من يحكم … إيران؟!

لا أحد ينكر أن هناك جناحا عاقلا، ومتزنا في العاصمة الإيرانية، طهران، وهذا الجناح المعتدل، أبعد أفراده عن صناعة القرار، بعضهم في الإقامة الجبرية، وبعضهم الآخر في غياهب السجون منذ فترة ليست بالقصيرة، وعلى النقيض هناك المتهورون، الطائشون، الحالمون بتفجير العالم بقنابلهم النووية كما تتوهم أنفسهم المهووسة، وهؤلاء أكثر ضجيجا وصخبا من الجناح العاقل، والناظر اليوم للسياسة الإيرانية الخارجية يجد استفزازات لا داعي لها ولا مبرر، تهديدات يومية لدول الخليج وتدخل في شؤونها وتهديد آخر للأساطيل الأجنبية التي أتت لحماية مصالحها ووجودها قديم منذ أربعينيات القرن الماضي، ووصلت الجرأة بمسؤولي نظام طهران، أن ينقلوا شرهم المستطير إلى الهند وبانكوك وغيرهما من بقاع الأرض بحجة ضرب إسرائيل، وهي التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن معقل حزبهم الثوري في الجنوب اللبناني!

الشارع الإيراني يغلي من القمع والاضطهاد وتكميم الأفواه، وما زاد في غليانه رؤيته لأمواله توزع على المنظمات الإرهابية لزعزعة استقرار دول الجوار وتهديد الأمن والسلم الدوليين، أضف إلى ذلك، الحظر على استيراد النفط الإيراني من قبل الاتحاد الأوروبي وأميركا واليابان وكوريا ومعظم دول العالم بسبب الملف النووي، والذي راوغ ساسة طهران من أجله كثيرا، ولعبوا على حبل التناقضات الدولية ولم يفلحوا، وقد حانت ساعة الحقيقة ولم يعد أمامهم سوى الرضوخ لقرارات الأمم المتحدة، وإلا فلينتظروا المزيد من العقوبات القاصمة مما قد يعجل بسقوط نظام الملالي المتطرفين، في ظل أوضاع داخلية كارثية، وتململ وتذمر شعبي واسع النطاق وثورات في الأقاليم المختلفة كالأحواز العربية التي تطالب بالاستقلال، ومقاطعة أذربيجان الغربية التي تحتلها إيران منذ عقود، وغيرها من القنابل السياسية الموقوتة، والتي يتوقع كثير من المراقبين أن تنفجر في أي لحظة، وخصوصا أن الربيع العربي بات ينظر وبحماس كبير إلى الشرق، أملا في تحرير شعوبه من ظلم وقهر مرضى السلطة المطلقة!   

السابق
إيران والقاعدة تخططان لعملية إرهابية
التالي
إنسان؟.. وكمان عربي؟