مستوطنون يستولون على مئات الدونمات في مناطق مصنفة “ب”

كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية في عددها الصادر امس ان قسما من البؤر الاستيطانية التي يقيمها المستوطنون في الضفة الغربية تقام على المناطق المصنفة «ب» حسب اتفاقيات اوسلو ما يشكل خرقا لتلك الاتفاقيات التي وقعت عام 1995، والتي تنص على ان تكون المسؤولية المدنية، بما في ذلك مسؤولية التخطيط والبناء في تلك المناطق «ب» هي مسؤولية السلطة الفلسطينية. مشيرة الى إلى أن المستوطنين أنفسهم أعضاء في لجان الإدارة المدنية المكلفة بالتخطيط للمناطق الفلسطينية «ما يتيح لهم التحيز لمصالح المستوطنين».
ونقلت الصحيفة عن الناشط ضد الاستيطان درور اتاكس، الذي يتابع النشاط الاستيطاني منذ سنوات قوله «إن الاستيلاء على الأراضي في مناطق (ب) يأتي نتيجة إطلاق العنان للمستوطنين لسرقة الأراضي، وعجز السلطات الإسرائيلية عن ردعهم»، لافتا إلى أن الجانب الإسرائيلي حوّل الضفة «إلى منطقة تكون الغلبة فيها للأقوى».
اعطى اتاكس مثالا من خلال البؤرة الاستيطانية «عمونا» التي تطل على مستوطنة «عوفرا» شمال شرق رام الله، مشيرا إلى أنها امتدت مئات الدونمات في أراضي المنطقة «ب»، حيث تم شق طرقات في الجهة الشرقية من البؤرة الاستيطانية على أراض خاصة تعود ملكيتها لفلسطينيين.
وحسبما يقول الناشط الإسرائيلي فقد قام المستوطنون بزراعة كروم العنب على أراض خاصة تعود ملكيتها لفلسطينيين بعد أن منع أصحاب الأراضي من القرى الفلسطينية المجاورة من الوصول إليها آلاف الدونمات من أراضيهم تحت ذرائع أمنية رغم أن قسما منها يقع في مناطق «ب».
وتضيف الصحيفة، نقلا عن الناشط الإسرائيلي، أن المستوطنين بدأوا قبل بضع سنوات بإقامة منطقة سياحية عند نبعة عين العلية الواقعة إلى الجنوب من مستوطنة عوفرا في قلب المنطقة «ب» والتي تعود ملكيتها إلى المواطنين الفلسطينيين من قرية دير دبوان. كما أقدم المستوطنون على تغيير اسم النبعة إلى عين إيرز.

ويضيف التقرير إلى أن مستوطني إيتمار في شمال الضفة استولوا على قطعة أرض تبلغ مساحتها 93 دونما في منطقة «ب» تعود ملكيتها لقرية اليانون الفلسطينية، في الوقت الذي يمنع الفلسطينيون من الوصول إلى أراضيهم في مناطق أخرى بالقرب من مستوطنة «إيتمار» رغم أن تلك الأراضي مصنفة «ب». فعلى سبيل المثال، قبل بضع سنوات شرع المستوطنون بإقامة مشروع آخر قرب نبعة تسمى عين الجارب التي غيروا اسمها ليصبح عين نيريا، والأدهى من ذلك أن المستوطنين يمنعون أصحاب الأراضي الفلسطينيين من الوصول إلى حقول الزيتون القريبة من النبعة.
وإلى الجنوب الشرقي من مستوطنة «يتسهار»، تظهر صورة جوية قطعة أرض مزروعة مساحتها خمسة دونمات في منطقة «ب»، ويشير الباحث الإسرائيلي إلى أن الفلسطينيين من قرى عورتا وعينابوس يمنعون من الوصول إلى تلك الأراضي وغيرها الكثير بسبب قربها من مستوطنة «يتسهار».
ويتابع التقرير سرد العديد من حالات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية من قبل المستوطنين في كافة أرجاء الضفة. ثم يشير إلى أن «الإدارة المدنية» الإسرائيلية لم تعد أية مخططات للبناء في المناطق الفلسطينية وفي المقابل وافقت تلك الإدارة على معظم المخططات الخاصة بالمستوطنات.

السابق
شرطة الاحتلال تقتحم باحة الاقصى وتعتقل 18 مواطنا
التالي
فياض يشكّل لجنة تحقق واستخلاص العبر في حادث جبع المأساوي