البناء: خياراتٌ متعدّدة تُبحث في الرابية اليوم لحسم أزمة بدل النقل

هل تشهد فصول الأزمة الحكومية حلولاً ومخارج لها اعتباراً من اليوم، من خلال مبادرة وزير العمل شربل نحاس، إلى توقيع مرسوم بدل النقل ليصار في جلسة مجلس النواب يوم غد إلى إقرار اقتراح القانون بهذا الخصوص تجاوباً مع ما يطالب به وزير العمل ووزراء تكتل التغيير والإصلاح، أم أن مزيداً من التعقيدات سيدخل على الأزمة الحكومية في حال انعقاد جلسة مجلس النواب قبل إيجاد المخارج المناسبة، في ظل رفض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي معالجة موضوع بدل النقل عن طريق اقتراح قانون نيابي يسبق توقيع وزير العمل للمرسوم؟
كل هذه المواقف والمخارج كانت مدار بحث واتصالات حتى ساعة متأخرة من ليل امس، ولكن من دون أن تؤكد أي من المراجع المعنية أو الأوساط المقربة منها أن الأمور تسير في الاتجاه المطلوب. لكن هذه الأوساط لم تستبعد أن يصار إلى ترجمة هذه المخارج اعتباراً من اليوم، أو من صباح غد قبل الجلسة العامة لمجلس النواب، لتكون الأمور سالكة في ساحة النجمة أمام إقرار اقتراح قانون بخصوص بدل النقل ينهي السجال حول هذه المسألة حتى في حال توقيع وزير العمل على المرسوم، لأنه عندما يقر اقتراح القانون يصبح ما سبقه دون أي مفعول قانوني.

ساعات حاسمة
ولذلك يفترض أن تكون الساعات المقبلة ساعات مهمة وحاسمة في مسار معالجة الأزمة الحكومية على وقع التفاهم غير المعلن الذي تم بشأن عناصر هذه الأزمة، لا سيما بما يتعلق بمرسوم بدل النقل وموضوع التعيينات.
وقالت مصادر مطلعة لـ«البناء» مساءً أن ما صدر من مزايدات إعلامية خلق إرباكاً وأجواء أدت إلى تأخير ترجمة الحل، مضيفة أن اتصالات جرت بين المعنيين مساء أمس لتجاوز ما حصل وإعادة الأمور إلى نصابها في الساعات المقبلة.
أما بشأن جلسة مجلس النواب فإن الأجواء مرهونة بالتطورات المرتقبة اليوم، ففي حال لم تتم ترجمة لصيغة المعالجة، فيتوقع أن تبرز تعقيدات خلال الجلسة على غير صعيد، لا سيما وأن الحكومة ستكون مشتتة خلالها، والعكس صحيح.
مصادر التغيير والإصلاح لـ«البناء»
وأوضحت مصادر في تكتل التغيير والإصلاح لـ«البناء» مساء أن اليوم سيكون حاسماً في ما خصَّ مرسوم بدل النقل، موضحة أن هناك عدة خيارات تتراوح بين السبعة والثمانية تدرس لانتقاء واحد منها، بحيث لا يصب في خانة حسابات الربح والخسارة لأي فريق.
وقالت: إن هذه الخيارات، بعضها ينحاز إلى توقيع المرسوم والبعض الاخر لا يتضمن هذا التوقيع، وخيار ثالث يقضي بإرسال وزير العمل المشروع الذي أعده إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء ليصار إلى تحديد موعد لجلسة مجلس الوزراء لمناقشته.
وتحدثت هذه المصادر عن ضغوطات كبيرة يتعرض لها وزير العمل للتوقيع على مرسوم ما زال يعتبره مخالفاً للقانون، مؤكدة أن تعليق جلسات مجلس الوزراء جاء على خلفية التعيينات وليس بفعل رفض نحاس التوقيع على المرسوم.
ودعت من يريد الحل إلى البحث في كل هذه الخيارات، وعدم التشبث بطلب التوقيع على المرسوم قبل جلسة مجلس النواب غداً.

