البناء: المعارضة تفشل في مقايضة الـ 11 مليار بقوننة الانفاق

ما جرى أمس في مجلس النواب كشف حلقة جديدة من حلقات مراهنة المعارضة على الاستمرار في الخطاب التصعيدي وسلاح القسمة والانقسام.
هكذا حوّل الرئيس فؤاد السنيورة وتيار المستقبل أمس، الجلسة التشريعية إلى ساحة للتهديد بمزيد من الانقسام في الشارع، وجاهروا بالانشطار المذهبي والطائفي للضغط على مجلس النواب والحكومة لفلفة الفضيحة المالية الكبرى التي ارتكبها السنيورة وفريق "14 آذار" في عهد سلطة هذا الفريق وتسلطه بين العامين 2005 و2009.

مساومة وتهريب نصاب
باختصار، أرادوا المساومة وتحقيق معادلة مفادها القبول بمشروع الـ8900 مليار ليرة أي مشروع قوننة الإنفاق، مقابل العفو عما مضى، أي العفو عن جرائم الارتكابات المالية وغير المالية التي مارسها هذا الفريق على مدى سنوات، وبلغت 11 مليار دولار، عدا عن تلك القوانين غير الشرعية التي أصدرتها حكومة السنيورة المبتورة آنذاك، بما في ذلك تجاوز الدستور لتمرير المحكمة الدولية بقرار من مجلس الأمن.
أما الأكثرية، فلم تكن أكثرية أمس في المجلس النيابي، خصوصاً أن النصاب الذي توافر في نهاية الجلسة بعد انسحاب السنيورة ونواب المستقبل وبعض نواب "14 آذار" كان نصاباً مهزوزاً مدعوماً من بعض النواب المسيحيين في "14 آذار" الذين فضلوا البقاء داخل القاعة وكرروا أمنياتهم وتمنياتهم على الرئيس بري لاجتراح مخرج كالعادة بعد هذا التصرف الذي مارسه زملاؤهم من أجل إفشال الجلسة التشريعية من خلال الضغط والتلويح بمزيد من الانقسام والتوتير، طالما أن النصاب لم يفقد.
وكالعادة، أخرج الرئيس بري الجلسة من عنق الزجاجة ليعلن تأجيلها إلى 5 آذار، وتبقى الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات علّ وعسى تأتي المعالجة بطريقة أو بأخرى، مع العلم أن اجتماعات مكثفة عقدت قبل وبعد الجلسة شارك فيها إلى جانب الرئيس بري رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والعماد ميشال عون والرئيس السنيورة وعدد من الوزراء والنواب.

نقاش حول المازوت
وكانت الجلسة بدأت في أجواء من الحذر والتحفظ حيث دار نقاش في مستهلها حول مادة المازوت وما خلّفته وتخلفه من تجاذبات ومواقف متباينة، لكن الرأي قرّ على إعفاء هذه المادة باللونين الأحمر والأخضر من الضريبة على القيمة المضافة لينتقل النقاش إلى المشروع الأكثر سخونة وهو مشروع 8900 مليار ليرة المتعلق بقوننة الإنفاق للعام 2011.

بري يرد على السنيورة… ويتابع الجلسة
كما كان متوقعاً فقد قدم السنيورة مداخلة اشترط فيها إقرار هذا المشروع من ضمن صفقة متكاملة تشمل قضية الـ11 مليار دولار المتهم بها هو وحكومته آنذاك.
وردّ الرئيس بري بمداخلة مفصلة كشف فيها عن اقتراح طرحه على الرئيس السنيورة أول من أمس يقضي بتشكيل لجنة تضم أعضاء من الكتل النيابية والحكومة لبحث موضوع الـ11 مليار دولار والقوانين التي أصدرتها حكومته البتراء، مشيراً إلى عدم جواز ربط هذا الأمر بموضوع المشروع المطروح وأعطاه مهلة لإبداء رأيه بهذا الاقتراح، لكن الجواب كان سلبياً متكرراً، الأمر الذي جعل الرئيس بري يتابع الاستماع إلى مداخلات النواب، عندها وبشكل علني ومكشوف خرج السنيورة من الجلسة وتبعه نواب كتلته وبعض نواب "14 آذار" لكنه بقي في الخارج بانتظار نتائج محاولات زملائه داخل القاعة وما ستؤول إليه الجلسة.
وبعد أخذ ورد على مدى حوالى ساعة ومناشدات مرفقة بالتهويل والتلويح بالمخاطر سعياً إلى ترتيب اتفاق ما، فضّل الرئيس بري الانتظار بإرجاء الجلسة إلى الخامس من آذار المقبل دون أي شيء آخر.
عون يرفض المساومة
أما العماد عون فأكد على رفض المساومة في هذا الشأن، وبقي على موقفه مجدداً انتقاداته الشديدة للسياسة المالية التي اتبعت في عهد السنيورة والارتكابات التي مورست في ذلك العهد.
وهكذا طويت صفحة الجلسة التشريعية أمس ليفتح فصل جديد من المفاوضات التي يتوقّع أن تشهدها الأيام المقبلة، مع العلم أن الحكومة ستعود إلى استئناف جلساتها الأسبوع المقبل بعد أن طويت أيضاً صفحة الأزمة الأخيرة باستقالة الوزير شربل نحاس، وتوقيع الوزير نقولا فتوش مرسوم بدل النقل.
ولدى مغادرته المجلس، أعرب الرئيس ميقاتي عن تفاؤله بما حصل متوقعاً خطوات عديدة في المرحلة المقبلة.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر وزارية لـ"البناء" أن مقابل هذه الخطوت دفع عملية التعيينات إلى الأمام.

