المثلّجة المضبوطة مصدرها أميركا، وقد تمّ كشفها في إحدى المؤسسات خلال دورية عادية لمراقبين من مديرية حماية المستهلك". وأضاف "تمّ تسطير محضر ضبط بالكمية المنتهية الصلاحية منها والتي قدّرت بطن و494 كيلوغراماً وختم البراد بالشمع الأحمر على أن تقوم المؤسّسة بإتلافها وبإشرافنا، فيما حجزت كمية اخرى لم يدوَّن عليها التاريخ وعمدنا الى سحب عينات من ثالثة غير مكتملة الكتابات القانونية لفحصها". وأكد " انه كان يجب على المؤسسة إبلاغنا بانتهاء صلاحية كمية من اللحوم لديها ليصار الى معالجة الامر واتلافها، وبمجرد احتفاظها بها في البرادات فان هذا يعني ان لديها سوء نية وانها ما زالت تتاجر بها على انها صالحة ". وعن سبب تقاذف البلديات للموضوع قال" بصراحة تمّ كشف الموضوع اول من امس وقد جرت محاولات كثيرة لضبضبة الوضع، ونحن دهمنا المؤسسة بإذن من النائب العام ولا يمكننا الافصاح عن اسمها قبل صدور قرار قضائي فيها".

وكانت الوزارة اوضحت في بيان اصدرته امس ان" دوريات مديرية حماية المستهلك ضبتت كمية طن و397,20 كيلوغراما من اللحوم منتهية الصلاحية في احدى المؤسسات التجارية في المنطقة الصناعية في الفنار. وقد تم تسطير محضر ضبط بالمخالفة وختم جزء من المستودع بالشمع الاحمر بعد اطلاع النيابة العامة على الواقعة".
واضاف البيان" قام صباح اليوم (امس) المدير العام للاقتصاد بالانابة فؤاد فليفل بمواكبة دورية من مديرية حماية المستهلك بتفقد المستودع حيث تم اخذ عينات من باقي اللحوم الموجودة للتثبت من سلامتها. واثر الجولة ادلى بتصريح عن انه تمت المباشرة بالتحقيقات اللازمة وسحب عينات لتحليلها من اجل اكمال الملف واحالته الى القضاء. ودعا المواطنين للابلاغ عن اي شك ببضاعة منتهية الصلاحية او فاسدة او فاتورة مزورة وذلك بالاتصال على الرقم 1739 ليصار الى ملاحقة المخالفين وفقا لاحكام قانون حماية المستهلك" وختم البيان بـ"ان اعمال مديرية حماية المستهلك للعام الفائت 2011 كانت 88201 مهمة نظم فيها 574 محضر ضبط، 473 محضر تلف، و275 محضر حجز، والمديرية مستمرة بمتابعة مهامها على كافة الاراضي اللبنانية بالوتيرة ذاتها". 

السابق
سليمان وميقاتي وقعا على تعيين جريصاتي وزيرا للعمل
التالي
حصة صيدا من جر مياه الأولي إلى بيروت؟