لعب مع الكبار

لم يتوقف الندب واللطم أسفاً على "استقالة" وزير العمل شربل نحاس التي لم تخرج إلى الضوء بعد، فكيف بعدما تخرج؟
الوزير إياه إصلاحي وثائر ونزيه على المستوى الشخصي لكن تنقصه الخبرة السياسية والمرونة كما تنقصه الحنكة.
ليست هذه مواصفات يمكن التغاضي عنها وهي لا تعني أبداً الإقرار بأن الوزير، أي وزير، يجب أن يكون زحفطونياً وممالقاً ومداهناً.
في بلد كلبنان لا يمكن أن ينجح تشي غيفارا الذي لم تسعفه البيئة الحاضنة في بوليفيا فقضى قتيلاً أو شهيداً في الأحراش.
كما لا يمكن أن ينجح دون كيشوت الذي اعتبره الناس مجنوناً أو نصف مجنون.

لم ينجح الراحل الوزير اميل بيطار ولا غسان تويني ولا نجيب أبو حيدر ولا جورج افرام، حتى أن فؤاد شهاب نفسه قضى وهو يجر اللبنانيين الى الجنة بالسلاسل.
كيف ينجح أي وزير ثوري أو إصلاحي في بلد كلبنان؟ سينجح أولاً إذا أحسن اختيار موقعه السياسي.
أما إذا التحق بفريق يحسن المساومة السياسية ويختبئ تحت عناوين فضفاضة وشعبوية فهو لا شك سيباع بأبخس الأثمان عند أول صفقة بين "الكبار".
ثم إنه مطالب بأن يقاوم الفساد خطوة خطوة تماماً كالذي يعتاد على تجرع نقطة سم يومياً لسنوات طويلة يحصل بعدها على المناعة المطلوبة.
ليست بطولة أن تدخل رأسك في لوح الزجاج إذ من الأفضل أن تدور من حوله والحق كل الحق في مسألة شربل نحاس يقع على ميشال عون الذي تخلى عنه وليس على الآخرين.
إذ صدقت خبرية استقالة نحاس فستكون درساً قاسياً للجميع وفي مقدمهم، الحالمون و"المؤمنون" بالشعبوية الرخيصة.
  

السابق
الراي: عون يقبض على استقالة نحاس في انتظار… قبض الثمن
التالي
الصورة الأخيرة