الحلّ الأمني ليس حلاً

آن للنظام أن يدرك أنّ لا حلّ أمنياً لأزمته، فاليوم، بعد أحد عشر شهراً لم يترك خلالها نوعاً من الاسلحة إلاّ جرّبه، وما من اقتحام إلاّ نفذه. وما من دبّابة لديه إلاّ وجّه فوهة مدافعها نحو الشعب.

اليوم، وبعدما قارب عدد القتلى العشرة آلاف. وبلغ عدد المعتقلين أربعين ألفاً. وجاوز المفقودون الخمسة والثلاثين ألفاً.

اليوم، وقد ضاقت السجون بالسجناء السياسيين.

اليوم، ولم تبقَ مدينة أو بلدة أو قرية أو دسكرة إلاّ شنّ عليها النظام هجومه وأمعن في شعبها قتلاً وفي مبانيها تدميراً.

اليوم، على أبواب دخول الثورة عامها الأوّل، وقد طاولت «مكرمات» النظام الدموية ليس فقط المدن والبلدات والقرى والدساكر، بل أيضاً كلّ شارع وحي وزاروب وناحية.

اليوم، ماذا ينتظر هذا النظام الذي لم يبقَ أمامه إلاّ الحل الأوحد: الرحيل.

لقد آن لهذا النظام أن يُدرك بالتجربة الدموية المرّة أنّه ما من حاكم يلغي شعبه. وليت ورثة ستالين في روسيا يدركون هذه الحقيقة وتجربتهم فيها مذهلة: إذ أنّ الديكتاتور ستالين تسبّب بمقتل عشرين مليون شخص في بلده، ورحل ستالين وبقي الشعب الذي لا شك في أنّه يأمل من قيادته الحالية أن تدعم الشعب السوري لا أن تنحاز الى النظام. فالأنظمة تتبدّل أمّا الشعب فيبقى.

فمتى يستخلص النظام النتيجة الوحيدة التي لا بدّ منها وهي الرحيل.

وعساه يرحل بمبادرة منه، كي لا يواجه المصير الأسوأ.  

السابق
الصين تأمل في حل للازمة السورية بوساطة كوفي انان
التالي
نحن رجالك يا بشار!