قهوجي: لا للفتنة البغيضة
وبعد أيام من الحملة التي تعرّض لها الجيش اللبناني من قبل تيار المستقبل وخصوصاً على لسان بعض نوابه في الشمال، برز أمس كلام لقائد الجيش العماد جان قهوجي أمام أركان القيادة وقادة الوحدات أكد فيه على "ضرورة البقاء على جهوزية تامة لمواجهة العدو التاريخي للوطن وهو العدو "الإسرائيلي"".
وحمل على "بعض المرتهنين والمتضررين في طرابلس والذين عمدوا إلى محاولة إشعال فتنة بائسة سقط فيها للجيش شهيد وعدد من الجرحى، في الوقت الذي كان يقوم فيه بتعزيز إجراءاته على الحدود اللبنانية ـ السورية لحماية المواطنين، ووقف أعمال التسلل والتهريب في الاتجاهين ومنع المظاهر المسلحة". وأكد "أن الجيش تصدى وسيتصدى بكل حزم وقوة للفتنة البغيضة من أي جهة أتت".
 كلمة لنصرالله اليوم
إلى ذلك، سيكون للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة اليوم في ذكرى تأبين والد الشهيد عباس الموسوي في النبي شيت.
وأكدت مصادر في الحزب أن السيد سيتطرق في كلمته إلى الشأن السياسي الداخلي وسيكون له مواقف هامة على غير صعيد.

استفتاء الأحد: ضربة للمتآمرين
أما على صعيد الوضع في سورية، فإن الأنظار تتجه إلى يوم الأحد المقبل موعد الاستفتاء على الدستور الجديد والذي يتوقع أن ينال اكثرية كبيرة من مجمل أصوات السوريين الذين يحق لهم التصويت والذين تجاوزوا الثمانية عشرة عاماً. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن دعوات ما يسمى "المعارضة السورية" لمقاطعة الاستفتاء لن تؤثر، وإن كانت بعض المناطق التي تشهد اضطرابات ستتأثر بنسبة التصويت.
وفي مقابل ذلك، تشهد تونس اليوم "عراضة سياسية" تحت عنوان مؤتمر "أصدقاء سورية" من قبل الحلف الغربي ـ الخليجي في سعي متكرر للتحريض ضد سورية ومحاولته عرقلة العملية الإصلاحية التي تقوم بها القيادة السورية، والسعي أيضاً إلى استقرار الوضع الأمني من خلال إثارة الشعارات الكاذبة حول العنف وسط محاولات مكشوفة من الأطراف التي ستشارك في المؤتمر لرفع المسؤولية عن المجموعات المسلحة وقوى المعارضة حيال أعمال العنف والاعتداءات التي تشهدها سورية.

ميدفيديف: الضغط الخارجي غير مقبول
في هذا الوقت، أجرى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اتصالاً هاتفياً برئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان أبلغه فيه، أن الضغط الخارجي على سورية غير مقبول.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة "ايتار تاس" الروسية عن مصادر دبلوماسية قولها إن روسيا طرحت مبادرات إنسانية بشأن سورية خلال المشاورات المغلقة التي جرت في مجلس الأمن حول الأحداث السورية".

