الانباء: معلومات تكشف أسباب تأجيل زيارتي البطريرك ووزير الداخلية إلى طرابلس

حل الأزمة الحكومية ينطلق اليوم من توقيع وزير العمل على مرسوم بدلات النقل قبل إحالته الى الجلسة التشريعية النيابية غداً، حيث يصدر القانون الذي سيلبس الصرف حلة قانونية.

ومتى يوقع الوزير العوني المرسوم المقرون بموافقة مجلس الوزراء؟ تكتل التغيير والاصلاح متمسك بمواقفه حيال التعيينات الإدارية في حين يرفض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اي مساومة او مقايضة بين توقيع المرسوم وتعيين هذا او ذاك.

والرهان على ما سيتمخض عنه اللقاء بين الرئيس نجيب ميقاتي والعماد ميشال عون على مائدة الوزير العوني نقولا صحناوي بناء على نصيحة رئيس مجلس النواب نبيه بري، علما ان بعض الأوساط قللت من اهمية هذا العشاء السياسي، استنادا الى سابقة العشاء في منزل الوزير جبران باسيل قبل خمسة اسابيع والذي انتهى الى تعليق اجتماعات مجلس الوزراء.

اوساط الرئيس بري املت ان يوقع الوزير نحاس المرسوم المعني قبل الجلسة النيابية غدا، وكان بري كشف عما دار بينه وبين العماد عون، حتى لا يقال انه ادار ظهره للأزمة التي لا يمكن تحمل نتائجها السلبية، فصندوق النقد الدولي بدأ يحذر من ارتفاع معدلات التضخم في لبنان من 5% عام 2011، الى 8% هذا العام، وعلى الصعيد السياسي ظهر عجز قوى 8 آذار وحلفائها عن إدارة الدولة.

وعلى الصعيد الانتخابي المنتظر تحركه في غضون الاشهر القليلة المقبلة، مازال التفاهم على قانون انتخابات خارج الإمكانات المتوافرة، ولم يحصل تعيين محافظين للإشراف على ترتيبات الانتخابات ولا تشكيلات قضائية تؤمن سير العدالة كما يجب.

أما اوساط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فقد اكدت رفضه البحث في أي بدل للنقل قبل توقيع الوزير نحاس المرسوم المطلوب رافضا اي شروط للتوقيع او مساومة او مقايضة على اي من الملفات التي ستعرض لاحقا على طاولة مجلس الوزراء لاسيما ملف التعيينات منها.

وأضافت الأوساط: لا تنازل عن صلاحيات مجلس الوزراء والتضامن الوزاري حيال قراراته.

وعن العشاء المقرر اليوم في منزل صحناوي قالت اوساط ميقاتي ان هذا العشاء مطروح منذ شهر، وليس حصريا بين ميقاتي وعون انما هناك نحو 200 مدعو.

في هذا السياق، تشير مصادر وسطية مطلعة الى ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي لن يقبلا على الاطلاق باستمرار النهج الذي يفرضه العماد ميشال عون وبعض وزرائه، خصوصا وزير العمل شربل نحاس.

وتقول المصادر المذكورة لـنا ان رئيس مجلس النواب نبيه بري ليس بعيدا ابدا عن توجه سليمان وميقاتي مع انه يراعي خصوصية التحالف بين عون وحزب الله.

وتوضح المصادر ان النائب وليد جنبلاط يصب في الخانة نفسها وهو قد اكد في الاتصالات خلال الساعات الاخيرة على الحزم في رفض هذه الممارسات التي بلغت الخط الاحمر حسب توصيف المطلعين في هذا الاطار.

وتشدد على حقيقة واحدة لا بديل منها الا وهي ان الوزير شربل نحاس مضطر الى ان يوقع على مرسوم بدلات النقل والا فما عليه الا الاستقالة او سيصار الى اقالته.

في غضون ذلك، الغى وزير الداخلية مروان شربل زيارة لمدينة طرابلس في شمال لبنان حيث كان سيترأس اجتماعا لمجلس الامن الفرعي في المدينة في السراي الحكومي بعد لقاء خاص مع المحافظ ناصيف قالوش.

وكان ضمن برنامج الزيارة الانتقال الى محلة التبانة، حيث محور الصراع مع جبل محسن المقابل، فيتفقد اضرار المواجهات ويعقد اجتماعا مع فعاليات المنطقة ومن بعدها يزور جبل محسن ويتفقد اضرارها، لكن الخشية من اعطاء قوى الامر الواقع التي تتقاتل في التبانة وجبل محسن اي شرعية من قبل هذا المرجع الرسمي، وحتى لا تصبح مثل هذه الزيارات عرفا يكرس واقعا على الارض لا يتماشى مع شعار فرض هيبة الدولة على تلك المناطق.

في ضوء ذلك، تلقى الوزير شربل نصائح بتأجيل الزيارة على ان تتم في وقت لاحق وفق برنامج لا يؤدي الى حساسيات، علما ان بوسع وزير الداخلية استقبال جميع الاطراف في مكتب محافظ الشمال دون ان يزورهم في مناطقهم، وان تقتصر زيارته على المسؤولين الرسميين في المدينة، وهذا ما اقتنع به الوزير شربل.

وكان البطريرك الماروني بشارة الراعي ارجأ زيارة مماثلة الى طرابلس الاسبوع الماضي للاعتبارات عينها تقريبا.

وعلمنا ان برنامج الراعي تضمن زيارة مفتي المدينة الشيخ مالك الشعار في مقره وزيارة مفتي العلويين في جبل محسن، وهذا ما اثار التحفظ من حيث عليه زيارة المفتي العلوي الشيخ اسد عاصي في مقره بالمدينة وليس في منزل علي عيد في جبل محسن، حيث كان مقررا، والا اعطي للزيارة مضمون سياسي مختلف.

وفي معلومات «الأنباء» ان سببا آخر حتم تأجيل الزيارة وهو الغداء التكريمي الذي سيقام على شرف البطريرك الماروني، اذ هناك من فضل التكريم على مائدة الرئيس ميقاتي، وهناك من رجح افضلية التكريم من جانب المفتي الشيخ مالك الشعار، خصوصا بعد تهديد نواب طرابلس اعضاء كتلة المستقبل بمقاطعة الغداء اذا ما اقيم على مائدة ميقاتي، وهذا ما رجح فكرة تأجيل الزيارة في الوقت الحاضر.
  

السابق
الراي: جنبلاط هاجم زمرة الأسد وبدعة الاستفتاء فوق بحر من الدم
التالي
الحياة: سليمان وميقاتي يبحثان في تفعيل العمل الحكومي