البناء: برِّي يُبلغ عون أنَّ الحلْ بيده وميقاتي وقطار الحكومة ينتظر الجلسة العامة

الإعدام لهيثم السحمراني بجرم التعامل
هل ينطلق القطار الحكومي من جديد، الأسبوع المقبل على خلفية ما ستقره جلسة مجلس النواب يوم الاربعاء لحل أزمة بدل النقل، إضافة الى ما سيسبق الجلسة من اتصالات ومعالجات للتوافق على آلية عمل مجلس الوزراء في ما يتعلق بالتعيينات؟
فإن الاحتمالات والمخارج، بدأ التداول بها في الساعات الماضية في ضوء المعلومات عن توجه نواب تكتل التغيير والإصلاح للتقدم باقتراح قانون الى الجلسة العامة سيقود حكما ـ في حال اقراره ـ الى حل الخلاف حول بدل النقل، في وقت تجري الاتصالات على غير صعيد ما بين اطراف الحكومة وخاصة من جانب الرئيس نبيه بري وحزب الله مع كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والعماد ميشال عون، لإعادة العمل الى جلسات الحكومة وفق صيغة قانونية ترضي الجميع.
غداء عين التينة
وفي هذا السياق، عزّز لقاء الغداء الذي عقد في عين التينة بين الرئيس بري والعماد عون على مدى ساعتين الآمال بدفع الأمور باتجاه ايجاد مخرج للأزمة الحكومية تكتمت المصادر المطلعة على مضمونه.
ولوحظ ان كلاً من بري وعون فضّلا الصمت وعدم الادلاء بأي معلومات حول اللقاء، مع العلم ان مصادر مطلعة قالت انه تناول الأزمة الحكومية وجلسة مجلس النواب الاربعاء بالاضافة الى قضايا أخرى وتطورات المنطقة.
أضافت المصادر، ان الرئيس بري حرص على ألا يلعب دور الوسيط بين ميقاتي وعون وركز على ان الحل بيدهما، مشيرة الى انه تحدث عن بعض الأمور على شكل نصائح، مع العلم ان ما قاله للعماد عون في هذا المجال سبق وقاله لرئيس الحكومة ايضا.
ورغم التكتم، فإن المصادر وصفت الأجواء بأنها كانت جيدة ومريحة، مشيرة الى انه في الأصل ليس هناك اي شيء بين الرئيس بري والعماد عون.
كما يفترض ان تشهد الـ 48 ساعة المقبلة مزيدا من اللقاءات والاتصالات سعيا الى ترجمة الحل قبل الجلسة، لتخفيف الضغط عن الحكومة، وإلاّ فإن الحل سيبقى معقودا على ما سيجري خلال الجلسة.
"الغبار السياسي" لـ "14 آذار"!
في هذا الوقت، دخل فريق "14 آذار" من جديد على خط التصعيد السياسي من خلال المواقف التي صدرت عن بعض قياديي هذا الفريق وخاصة سمير جعجع لإثارة الغبار السياسي حول الحقائق التي أكدها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته مساء أول من أمس في ذكرى شهداء قادة الحزب سواء من خلال الانتقادات التي وجهها لسلوك فريق "14 آذار" تجاه الوضع في سورية ولجوء هذا الفريق الى التدخل الفاضح في الشأن الداخلي السوري من خلال تبني سياسة "مجلس اسطنبول" وتقديم الدعم بالسلاح والمال الى المجموعات المسلحة، وان على صعيد ما يرفعه هذا الفريق من شعارات ورهانات ثبت بالتجربة انها لم تنتج سوى المشاكل والفتن على الصعيد الداخلي اللبناني وخصوصا الرهان على المشروع الاميركي والسير وفق ما يتطلبه "المايسترو" الغربي ـ الخليجي.
سورية نحو العافية
في مقابل ذلك، ورغم تصاعد حملة التحريض الأميركية ـ الغربية ـ الخليجية ضد سورية، والتي كان آخرها استصدار قرار مشبوه عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد الهزائم التي تعرض لها هذا الحلف في اكثر من مكان، فإن الوضع الداخلي في سورية يسير نحو مزيد من الخطوات الإيجابية وسط تأكيد قيادتها على المضي في العملية الإصلاحية مهما كانت الضغوط التي يمارسها الحلف المعادي في الغرب مع حلفائه من حكام الخليج. كما ان خطوات تثبيت الأمن في عدد من المناطق تخطو في الاتجاه المطلوب.
كما تؤكد الوقائع على الارض عقم ما يسمى "المعارضة السورية" خاصة "مجلس اسطنبول"، وهو ما يظهر من خلال التراجع الكبير في أعداد الذين يتجاوبون مع دعوات التظاهر كل يوم جمعة، إذ اقتصرت التظاهرات امس على مناطق لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، فيما لم يتجاوز عدد المشاركين بضع مئات أو عشرات الأشخاص في كل منها. وهذا يدل على بطلان الشعارات الفارغة التي يطلقها "مجلس اسطنبول" ومعه الأبواق المتآمرة في الخليج والغرب.
الأسد: الإصلاح والأمن بالتوازي
وأمس جدّد الرئيس السوري بشار الأسد تأكيده أمام الوزير الأول الموريتاني مولاي محمد لقظف خلال زيارة الاخير له ان "الإصلاح في سورية يسير بالتوازي مع إعادة الأمن".
من جهته، اعتبر الوزير الموريتاني ان هدف ما يجري هو تفتيت سورية والقضاء على دورها التاريخي، مشددا على أن استقرار سورية اساسي لأمن واستقرار الدول العربية والمنطقة.
