النهار: “أصدقاء سوريا” يمهلون الأسد 72 ساعة

عشية مؤتمر "أصدقاء سوريا" المقرر عقده في تونس بمشاركة ممثلين لـ 70 دولة اليوم، تحدث مشاركون عن احتمال امهال الرئيس السوري بشار الاسد 72 ساعة كي يقبل بوقف للنار يتيح ادخال مساعدات انسانية الى المناطق السورية المنكوبة ولا سيما منها حمص، تحت طائلة تعرض النظام السوري لمزيد من العقوبات، وقت املت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان تصل المعارضة السورية الى اليوم الذي تصير فيه قوية وقادرة على شن هجمات على النظام.
وتصعيداً للضغوط على الاسد، اتهم محققون من الامم المتحدة جهازه الامني بارتكاب جرائم ضد الانسانية، بينما اقتحمت الدبابات السورية حي باباعمرو في حمص، وصدر نداء استغاثة عن الصحافية الفرنسية اديت بوفييه والمصور البريطاني بول كونروي الموجودين في الحي من اجل نقلهما في اسرع وقت الى لبنان. ولا يزال مكان جثتي الصحافية الاميركية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي اوشليك مجهولين بعدما قتلا لدى تعرض المركز الاعلامي للمعارضة داخل باباعمرو للقصف الاربعاء. واعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مقتلهما "عملية اغتيال". وافاد ناشطون ان 61 شخصاً قتلوا في اعمال عنف في سوريا امس. وقال ناشطون في مدينة حماه إن قوى الامن السورية قتلت بالرصاص 13 رجلا وصبيا من عائلة واحدة تحمل اسم عائلة رياض الاسعد قائد "الجيش السوري الحر" بعدما أمرتهم بالوقوف صفاً واحداً في قرية كفر الطون التابعة لمحافظة حماه.

"اصدقاء سوريا"
وأظهرت مسودة بيان ان مؤتمر "اصدقاء سوريا" سيدعو القوات السورية الى وقف النار للسماح لجماعات المساعدات الدولية بالوصول الى المناطق الاشد تضررا من جراء العنف والتي ينفد فيها الدواء والغذاء. وكشف مسؤولون اميركيون واوروبيون وعرب على هامش مشاركتهم في مؤتمر حول الصومال في لندن امس، ان مؤتمر "اصدقاء سوريا" قد يمهل الاسد 72 ساعة لتنفيذ وقف للنار تحت طائلة فرض عقوبات جديدة لم يكشفوا طبيعتها على نظامه.
و"تعترف" مسودة البيان بـ "المجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للسوريين الساعين الى التغيير الديموقراطي السلمي" وهي عبارة لم تصل الى حد التاييد الكامل لأبرز مجموعة معارضة للاسد. وتطالب "بالسماح لوكالات المعونة الإنسانية بايصال سلع وخدمات ضرورية لإغاثة المدنيين المتضررين من العنف". وتوافق على "زيادة الارتباط مع كل عناصر المعارضة السورية وتقديم الدعم العملي" لها. وتعبر عن "خيبة أمل" لأن مجلس الأمن لم يتمكن من الموافقة على اقتراح لجامعة الدول العربية يطالب الأسد بنقل صلاحياته الى نائبه للتفاوض مع حكومة انتقالية. وتشجع كذلك الجامعة العربية على معاودة مهمة المراقبين التي تعرضت لانتقادات كثيرة والتي أوقفت في كانون الثاني بعد تصاعد العنف في سوريا. وأبدت استعداد المجموعة "لمساعدة الجامعة العربية للحصول على عدد أكبر من المراقبين وتدريب ومساعدة فنية بدعم من الامم المتحدة". وقالت ان الجهود "لفرض مجموعة من الخطوات السياسية التي توصف بأنها إصلاحات لن يحل الأزمة".
وستشارك في المحادثات نحو 70 دولة بينها الولايات المتحدة وتركيا ودول عربية واوروبية تريد من الاسد التخلي عن السلطة، لكن روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض "الفيتو" لاحباط قرارين لمجلس الامن عن سوريا اعلنتا انهما لن تحضرا المؤتمر. وكررتا رفضهما التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.

