الانوار: نحاس يدعو الى التظاهر… وميقاتي تسلم استقالته وقبلها

تعقدت خلال النهار وانفرجت ليلا… وسيكرس مجلس النواب اليوم هذا الانفراج، لتطوى صفحة مرسوم بدل النقل واستقالة الوزير شربل نحاس، وتنفتح مجددا صفحات الازمات الاخرى المتراكمة. فاستقالة وزير العمل التي احتفظ بها العماد ميشال عون اكثر من ?? ساعة، سلمت مساء امس الى رئيس الحكومة الذي تشاور بشأنها مع رئيس الجمهورية وتقرر قبولها.
وكان تأخر وصول الاستقالة الى السراي قد شكل نقزه امس، وحال دون اقرار اقتراح قانون بدل النقل في مجلس النواب، الامر الذي اثار مخاوف من ان تكون الاستقالة مناورة.
وهكذا فقد شهدت اروقة المجلس النابي أجواء من البلبلة السياسية وحركة دخول وخروج للنواب الى القاعة العامة واجتماعات ومشاورات جانبية بين بعض الأطراف في الحكومة والمجلس، فيما عقدت خلوة بعد الجلسة بين الرئيس بري والوزير جبران باسيل والنائب كنعان عرضت لآخر ما آلت اليه حركة الاتصالات على خط مصير الاستقالة.
وقد رفع الرئيس بري الجلسة النيابية الى اليوم على ان يقر اقتراح بدل النقل، وتكون الاستقالة في هذه الاثناء قد سلمت الى مرجعها الدستوري.
وبالفعل زار الوزير باسيل الرئيس ميقاتي عند التاسعة مساء امس في منزله في فردان وسلمه كتاب استقالة نحاس. وقد تشاور رئيس الحكومة مع رئيس الجمهورية في الاستقالة وقررا قبولها.
ورغم طي هذه الازمة، فان مصادر سياسية قالت ان الازمات الحكومية تبدو تستنسخ نفسها في غياب المعالجات القانونية وانكفاء الوسطاء عن لعب دور الحكم ومد جسور التواصل، وهو ما انعكس جلياً في الجلسة النيابية امس حيث تم تجنب طرح المواضيع الخلافية ومنها تخصيص اعتماد بقيمة 8900 مليار ليرة لتغطية الانفاق لغاية 31/12/2011 لتوفير التوافق السياسي حوله. وقد رفع الرئيس بري الجلسة الى قبل ظهر اليوم بعدما تم اقرار 4 مشاريع قوانين واعادة مشروعين للحكومة وسقوط آخر بالتصويت. ، كان هناك طرح مقابل من الرئيس السنيورة، مدعوما بتفهم من الرئيس ميقاتي والنائب جنبلاط، بأن تتم مقايضته بالمليار دولار التي تم صرفها اثناء حكومتي الرئيس السنيورة. وكان المخرج ارجاء الموضوع الى حين نضوج الاتصالات.
هذا، ومع قبول الاستقالة وحلول الوزير الرديف نقولا فتوش مكان شربل نحاس في وزارة العمل، ينتظر ان يوقع فتوش المرسوم اليوم ويقر مجلس النواب اقتراح بدل النقل، ويدعو الرئيس ميقاتي الى جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع توقعها الوزير غازي العريضي خلال ساعات.
وقالت المصادر السياسية ان فصلا من التوافق بين بري وميقاتي وعون يسدل الستار عنه اليوم، على ان تكشف الايام المقبلة عن الفصول الاخرى من الصفقة التي ستعوض الجنرال ثمن تضحيته بالوزير نحاس، ويفترض ان تكون في التعيينات المنتظرة.
اما الوزير المستقيل الذي غاب عن السمع امس وامس الاول، فقد عاد وظهر مساء امس امام تجمع في منزله في الاشرفية، والقى كلمة هاجم فيها الطبقة الحاكمة والهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام، داعيا الى النزول الى الشارع والى امام مجلس النواب اليوم لأن القضية تتخطى الاصطفافات.
وقال ان بدل النقل المزيف، اجر سرق من الناس منذ ?? عاما، مشيرا الى انه احتلت اسرائيل فلسطين فهل اصبح الاحتلال قانونا. ولفت الى انه بحال اعتقدوا انه بهكذا قصة يستطيعون فرض امر واقع ليصبح هذا الظلم قانونا، وطويلة على رقابهم كلهم.
وكان الرئيس امين الجميل اعتبر ان تسلم العماد عون لاستقالة وزير العمل بدلا من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي هو تعطيل للمؤسسات. وقال: انا لا استغرب هذا التصرف، فهذا هو المنطق السائد منذ سنوات فقد تم تعطيل البلد والاقتصاد وحياة المواطنين والكهرباء والماء والمازوت. وعندما حصل انقلاب على حكومة الرئيس الحريري كانت من اجل تحقيق انقلاب على مسار معين لأن حكومة الحريري كانت تمكنت من تحقيق بعض الانجازات على الصعيد الوطني، وهذا كان ممنوعا.
على صعيد اخر شارك النائب وليد جنبلاط مساء امس في اعتصام نظمته هيئات المجتمع المدني ومنظمة الشباب التقدمي، في حديقة سمير قصير، تأييدا للشعب السوري.
ورفع المعتصمون الأعلام السورية ولافتات كتبت عليها أسماء المدن السورية التي تتعرض للقصف. وحملوا الشموع، تضامنا مع الاهالي الذين يتعرضون للقمع. ورددوا شعارات مطالبة برحيل النظام وبوقف العنف الحاصل. وأحرقوا العلم الروسي، احتجاجا على مواقف روسيا من الازمة السورية.
ولدى وصوله، أضاء جنبلاط شمعة ووضعها امام تمثال قصير، وحمل لافتة كتب عليها اسم مدينة حمص، تضامنا مع اهلها ضد حملة الابادة التي تتعرض لها، وقال: الشعب السوري سينتصر، هذه هي ليبيا وتونس ومصر انتصرت. ونحن هنا جزء من هذا الربيع العربي. الشعب السوري هو كبقية الشعوب العربية يريد الحرية والكرامة والتعددية والانتخابات الحرة، يريد الحياة الكريمة، وسينتصر  

السابق
الشرق الاوسط: جنبلاط: السويداء مع الثورة السورية وإرادة الشعب السوري ستنتصر في النهاية
التالي
السفير: الأكثرية تختبر نصابها السياسي… وعون تضحيته بنحاس