الشرق: ميقاتي: غير مقبول ان يختصر بعضنا في شخصه شركاء الوطن وكأنه يحمل عنهم وكالة حصرية

تحولت مناسبة الاحتفال بانتهاء أشغال ردم المرحلة الأولى من مشروع توسيع محطة المستوعبات على الرصيف، في مرفأ بيروت، الى طرح مجموعة مواقف سياسية لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي شدد على ان "الاستقرار الذي ننشده ليس فقط استقراراً أمنياً، بل هو أيضاً استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي، ما يعني ان هذه المسؤولية ليست حكراً على من هم في السلطة بل كذلك من هم خارجها".
رسائل سياسية
ولفت رئيس الحكومة في كلمته خلال الاحتفال الحاشد وفي حضور وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي وشخصيات سياسية وإدارية ونقابية وأمنية، الى "أهمية توازن السلطات" في إشارة منه الى الخلافات التي أدت الى تعليق جلسات مجلس الوزراء، وشدد بالتالي على ضرورة "احترام الدستور كي لا يتحول الى وجهة نظر وعندها سلام على الدولة ومؤسساتها".
قال: "ان منطق الأمور هو أن نؤمن أولاً بمفهوم الدولة، وثانياً أن نعمل باخلاص وأمانة على رفعتها، وثالثاً أن نعرف كيف نساهم في ايصال أفكارنا وتطلعاتنا وملاحظاتنا أيضا لتتفاعل مع آراء الاخرين ومواقفهم ونظرتهم، ذلك ان الشراكة الوطنية الحقيقية لا تكون بالفرض او بالرفض او بالاثنين معا، بل بالاقناع والاقتناع والقبول بالرأي الاخر … نعم ايها الاخوة، قد تختلف الرؤية أو تتضارب التفسيرات، لكن الأهم هو أن نلتقي جميعاً على تحصين كاسر الموج الذي يقف حائلاً أمام أيّ ضرر يصيب وطننا أو يؤذي سلامته ويعرّضه للاهتزاز والضياع".
وأكد انه "من غير المسموح لأي منا أن يشكّل في لحظة ما، ثغرة تنفذ منها الأمواج العاتية لتضرب وطننا. ومن غير المقبول استطراداً، ان يعتبر بعضنا انه يختصر في شخصه او تياره او حزبه، سائر شركاء الوطن وانه يحمل عنهم وكالة حصرية مطلقة يتصرّف بها كما يشاء وحيثما يشاء. لقد قام لبنان ولايزال على قواعد وأسس لا يمكن اليوم او في اي زمن آخر، تبديلها او تغييرها بارادة احادية، فالتوافق الوطني ليس شعارا نتغنى به ساعة نشاء او نجعله شرطا عندما نكون بحاجة اليه، ثم ننكره ونحاول إسقاطه ساعة تنتفي تلك الحاجة او نبدّل في خياراتنا والقناعات".
وقال: "لقد دفع وطننا الكثير ثمن الرهانات الخاطئة، وآن الاوان لنصوب على الاهداف التي تحقق نهضة البلاد وتطورها، بدلا من توجيه السهام الى الجسم الوطني فنعرضه لشتى المخاطر والارتدادات".
حماية للمؤسسات
وتابع ميقاتي: "ما حصل في الايام الماضية على الصعيد الحكومي لم يكن، ولن يكون، تهربا من مسؤولية، او تفاديا لاتخاذ قرارات يفترض بحكومتنا ان تتخذها، بل بالعكس ما حصل هو حماية للمؤسسات الدستورية التي يجب ان تبقى فوق المناكفات والخلافات السياسية وللافساح في المجال امام تصحيح واقع اذا استمر، لا سمح الله، سيؤدي الى مزيد من الضياع. من هنا فان اي معالجة للوضع القائم حالياً لا بد ان تأخذ في الاعتبار إنتظام عمل المؤسسات الدستورية وتعاونها وإحترام قراراتها، ولتكن ممارستنا للديموقراطية التي نتغنى بها، تجسيدا لشراكة وطنية حقيقية لا لبس فيها او استعلاء او تهميش او استئثار".
وقال: "لقد نجحنا حتى الان، في ابقاء السفينة اللبنانية التي نبحر فيها جميعا، بعيدة عن الامواج العاتية، وحققنا ما حفظ توازنها، فلماذا يحاول البعض منا تعطيل محركاتها حتى يختل توازنها وتجنح حيث لا يريد اللبنانيون واشقاؤهم والاصدقاء؟ ألم نتعلم بعد من دروس الماضي، ونتعظ من عِبره؟ وهل يريد البعض ان يكرر تجارب اليمة يرفض اللبنانيون تكرارها من جديد ؟ من جهتنا، نحن مصممون على متابعة المسيرة،مهما اشتدت العواصف وحُجبت الرؤية، ذلك اننا نعتمد على بوصلة تحركها سواعد الطيبين من ابناء هذا الوطن الذي لن نجد له مثيلا او نرضى بغيره بديلا، بوصلة ستقودنا حتما الى شاطىء الامان! وختم ميقاتي ثقوا بان الارادة الوطنية الواحدة ستبقى الاقوى ، تماما كما ستبقى بيروت، البوابة التي يعبر منها الخير والتقدم والازدهار للبنان ولكل دول المشرق والمغرب على حد سواء".
وكانت كلمة في مستهل الاحتفال لرئيس مجلس إدارة استثمار مرفأ بيروت المهندس حسن قريطم شرح فيها طبيعة المشروع. ثم تحدث الوزير العريضي الذي حذر الجميع من فكرة تدمير الدولة لغايات ومصالح سياسية وشخصية   

السابق
الحياة: بري يعتبر عدم توقيع الوزير هرطقة: كيف لا يُلزم بمهلة أُلزم بها رئيس البلاد؟
التالي
البناء: نصرالله : أليس غريباً اصطفاف أميركا والغرب والعرب المعتدلين و القاعدة لإسقاط سورية ؟