دمشق تندد بقرار الجمعية العامة
وتعليقاً على القرار المشبوه الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ان رفعت السعودية وقطر مشروعا لابتزاز سورية والضغط عليها، قالت صحيفة "البعث" السورية أمس انه "يوم حزين للعدالة الدولية ولشرف الدبلوماسية، يوم صودرت فيه إرادة الأمم المتحدة على الشاكلة نفسها التي اختطفت فيها قرارات الجامعة العربية. لقد بدت المنظمة الدولية في حالة استسلام غير معلن، تخضع لضغوط الكواليس، وتستمر في الانخراط المريع في لعبة الأرصدة النفطية".
روسيا: لا فردية للغرب
الى ذلك، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في ان تؤدي التحولات الجارية في العالم العربي الى حياة كريمة وافضل لشعوب المنطقة.
واعتبر لافروف في رسالة وجهها الى المشاركين في مؤتمر (نادي فالداي) حول "التحولات في العالم العربي والمصالح الروسية" انه لا يجوز استغلال التحولات الجارية في بعض الدول من اجل التدخل الخارجي في شؤونها.
من جهته، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف انه "ليس لدى الغرب أية رؤية محددة لمهام قوات حفظ السلام التي يقترح نشرها في سورية".
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاتشيفيتش أن موسكو مستعدة للبحث عن معادلة مقبولة لحل الأزمة في سورية في إطار الأمم المتحدة.
طهران تشيد بالاستفتاء
وفي طهران، أعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، عن ترحيب إيران بقرار سورية إجراء استفتاء على الدستور الجديد بتاريخ 26 شباط.
وأكد ان الاستفتاء "خطوة رئيسية وجادة في إطار تلبية المطالب الشعبية"، مشيرا الى ترحيب الدول الغربية والعربية بإجراء إصلاحات طفيفة في اليمن والبحرين، معربا عن أمله بأن تدعم جامعة الدول العربية وأوروبا ومنظمة الأمم المتحدة "هذه الخطوة الهامة من قبل الحكومة السورية، التي تعد تطورا رئيسيا في مسيرة الإصلاحات".
حملة غربية تحريضية
أما في المواقف الغربية، فقد واصل الغرب حملة التحريض الحاقدة ضد سورية، فأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن تنديده ـ لما زعمه ـ "القمع الوحشي الذي يمارسه النظام السوري"، داعيا الى ان "تتوحد المعارضة من اجل ان نساعدها"! كما دعا الى تشديد العقوبات ضد سورية. وبدوره، رحب وزير خارجيته آلان جوبيه بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا ضد سورية، وادعى "ان القرار يشكل دعما قويا للشعب السوري ضد النظام". كما أدانت الخارجية الفرنسية ما وصفته "اعتقال مدير المركز السوري للإعلام مازن درويش" وطالبت "بالافراج الفوري عنه وعن باقي المعتقلين".
من جهته، رحب وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ بالقرار ورأى في ذلك "مؤشرا واضحا على ادانة المجتمع الدولي لأفعال النظام السوري"!
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله أن "روسيا ينتابها قلق من ان تفقد نفوذها في المنطقة، ولذلك صوتت للأسف في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع القرار بخصوص سورية"، لكنه قال: "قررنا عدم المشاركة في أي تدخل عسكري في سورية بجنود ألمان"!
الأطلسي: لا نية للتدخل
في هذا السياق، أعلن الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن "عدم وجود اي نية لدى الحلف للتدخل في سورية، كما حصل في ليبيا عام 2011، لأنه لا يملك تفويضا بذلك من الامم المتحدة"، مشيرا الى أنه "لا نية لدينا على الاطلاق للتدخل في سورية". وقال: "هناك فرق في ما يتعلق بسورية"، مشيرا الى ان "تلك الظروف غير متوافرة في موضوع سورية".
 واستبعد احتمال "مساهمة الحلف في عمليات انسانية محتملة للمدنيين في سورية"، تجاوبا مع ما "تطالب به على الاخص تركيا".
الزياني على خطى أسياده؟
من جهته، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني عن ترحيبه بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع القرار المقدم من جامعة الدول العربية بشأن سورية. وزعم ان "القرار تاريخي ويؤكد رفض المجتمع الدولي للانتهاكات التي ترتكب ضد الشعب السوري الشقيق، وكشف عزلة النظام السوري دوليا"!
تونس و"مؤتمر الأصدقاء" المشبوه!
الى ذلك، قال وزير الخارجية في الحكومة التونسية الموقتة رفيق عبد السلام أن ما يسمى مؤتمر "أصدقاء سورية" المقرر عقده في تونس، لن يحضره "المجلس الوطني السوري"، و"لا يهدف إلى استنساخ النموذج الليبي".

