فتِّش عن الاستحقاقات!

ليست حالة واحدة ووزير واحد وبند ثانوي واحد ورمّانة واحدة ومشروع سياسي واحد، والوضع داخل تكتل نيابي واحد.
إنها مجموعة من الحالات المتداخلة والمتشابكة حتى التعارض والتصادم، وبين أبناء "التحالف" الواحد غير الموحَّد، وتصل بطراطيشها إلى أبعد بكثير من همّ شربل نحاس والنقل والزيادة والأجر الذي لا يغري حتى الطيور المهاجرة:
شيء من الصراع التقليدي بين "الآذاريّين"، على شيء من الاختلافات والصراعات والتناقضات بين جماعة 8 آذار… وخصوصاً أصحاب الطموحات والشهوات التي لا تنتهي ولا ترتوي، على شيء من إعادة النظر في الحسابات القديمة والجديدة على عتبة استحقاقين كبيرين.
أوّلهما الانتخابات النيابيّة التي يُنتظر أن تكون مليئة بالمفاجآت والمتغيّرات، وخصوصاً إذا كان قانون الانتخاب يُتيح فرص المرور والعبور لدزّينات من الوجوه "الجديدة" بمعنى من المعاني.

وثانيهما الاستحقاق الرئاسي الذي يشغل بال "أحدهم" ليل نهار، ويحرّك حماسة كثيرين ليدلوا بصورهم وأسمائهم وابتساماتهم. فإن لم تكن الرئاسة في متناول اليد تكون الوزارة مثلاً، أو أي منصبٍ، أي كرسي، أيّة مكافأة، ماشي الحال.
لا اعتراض على المناورات السياسيّة وإن خسرت ما كانت تتحلّى به من "ألعاب" برلمانيّة، وإغراءات للخروج من هذا الصفّ إلى الصفّ المقابل، وغيره وغيراته وإلى آخره.
وثمّة مَنْ يجزم أن "تسريبات تمديديّة" بدأت تطلُّ بخفر وتأنٍّ من لدن الحاشية الرئاسيّة، مما يضاعف ضغط الغيظ والنقمة والغضب لدى مَنْ يعتبر أنه "البديل الوحيد" و"المستحقّ الأنسب" في الجولة المقبلة.
كل ذلك مقبول في الإطار السياسي. ومقروء من دون علامات تعجّب أو استفهام، باعتباره ليس جديداً على اللبنانيين الغاطسين في بحر السياسة "الحَلَمنتيشيّة" إلى ما فوق رؤوسهم. وليس طارئاً على الحياة السياسيّة في لبنان… حتى في هذه الأيّام، وفي هذا الزمن الرديء.

ولن يكون مستغرباً أو مستهجناً اشتداد الكباش في المرحلة المقبلة، وحين تنفتح البازارات النيابيّة والرئاسيّة في مناخ عربي جديد، ووسط متغيّرات طاحنة في الجوار السوري… حيث كانت تنضج الطبخات والقرارات وتنقل سرّاً أو جهاراً إلى بيروت ومنها إلى حيث يلزم.
وإن لم يكن اليوم فغداً. أو بعد غدٍ. أو بين ليلة وضواحيها.
المهمّ جدّاً وكثيراً التمسُّك بالاستقرار والمحافظة على الأمن، ولو كان يتطلّب لباقة ودقّة لا تختلفان عن المشي على البيض أو بين النقاط.
فالأيّام المقبلة قد تكون أشدُّ وأدهى.  

السابق
حاخام يهودي يغتصب جميع طالباته في المدرسة.. وليبرمان يهددّ ايران وحزب الله !
التالي
الان عون: لفتح صفحة جديدة حكوميا انطلاقا من احترام واقع التكتل وتمثيله