أوساط السراي
وأمس، جددت أوساط الرئيس ميقاتي قولها، إن المدخل الإلزامي لحل الأزمة القائمة هو توقيع الوزير نحاس لمرسوم بدل النقل، لأن هذا الأمر مبدئي ويتعلق بانتظام العلاقة بين الوزير المختص ومؤسسة مجلس الوزراء، كما أن التوقيع شرط أساسي لضمان حسن سير أعمال مجلس الوزراء وفق ما ينص عليه مرسوم تنظيم أعماله.
وإذ أبدت المصادر حرصها على التعاون بين مجلس النواب والحكومة، أكدت رفض معالجة موضوع بدل النقل عن طريق اقتراح قانون نيابي يسبق توقيع وزير العمل المرسوم لأن هذا الأمر يشكل سابقة خطيرة تعني تغييب دور السلطة الإجرائية وهذا ما لا يمكن القبول به.
وشددت على أن الموافقة ليست انتقائية داخل الحكومة، لأن ميقاتي سيرفض أي تسوية لا تحمل توقيع الوزير نحاس لأن صدقية السلطة الإجرائية على المحك.
وأكدت المصادر رفض ميقاتي ما يقال عن مساومة أو مقايضة بين التوقيع على بدل النقل والقضايا المطروحة في الحكومة، وشددت على تمسك ميقاتي بصلاحيات مجلس الوزراء.
 وفي هذا السياق، أكد رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في حديث له مساء أمس أن الأزمة الحكومية ستنتهي قريباً، معتبراً أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان يطالب بما هو أكبر من حجمه، ويعمل على أساس مستقبله بعد الرئاسة. ورأى أنه بحال لم يكن سليمان «صاحب مشروع إقليمي، فيمكن أن يقيم توافقاً مع العماد ميشال عون وفريقنا ويمكن أن نصل إلى مشروع مشترك وإلى نقاط مشتركة انتخابياً».
كما أكد فرنيجة أن الرئيس السوري بشار الأسد «مطمئن ومرتاح أكثر منا، وهو كان يعرف أن الطريق طويلة»، مشيراً إلى أن الرئيس الأسد «لن يغيّر خياراته وليس من النوع الذي يبيع ويشتري». وكشف فرنجية عن معلومات لديه من الجيش والأجهزة الأمنية تؤكد أن المناطق الحدودية المتاخمة لسورية في عكار والبقاع مفتوحة على بعضها ويحصل فيها تهريب سلاح.
وكشف عن ضغوط تمارس على البطريرك مار بشارة بطرس الراعي على خلفية مواقفه ما يسمى بـ«الربيع العربي» وتداعياته على الوجود المسيحي، لكنه أكد أن الراعي لن يغيّر قناعاته.
وعن دعوة رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري إلى الحوار، رفض فرنجية الحوار «طالما يعتبروننا ضعفاء وإذا لم نضعف فتعالوا لنتحاور».
ووصف خطاب رئيس «القوات» سمير جعجع في ذكرى «14 شباط» بـ«فعل مرتزقة».

الأسد: يسعون لإفشال الحلول
على صعيد الوضع في سورية، فقد أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس، أن مجموعات ارهابية مسلحة تستهدف الدولة السورية والمجتمع السوري، وهي تتلقى الدعم بالمال والسلاح من جهات خارجية، بهدف زعزعة استقرار سورية وإفشال أي جهد للحل وخصوصاً بعد الاصلاحات التي أنجزت.
كما أكد خلال استقباله رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي الكسي بوشكوف، تقدير سورية لمواقف الشعب الروسي الصديق والقيادة الروسية تجاه سورية.
بدوره، أكد بوشكوف دعم روسيا للاصلاحات الجارية في سورية، وضرورة متابعة العمل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة يقوم على الحوار بين جميع الأفرقاء المعنيين، ومن دون تدخل خارجي، مشدداً على أهمية الأمن والاستقرار في سورية كجزء أساسي من استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وعبّر بوشكوف عن رفض بلاده لأي تدخل من القوى الخارجية في شؤون سورية الداخلية، مضيفاً أن موقف روسيا ينطلق من حرصها على التمسك بمبادئ القانون الدولي وتحقيق مصالح الشعب السوري، مؤكداً على أهمية ألا يكون مجلس الأمن منحازاً لأي طرف في الموضوع السوري.

