شابلن ودراكولا

بعد الروس، وصل الايرانيون الى ميناء طرطوس فيما المواجهات مستمرة بين الجيش السوري والثوار في معظم نواحي سوريا.
قد تبقى القطع البحرية الايرانية لأيام وقد لا تبقى ولكن الذاكرة ستربط دوماً بين وجودها وبين الاستفتاء على الدستور الذي دعي السوريون للمشاركة فيه!
أيصح هذا الأمر وفي سوريا، "قلب العروبة النابض" كما يقولون، ان يجري استفتاء وثمة علم غير العلم السوري يرفرف فوق الأرض أو المياه السورية؟
ماعلينا، هذه ليست مسألة شكلية، لقد سبق للروس وللايرانيين ان اجروا مفاوضات مع المعارضة السورية وأخفوها كمن يخفي علاقة غير شرعية.

أما كان أجدى لو قامت طهران بمفاوضات علنية مع المعارضة السورية ولعبت دور الوسيط العادل بدل ان تتبرع بعدد من الوزارات للمعارضة (سراً) فيما الروس قد عرضوا رئاسة حكومة؟
يقولون هناك "انها مؤامرة". هذا صحيح ولكنها مؤامرة من الداخل وليست من الخارج. لا أحد في الخارج يهتم بالدماء السورية.
فواشنطن المنشغلة بحملاتها الانتخابية، كما فرنسا، لم تحرك ساكناً فعلياً بخلاف المواقف التشبيحية اللفظية هنا أو هناك ثم جلست تتفرج.

منذ الشهر الأول للثورة الثورية ارتأت واشنطن وأوروبا ان تتفرجا وترميا الخشب من الداخل من دون مجهود خارجي.
والآن، سيجري الاستفتاء كما يريد النظام وسيقال ان السوريين اختاروا ثم تبدأ "الحملات الانتخابية" لمجلس الشعب!
هذا الذي يجري هناك لا يعدو كونه شريطاً سينمائياً صامتاً ويا حبذا لو كان من بطولة تشارلي شابلن.. انه من بطولة دراكولا.
  

السابق
تطاول تونسي غير لائق على فنانينا.. من دون حجة او بسبب التعريّ ؟!
التالي
اللبنانيون يتحدّون السلاح المذهبي!!