“السياسة”: الأسد لم يتعلم من دروس غيره ويعـمل على تقسـيم سـوريا

نقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن مصادر مقربة من رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط تأكيدها أن ليس هناك من "أسباب ثأرية" وراء حملته على الرئيس السوري بشار الأسد تتعلق باغتيال والده كمال جنبلاط الذي سبق له أن أعلن وفي أكثر من مناسبة أنه سامح، ولكنه لن ينسى"، مستغربة "ذهاب البعض إلى هذا التحليل الخطأ، خصوصاً أن جنبلاط لم يكن ولا مرة في وارد ربط الخاص بالعام".

وكشفت المصادر أن حملة جنبلاط على الرئيس الأسد نابعة من قناعته بأن الأخير "لم يتعلم من دروس غيره من القادة العرب الذين اختاروا طريق القمع الدامي في تصديهم للانتفاضات التي حصلت في دولهم، خصوصاً أن الشعوب عندما تقول كلمتها لا يبقى أمام القادة سوى الانصياع لإرادتها ولا يمكن مواجهة الشعب بالقتل والتهجير والتدمير، وهذا ما فعله ويفعله الأسد بالشعب السوري منذ ما يقارب السنة، معطياً لنفسه الحق بإبادة شعبه لأنه تجرأ وطالب بالإصلاحات أسوة بغيره من شعوب المنطقة".

وأكدت المصادر أن بدعة التصويت على الدستور الأحد المقبل، التي وصفتها بـ"الأكذوبة المفضوحة"، بعد تدمير حمص وتحويلها ستالينغراد جديدة، "كانت وراء حملة جنبلاط على نظام الأسد، الذي على ما يبدو استفاد كثيراً من "الفيتو" الروسي ليقوم بحرب إبادة ضد معاقل السنة في حمص وحماة ودرعا ومعرة النعمان ودير الزور وريف دمشق، من ضمن مخطط مكشوف لتقسيم سوريا، وإبادة السكان السنة في محيط الدولة العلوية التي بدأت تظهر ملامحها بعدما نقل كل الأسلحة الثقيلة إليها، وبعدما أصبح ميناء طرطوس قاعدة للبوارج الحربية الروسية والإيرانية، في ظل الإستعدادات الروسية لتسليح الجيش السوري بأسلحة أكثر فتكاً من التي يستخدمها النظام في حرب الإبادة على المدن السنية".

وأوضحت أن "أكثر ما أزعج جنبلاط في الآونة الأخيرة، هو تصريحات المسؤولين الأميركيين بشأن المعارضة السورية وارتباطها بتنظيم "القاعدة" ورفض تسليحها واستحالة إقامة ممرات آمنة لإغاثة المنكوبين".

أما في موضوع الفرز بين من هو مع الشعب السوري من دروز الجبل ومن هو مع النظام ومن حراس الهيكل، فأوضحت المصادر أن "جنبلاط وردت إليه معلومات تفيد أن بعض القيادات الدرزية من حلفاء النظام السوري في لبنان تولت بأوامر من الأسد نفسه توزيع المال والسلاح على السكان الدروز في مناطق عدة من دمشق والجبل، وبالأخص في جرمانا، إحدى ضواحي دمشق، وشهباء والسويداء، حيث قام شبيحة النظام بافتعال مشكلات في هذه الأماكن أدت الى سقوط عدد من الجرحى، فضلاً عن الأعداد الكبيرة من الجنود الدروز الذين سقطوا في المواجهة مع المنشقين، ما أزعج جنبلاط كثيراً، وأصبح يردد في مجالسه الخاصة والعامة "يا حيف ع الدروز يا حيف كيف تحولوا من حماة لوطنهم إلى مرتزقة لدى نظام الأسد".
  

السابق
مسيرة في صيدا الاحد في ذكـــرى استشهاد سعد
التالي
موسكو: روسيا والصين تؤكدان مجددا معارضتهما لاي تدخل في سوريا