«تشرين»: السعودية وقطر يشنان حرباً دموية
في هذا السياق، اعتبرت صحيفة «تشرين» السورية أن من حق السوريين أن يحقدوا على بعض أنظمة الخليج، خصوصاً في قطر والسعودية، فهؤلاء يشنون حرباً دموية عليهم عبر «جماعاتهم الإرهابية»، ويستهدفون لقمة عيشهم بشكل خاص عبر قرارات اقتصادية ظالمة غير مسبوقة، ويسخرون كل أموال نفطهم وغازهم لضرب الدولة السورية، وتحويلها إلى تابع للغرب الاستعماري و«إسرائيل» كما هو حال أنظمتهم.
وقالت: «لم يتوقع السوريون مثلاً أن حمدي قطر وصلت بهما الكيدية إلى الحدّ الذي يعرضان فيه مدخرات قطر من الغاز البالغة نحو مئتي مليار دولار، وكذلك جزءاً من ثروتهما الخاصة لمن يسقط الدولة السورية بالقوة العسكرية، وهما يقصدان بعرضهما هذا دول الغرب الاستعماري».
وأشارت إلى أنهم «لم يتوقعوا كذلك أن يندفع سعود الفيصل وشركاؤه من الأمراء السعوديين بهذا الشكل الهيستيري في هجومهم المسعور على السوريين، ومحاربتهم في لقمة عيشهم».
ولفتت إلى أن «هذه المواقف السعودية معلنة وواضحة، وما لم يعلن منها هو أن الفيصل وبندر وغيرهما من أعضاء العائلة الحاكمة تدخلوا مباشرة، وأوعزوا لسماسرة المال أن يفعلوا ما في وسعهم لضرب الليرة السورية، على أن يتحملوا هم وليس السماسرة الخسائر الناجمة عن هذه اللعبة».

بكين: الغرب يريد إشعال حرب أهلية
بدورها اعتبرت صحيفة الشعب الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني، أن الدول الغربية تشعل حرباً أهلية بدعمها القوي للمعارضة، منددة بدعوات لتنحي الرئيس بشار الأسد بوصفها تحريضاً على القيام بمزيد من العنف.
وذكرت الصحيفة في تعليق أنه يجب على الصين التمسك بموقفها في معارضة أي محاولة لفرض تغيير النظام أو التدخل في سورية.

موسكو والوضع الإنساني
وفي موسكو، دعا نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإرسال خبراء لتقييم الوضع الإنساني في سورية، وقال غاتيلوف في صفحته على موقع «تويتر» إن «الوضع الإنساني في سورية يتطلب تقييماً موضوعياً، وربما يتوجب على الأمين العام للأمم المتحدة دراسة إرسال خبراء إلى هناك».

التحريض السعودي القطري
وفي هذا الوقت، واصلت كل من السعودية وقطر حملة التحريض ضد سورية، فدعا مجلس الوزراء السعودي «المجتمع الدولي إلى مراعاة الوضع الإنساني في سورية، بسبب التصعيد الذي تشهده الساحة السورية. وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز خوجة في بيان عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء السعودي أن «المجلس نوّه بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع القرار المقدم من جامعة الدول العربية بشأن سورية. وعدّه دعماً للجهود التي تبذلها الجامعة العربية للوصول إلى حل سلمي للأزمة».
ومن جهته، قام مندوب قطر في الأمم المتحدة ناصر بن عبد العزيز النصر بوصف بلاده الرئيس الحالي للجمعية العامة للأمم المتحدة بزيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة، وحرصه على ما زعمه «ضرورة الاسراع بايجاد السبل الكفيلة لوقف المجازر في حمص والقتل في المدن السورية الأخرى»!.
ومن جهته، لا يزال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي وضع نفسه في خانة المشروع الأميركي الساعي لضرب سورية يراهن على حصول تغيير في الموقفين الروسي والصيني، ورأى في مؤتمر صحافي مع عبد العزيز الناصر له أمس أن هناك مؤشرات تأتي من الصين، وإلى حد ما من روسيا، تشير إلى أن هناك تغييراً في الموقف من الأزمة السورية». وقال: «إن قرار وقف اطلاق النار في سورية وانهاء العنف يجب أن يصدر عن مجلس الأمن».

الأردن ومصالحه مع سورية
إلى ذلك، أكد مسؤول حكومي أردني لم يذكر اسمه أن بلاده لن تسحب سفيرها من دمشق لأسباب تتعلق بمصالحها وعلاقتها مع سورية.
وأشار إلى أن موقف بلاده من الأزمة السورية واضح ويرفض الواقع الدموي السوري، وهو مع قرارات الجامعة العربية بهذا الخصوص».

ماكين وغراهام مع تسليح «المعارضة»!
في سياق متصل، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن «عضوي مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين وليندسي غراهام المعروفين بعدائهما للعرب ودعمهما لـ«إسرائيل» اقترحا مساعدة وتسليح قوات المعارضة السورية، ولفتت إلى أن «ماكين وغراهام وضعا سلسلة من المساعدات الدبلوماسية والإنسانية والعسكرية التي من شأنها أن تبرز صراحة سعي الولايات المتحدة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
 

السابق
الحياة: سليمان وميقاتي يبحثان في تفعيل العمل الحكومي
التالي
الاخبار: نحاس يوقّع اليوم ومجلس النواب يشرّع غداً