الراي: جنبلاط هاجم زمرة الأسد وبدعة الاستفتاء فوق بحر من الدم

كلما اعتقد المراقبون انها «القنبلة» التي لا «أقوى» بعدها إزاء الأزمة السورية، يطلّ رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط بمواقف من «عيارٍ أثقل» يوغل فيها بالهجوم على نظام الرئيس بشار الأسد والدفاع عن الشعب السوري «الذي سينتصر في نهاية المطاف أيّاً كانت المؤامرات»، وكأنه يربط مع «سورية الغد» في ما هو أبعد من مجرّد توفير «بوليصة تأمين» لطائفة الموحّدين الدروز فيها كما في لبنان الذي من شأن التحول في «رأس الهرم» بسورية إحداث تغييرات في «جغرافيته السياسية».

هذه المرّة، كرّس جنبلاط نفسه «رأس حربة» في المواجهة السياسية مع نظام الاسد الذي وصفه بانه «زمرة تحكمت بسورية وأهلها على مدى أربعة عقود»، وبان «القاعدة» قد تتوب عند الاستماع لخبراته وتجاربه في الارهاب»، موجهاً سهامه الى روسيا والصين على خلفية موقفيهما الداعم لنظامِ «انا وبعدي الطوفان»، من دون ان يوفّر الغرب الذي «تلطى خلف الفيتو الروسي – الصيني ليطالب بخجل بتطبيق الاصلاحات، وهو يتحجج بانقسام المعارضة لعدم الاعتراف بها أو تقديم الدعم لها وللجيش السوري الحر والمجاهدين والمناضلين في حمص».

وكما في كل موقفٍ يخاطب فيه دروز سورية، حذّر «المناضلين العرب في جبل الدروز» من «الانجرار خلف زمرة من الشبيحة والمرتزقة (…) فتراثنا هو العيش مع المحيط العربي الاسلامي، والمستقبل هو لأحرار سورية، وموقعكم الطبيعي هو إلى جانبهم»، معلناً للمرة الاولى بعدما «حصل الفرز السياسي داخل الحكومة اللبنانية على خلفيّة الأزمة السوريّة»، انه حانت «ساعة الفرز داخل طائفة الموحدين الدروز في لبنان وسورية بين مَن يدعمون النظام السوري ومستعدّون لأن يكونوا بمثابة المرتزقة في خدمته، وبين من يؤيدون الشعب السوري في نضاله المستمر نحو سورية ديمقراطيّة متنوعة». وجاءت هذه المواقف في الافتتاحية الاسبوعية لجنبلاط في جريدة «الأنباء» الصادرة عن حزبه (التقدمي الاشتراكي) والتي استهلّها بانتقاد «بدعة» الاستفتاء الشعبي على الدستور الجديد في سورية، مذكّراً «ببدعة الرفع النظري لحالة الطوارئ فيما أضيفت إليها ضروب جديدة من التعذيب والساديّة كحالات أطفال درعا وحمزة الخطيب»، ومعلناً «حتى أكثر الأنظمة قسوةً من ستالين الى تشاوشيسكو مروراً بصدام حسين وصولاً الى بعض الحكام العرب الذين رحلوا غير مأسوف عليهم، كانوا يملكون شيئاً من الحياء ولا ينظمون استفتاءات شعبيّة فوق بحور من الدماء».

وتابع: «يا لها من بدعة جديدة أن نرى دولاً كبرى تؤيد هذه المسرحيّة المسماة استفتاءً، وهي التي تقدم الدعم العسكري والاستخباراتي والأمني للنظام السوري وترسل أساطيلها البحريّة المتعددة والمتنوعة وخبراءها ووحدات النخبة، فيما تكرر في الوقت ذاته معزوفة رفض التدخل الخارجي ليلاً ونهاراً. فبدل أن تسعى هذه الدول لتأمين مخارج لزمرة تحكمت بسورية وأهلها على مدى أربعة عقود نراها متمسكة بالنظام حتى ولو على حساب وحدة سورية ومستقبلها بينما هي باستطاعتها توفير تلك المخارج إما في أرياف سيبيريا البعيدة احتراماً لمشاعر المواطن الروسي، أو في قلب بلوشستان حيث معاقل القاعدة ما يتيح عندئذ تبادل الخبرات في الارهاب».
ولاحظ ان المواقف الغربية «تنحدر وتلتقي مع الموقف الرسمي اللبناني السخيف والمتفلسف تحت شعار النأي بالنفس حتى تحوّلت هذه المواقف الى ما يُسمّى ممرات إنسانيّة أو صليب أحمر».  

السابق
الانوار: الازمة داخل الحكومة تراوح مكانها ورفض حلها في البرلمان
التالي
الانباء: معلومات تكشف أسباب تأجيل زيارتي البطريرك ووزير الداخلية إلى طرابلس