ولفت خلال مؤتمر صحافي عقده في تونس الى إن "هذا المؤتمر الذي ترغب تونس في أن يكون تحت اسم "مؤتمر أصدقاء الشعب السوري"، سيُعقد على مستوى وزراء خارجية دول الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وبعض الأطراف الدولية الفاعلة والمؤثرة منها أميركا والصين وروسيا والهند والبرازيل".
اعتراف أميركي بإرهاب "القاعدة" في سورية
في مجال آخر، كشف رئيس الاستخبارات الاميركية جيمس كلابر ان الفرع العراقي لتنظيم "القاعدة" هو الذي ارتكب كما يبدو سلسلة الهجمات الانتحارية التي استهدفت دمشق وحلب في الفترة الأخيرة.

ورأى كلابر انه لا توجد هناك اي مؤشرات على ان الوضع في سورية سيحسم قريبا، محذرا من ان تنظيم "القاعدة" قد يسعى الى ملء الفراغ الذي يتكون فيها في حالة سقوط نظام بشار الأسد.

وأعرب، خلال اجتماعه بأعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي، عن قلقه من "ان تكون عناصر من "القاعدة" قد تسللت الى صفوف المعارضة السورية وذلك بسبب كون هذه المعارضة مقسمة".

وقال المسؤول الاميركي ان "اجهزة الاستخبارات الاميركية تتابع عن كثب الشبكة الواسعة لمخازن الاسلحة الكيماوية السورية والتي تبدو آمنة في هذه المرحلة". أضاف: "ان الترسانة الكيماوية السورية تعتبر مشكلة اكبر من الترسانة التي كان نظام معمر القذافي يمتلكها قبل سقوطه"!
عصابات تنهب بعض أحياء إدلب
في الشأن الأمني، لوحظ أن وزارة الخارجية الروسية أكدت عبر صفحتها الرسمية على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي ان "عصابات إجرامية استولت على بعض احياء مدينة إدلب السورية وتقوم بأعمال شغب ونهب مباني المؤسسات الحكومية والمنازل الخاصة".
وفي الشأن الأمني ايضا، أفاد التلفزيون السوري عن ان مسلحين فجروا خطا لنقل النفط في السلطانية في بابا عمرو في حمص للمرة الثانية في ثلاثة أيام.
كما أفادت "الإخبارية السورية" عن ضبط 58 بندقية آلية في شاحنة صغيرة بالرصافة في الرقة.
وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن "مراسلها في الشرق الأوسط أنتوني شديد توفي اثناء تغطية الأحداث في سورية امس الاول بعد تعرضه لأزمة ربو وهو في الثالثة والاربعين من عمره". وشديد هو أميركي من اصل لبناني.
تحريض "إسرائيلي" بالجملة!
وفي القدس المحتلة، واصل قادة العدو "الإسرائيلي" التحريض ضد سورية، حيث زعم وزير حرب العدو ايهودا باراك ان "انهيار النظام السوري مسألة وقت فقط" مدعيا "ان سقوطه صار أمرا حتميا"!
وفي سياق التصعيد "الإسرائيلي" أيضا قال مصدر مسؤول في هيئة مكافحة "الإرهاب" التابعة لديوان رئيس الحكومة "الإسرائيلية" ان "إيران وحزب الله يواصلان محاولاتهما للمساس بأهداف "إسرائيلية" في الخارج". ودعا المصدر "الإسرائيليين الى توخي الحيطة والحذر خارج البلاد والانصياع للتوجيهات الأمنية"!