والصين ترفض التدخل
وأمس، جدد المبعوث الصيني إلى الشرق الأوسط ووسايل رفض بلاده للتدخل الخارجي في سورية والتعهد بمواصلة دعم المساعي لإيجاد حل في إطار الجامعة العربية، وأشار إلى أنه شرح لقادة المنطقة خلال جولته هناك موقف الصين الذي يشدد على ضرورة احترام رغبة الشعب العربي بالإصلاح ومعارضتها التدخل الأجنبي، لأن الشعب العربي قادر على حل مشاكله الخاصة.

رئيس أساقفة حلب
في هذا السياق، أكد رئيس أساقفة حلب للكلدان المطران انطوان أودو أن المسيحيين هم الأكثر تهديداً من جراء الحرب الأهلية، وهم يحاولون الفرار من البلاد. وقال إنهم يشعرون بالعجز في مواجهة تصاعد العنف داعياً لإحلال السلام والمصالحة في سورية.

… ورفض من تركيا للتدخل
وأكد رئيس حزب الشعب التركي المعارض كمال كيليشدار معارضته للتدخل الأجنبي في سورية، معتبراً أن هذا الأمر قد يثير اضطرابات في تركيا والشرق الأوسط، كما أكد موافقته على ضرورة إجراء إصلاحات في سورية.

أنان مبعوث للأمم المتحدة
وأمس نقلت "C.N.N" عن مصدر رفيع في الأمم المتحدة، أنه سيتم تسمية الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان كمبعوث خاص للمنظمة الدولية في سورية، وسيمارس مهامه بالتنسيق مع الجامعة العربية. وقالت إن إعلاناً رسمياً بهذا الصدد قد يصدر اليوم.
كذلك أعلنت الأمم المتحدة أن بان كي مون طلب من مسؤولة العمليات الإنسانية في المنظمة الدولية فاليري أموس الذهاب إلى سورية، عندما يحصل على إذن من دمشق لتقييم حاجات المدنيين.

حملة تحريض وتزوير في مؤتمر تونس اليوم
إلى ذلك، ينعقد اليوم في تونس ما سمي بـ"مؤتمر أصدقاء سورية" بمشاركة مسؤولين من دول عربية عدة، خاصة دول الخليج والدول الغربية ومنظمات تأتمر بأوامر الغرب وواشنطن، بالإضافة إلى مسميات "المعارضة السورية" خاصة "مجلس اسطنبول" لكن الأبرز مقاطعة كل من روسيا والصين له.
وقال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام إن انعقاد المؤتمر "جاء بشرط ألا يسفر عن الدعوة إلى تدخل عسكري خارجي في سورية، وأن يكون الحل العربي الركيزة الأساسية لأي مبادرة" مشيراً إلى أن ما يسمى "المجلس الوطني السوري ومجموعات أخرى من المعارضة سيشاركون في المؤتمر".

… وتبرير مصري لسحب السفير
في سياق آخر، حاول وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أمس تبرير سحب حكومته لسفيرها من دمشق، وادعى "أن عدم استجابة النظام السوري للمبادرة العربية هو السبب خلف الخطوات المصرية وسحب السفير". مشيراً إلى أن السيناريو الليبي لن يتكرر في سورية، وأن مصر ترفض التدخل العسكري الأجنبي فيها، مؤكداً ضرورة أن يكون الحل عربياً.

الأحمد يعود إلى دمشق
وأمس، غادر السفير السوري في القاهرة يوسف الأحمد العاصمة المصرية مع أسرته عائداً إلى سورية، بعد استدعائه من قبل دمشق رداً على سحب مصر سفيرها في دمشق.

وزارة الإعلام السورية
على صعيد آخر، وبعد ساعات على مقتل صحافيين في حمص اللذين كانا دخلا سورية بطرق غير مشروعة، شددت الخارجية السورية على ضرورة احترام الإعلاميين لقوانين العمل الصحافي في سورية وتجنب كسرها، وعدم الدخول بشكل غير قانوني إلى الأراضي السورية بهدف الوصول إلى أماكن مضطربة غير آمنة.
وأكدت أن احترام القوانين سيتيح للإعلاميين الزائرين الحصول على التسهيلات ورعاية وزارة الإعلام السورية، التي تقوم بجهد ملموس ومنحت نحو مئتي إعلامي تراخيص دخول خلال شهرين.
 

السابق
مستشار خامنئي: نظام الأسد لن يسقط.. وأميركا استهدفته ناسية أنّ إيران والعراق و”حزب الله” تدعمه
التالي
اللواء: سليمان وميقاتي يعوّمان الحكومة … وعون أول الخاسرين