كلينتون
وصرحت وزيرة الخارجية الاميركية عقب اجتماعها مع وزراء للخارجية ومسؤولين من اكثر من 12 دولة في لندن: "ستكون هناك قوات معارضة مؤهلة بصورة متزايدة. سيجدون من مكان ما… وبطريقة ما… الوسائل للدفاع عن انفسهم وكذلك بدء اجراءات هجومية". واضافت: "من الواضح بالنسبة الي أنه ستكون هناك نقطة تحول. اتمنى ان تأتي آجلا وليس عاجلاً كي يتم انقاذ المزيد من الارواح… ولكن ليس لدي أدنى شك في ان مثل هذه النقطة ستاتي".
وقالت ان "الرأي التوافقي للجامعة العربية وكل الاخرين الذين يعدون هذا المؤتمر هو أن المجلس الوطني السوري يتمتع بتمثيل ذي صدقية، وتالياً فانه سيشارك" في المؤتمر. و"نلاحظ ان الانشقاقات في ازدياد، ونشهد ضغوطاً على النظام، هناك المزيد من الادلة على ان بعض المسؤولين داخل الحكومة السورية بدأوا يأخذون احتياطاتهم، ويخرجون أموالهم وافراداً من عائلاتهم، ويبحثون عن طرق للخروج".
وفي واشنطن صرح نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر ان موافقة الحكومة السورية ضرورية لانجاح جهود الاغاثة التي يعتزم مؤتمر "اصدقاء سوريا" تبنيها. وقال ان وصول الامدادات الانسانية الى المدن المحاصرة مثل حمص التي تنهال عليها قذائف المدفعية السورية يتطلب ان تسمح الحكومة السورية للاطراف المعنيين بالوصول الى هذه المناطق. وكان تونر يجيب عن سؤال عما اذا كانت الدول المشاركة في المؤتمر ستوجه انذاراً لسوريا لتوفير مثل هذه التسهيلات خلال 72 ساعة.
وتعليقاً على قرار الصين عدم المشاركة في المؤتمر، قال تونر ان حكومته كانت تفضل ان تقف الصين الى جانب الشعب السوري. وقلل شأن مشاركة روسيا والصين في المؤتمر مشيراً الى أن 70 دولة ستشارك فيه. واشاد بخطة جامعة الدول العربية المتعلقة بعملية الانتقال الى سلطة بديلة، معتبراً ان ذلك سيبعث "برسالة قوية" الى الاسد من جيرانه عن "ضرورة ان يسمح بمثل هذه العملية الانتقالية".

تركيا تعرض استضافة مؤتمر
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو على هامش مؤتمر في لندن انه في المحادثات في تونس "سيقول المجتمع الدولي بصوت مرتفع ان هذا القمع لا بد ان يتوقف… هدفنا هو ان يرفع المجتمع الدولي صوته ضد العنف في سوريا الذي لم يعد موجها ضد الناس الابرياء فحسب وانما حول السوريون بنادقهم الى الصحافيين". وتحدث عن اتفاق عام على ان تستضيف اسطنبول لقاء متابعة، لكن ذلك سيتأكد في تونس. ولم يحدد موعدا للاجتماع المقترح في اسطنبول.

طهران: الاسد لن يسقط
■ في طهران، اكد المستشار الديبلوماسي لمرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي، علي اكبر ولايتي ان "الجهود لقلب الحكومة السورية لن تؤدي الى نتيجة وخط الجبهة (الذي يضم سوريا وايران و"حزب الله" اللبناني) في مواجهة النظام الصهيوني لن يزول". واضاف: "بمساعدة العرب… استهدفت الولايات المتحدة النقطة الاكثر حساسية في محور المقاومة (ضد اسرائيل) ونسيت ان ايران والعراق وحزب الله تدعم سوريا بحزم". واشار ايضاً الى دعم روسيا والصين لنظام دمشق. وشدد على ان "طهران ستواصل دعم الحكومة السورية وستعارض الذين يتحركون ضدها". واقر بأن "هناك مشاكل في سوريا" لكن "الحكومة السورية تعرف ذلك وتجري اصلاحات".  

السابق
السفير: الحكومة تستعيد نفسها الاثنين … وبديل نحاس اليوم
التالي
مؤتمر تونس… ضجيج وفراغ