كذلك، زعم نائب رئيس وزراء العدو موشيه يعلون ان "فيلق القدس الإيراني دبر الهجمات على الدبلوماسيين "الإسرائيليين" في الخارج بالتنسيق مع حزب الله". وقال إن "حكومته تخشى من وقوع المزيد من الهجمات التي ربما تكون كبيرة على مصالحها في الخارج".

جعجع يثير الغبار السياسي بعد كلام نصرالله
في هذا الوقت، يواصل فريق "14 آذار" حملة التوتير داخليا والتصعيد والتدخل ضد سورية، فاستمر قياديو هذا الفريق باثارة حملات التجييش المذهبي والطائفي على المستوى الداخلي، وفي الوقت نفسه اطلاق المواقف الحاقدة ضد سورية التي تؤكد رهان هذا الفريق على المشروع الاميركي وحتى "الإسرائيلي"، فعمد بعض المسؤولين الى اطلاق المواقف التشويهية لما صدر عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أول من أمس، فحاول سمير جعجع في رده أمس على السيد نصرالله رفع مسؤوليته عن المجازر التي كان ارتكبها في لبنان وادعى "ان ما اتهمت به "القوات" في الحرب ليس نقطة في بحر ما اتهم به حزب الله في الحرب والسلم". ورأى ان قوى "14 آذار" لا تملي الشروط على احد ولكنها لا تقبل ان يملي أحد الشروط عليها". ووصل الأمر بسمير جعجع الى حدود التنظير "بالديمقراطية والحرية"!
فرنجيه: خياراتنا ستربح
في المقابل، أكد رئيس تيار "المرده" النائب سليمان فرنجيه ان المرحلة دقيقة والحذر واجب "انما لا خوف لان خياراتنا ستربح في النهاية رغم المشاريع الكبيرة التي يتم تركيبها للمنطقة"، متمنيا لو يعود العرب عربا "لأن ما يحمينا هو العروبة لا الجو الطائفي".
ورأى فرنجيه، ان اي تغيير اليوم ليس لمصلحة الاقليات والمسيحيين "ولكننا نرى مرتزقة عند بعض المسيحيين، يدافعون عما ليسوا مقتنعين به".
ولفت الى ان المطلوب اليوم هو "فك الارتباط بين سورية وإيران، فكانت المحاولات بداية عبر التقرب الى سورية لتغيير مواقفها، وعندما فشل هذا المشروع كانت خطة ضرب النظام ليس من منطلق قومي أو سياسي بل من منطلق طائفي، فبدأوا بالحديث عن إصلاحات ثم عن تعديلات لتصل الأمور الى المراهنة على اسقاط النظام خلال اسبوع ومن ثم اسابيع فأشهر، الى ان بدأوا يتحدثون عن حرب أهلية… ولكن هذا التفكير يبقى في باب الأمنيات".
… ورعد يشيد بالخطوات الإيجابية في سورية
بدوره، رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن الوضع في سورية يشهد خطوات متسارعة نحو نقل سورية الى مرحلة إصلاحية لكن تحت سقف الخيار الوطني والقومي باتجاه استخدام الخيارات الوطنية والقومية.
 

السابق
تعمد السفر!!
التالي
لن يبصر النوم ..