خطاب نصر الله: ردّ عنيف يفاجىء قوى 14 آذار… والقوات تردّ اليوم ؟!

اختار الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله أن يدمغ مهرجان إحياء ذكرى استشهاد قادة المقاومة، بإعادة التأكيد على ثوابت "حزب الله"اللبنانية والسورية والعربية، مشرعاً يديه للحوار الداخلي غير المشروط، ناصحاً فريق الرابع عشر من آذار بعدم الاستعجال في قراءة المشهد السوري، مشدداً على بقاء الحكومة الميقاتية ضمانة للاستقرار، متفادياً أي ذكر للمحكمة الدولية تمديداً لبروتوكولها أو لما يقال عن قرار اتهامي جديد سيصدر عنها، أو حتى في سياق الرد على دعوة سعد الحريري للحزب لإجراء مقاربة جديدة لهذا الملف.

إذ دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إلى "حل سياسي في سوريا والبحرين ومصر والعراق والبحرين ولبنان، وأن نضيع الفرصة على الإسرائيلي"، معتبرا أن ما أقدم عليه الرئيس السوري بشار الأسد من إصلاحات "لم يقدم عليه أي ملك أو أمير أو شيخ في أي نظام عربي"، متهما الأميركيين بأنهم يريدون "تدمير سوريا والعراق". واتهم نصر الله قادة المعارضة اللبنانية بـ"زج لبنان في أتون الحرب" من خلال "ربط مصير لبنان بسوريا"، داعيا إياهم إلى الوقوف على الحياد، وعدم تهريب السلاح إلى المعارضة السورية، معلنا في المقابل قبوله "حوارا غير مشروط معهم" ردا على دعوتهم إياه إلى تسليم سلاح الحزب.

رأت "النهار" ان كلمة السيد بالامس هي اعنف هجوم على قوى 14 آذار منذ عام 2005، وان يكن قرن هذا الهجوم تكراراً بابداء استعداده لحوار من دون شروط ، مؤكدا نفيه القاطع لأي علاقة لـ"حزب الله" بالتفجيرات التي حصلت في الهند وجورجيا وتايلاند قائلا: "ثأرنا لدماء الحاج عماد مغنية ليس في مجندين أو ديبلوماسيين اسرائيليين وسيأتي يوم نثأر فيه لعماد مغنية ثأرا مشرفا". 

واعتبرت "الجمهورية" ان تخصيص الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله حيّزاً واسعاً من خطابه أمس، للردّ على المواقف التي أطلقت في مهرجان "البيال"، وإصراره على عدم تجاهل هذه المناسبة، يدلل إلى أنّ نصر الله تقصّد الردّ في محاولة لإعادة التوازن إلى المشهد السياسي الذي شعر بأنه اختلّ جرّاء المتحوّل السوري


اما "الاخبار" فقد اعتبرت ان السيد ردّ بتهكم وسخرية، على خطابات البيال في 12 الجاري إذ رأى ورأى انه «يجب ان يكون لدى قوى 14 آذار منهج، ولا سيما أن لدي معياراً واحداً أتطلّع من خلاله الى ليبيا ومصر وسوريا وكل الدول، ولكن أرونا معياركم الواحد، وتذكروا أنه قبل نحو سنة خطبت عن موضوع الثورات والبحرين، وقامت قيامة قوى 14 آذار، فسعد الحريري (الله يشفيه ويعافيه) يومها هجم علينا». وقرأ تصريحاً للحريري منشوراً حينذاك في صحيفة «النهار» اتهم فيه حزب الله بـ«زج لبنان في خضم التحركات ببعض البلدان العربية الشقيقة"، واعتبر «موقف حزب الله وجهاً آخر لتصدير الانقسام والفتنة»، ورأى أن «التضامن مع الشعوب العربية شيء وصب الزيت على الخلافات العربية شيء آخر، ولبنان لن يكون جسراً تعبر منه الخلافات الى اي بلد عربي شقيق». وطالب نصر الله بمقارنة «هذا الكلام بخطابات البيال»، متسائلاً: «أين المنطق، لماذا تقاتلون بالمال وبالسلاح وانتم كلكم في 14 آذار متورطون في تسعير القتال في سوريا».
وذكّر بأنه "عندما اعتُقل أخ عزيز لنا في مصر وتم وضع ملف اسمه خلية حزب الله في مصر، قامت الدنيا في 14 آذار ولم تقعد، وقالوا إن حزب الله يزج لبنان في الصراعات"، وأخذ شاهداً آخر "كلام الحكيم (جعجع) الذي قال حينها إن هذه الواقعة لا يمكن ان تمر عرضياً في اي دولة مهما كانت النيات حسنة، كما انه أي حزب يجب الا يسمح لنفسه بمخالفة قوانين الدول الأخرى»، وسأل نصر الله: «هل قوانين سوريا تسمح لك بأن تدخلوا السلاح وتحريض السوريين على بعضهم؟". 

ورأى نصر الله أن "أمام الإسرائيلي اليوم تهديدات كبيرة لكن أمامه فرصا.. هم يقولون إن الفرصة الوحيدة أمامهم في مصر أن ينتخب رئيس جديد ويقوم تحالف مع الجيش لتعطيل إرادة الشعب وإلا الفوضى.. أيها المصريون في كل فوضى واضطرابات مذهبية في مصر فتشوا عن الإسرائيلي والأميركي، في العراق أيضا فرصته الفوضى بعد أن فشل الأميركي في البقاء هناك، يتحدث عن فرصة في سوريا بإسقاط النظام".

اما على الصعيد الجكومي فقد تجنب السيد نصر الله الدخول في الازمة الحكومية، لكنه أقرّ بضعفها، فهذا شأن الحكومات في لبنان، الا انه جدّد التمسك بها، مثنياً على فضلها في حفظ الاستقرار، وقال: "نحن لسنا إلغائيين ولا إقصائيين، نحن مع الحوار ولكن بلا شروط، خيار اللبنانيين النقاش في ما بينهم، نحن مع الاستقرار السياسي والامني في البلد وأيضاً نحن مع استمرار الحكومة ومعالجة نقاط ضعفها، وحفاظها على الاستقرار ايجابية كبيرة وتستحق ان يحافظ عليها».

ومن المتوقع أن يرد جعجع على نصر الله في الاحتفال الذي تقيمه "القوات اللبنانية" اليوم لاعلان شرعتها الحزبية الجديدة، قال منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد معلقا على خطاب نصر الله: "انتظرنا منه جوابا عن عرض فريق 14 آذار ان يعود "حزب الله" الى الدولة بشروط الدولة، وهي التعاون مع المحكمة الدولية بتسليم المتهمين وتنظيم تسليم السلاح ليكون في كنف الدولة. لكن الجواب أتى ملتبسا فلم نفهم هل يريد أو لا العودة الى الدولة بشروطها، أم انه يريد استمرار الانقسام السياسي الذي يتمحور على سلاحه".
وأضاف: "في الشكل لم نعتد لجوء السيد نصر الله الى اهانة الناس وهذا لا يليق به وبمركزه. واذا كان مؤمنا فعلا فليتذكر ان لا شجرة مهما علا رأسها تصل الى ربها".

السابق
الانوار: نصرالله يقبل الحوار دون شروط مسبقة ويهاجم 14 اذار
التالي
لا.. لن يستمر النزف إلى الأبد