البلد يقشط

كثيرون كانوا يلاحظون تلك التشققات في مبنى فسوح في الأشرفية ولا شك انهم كانوا يتوقعون انهياره بين يوم وآخر.
عمر مبنى فسوح من عمر الاستقلال أي انه ولبنان صنوان واحد أنهار والثاني تزداد في جدرانه التشققات، أي أنه آيل للسقوط.
يختلف الوضع جزئياً ونسبياً فقط إذ ان عدد ضحايا المبنى كان أقل مما كان متوقعاً، فقط لانهم كانوا في أشغالهم، لكن لبنان إذا أنهار سيكون عدد الضحايا كارثياً.
صحيح ان نسبة كبيرة من اللبنانيين في المغتربات والمهاجر ولكن العدد الباقي في الداخل سيكون كافياً لجنازة كبرى.

واضح طبعاً كم ينطوي هذا الكلام على تشاؤم لا يمكن إنكاره ولكن القفز عنه سيتسبب في مزيد من التورط في الجريمة.
ليس أبسط من الدلالة هل صحة هذا الافتراض أكثر من الكلام الذي بات علنياً وعادياً عن "فتنة شيعية ـ سنّية" يجري التداول فيها يوماً بعد يوم.
وليس من الفطنة، الاندفاع والمشاركة في ترداد معزوفات وأغاني الوحدة الوطنية. تلك مسألة تجاوزها الزمن وباتت بالية وسخيفة.
إذاً ما هو الحل؟ الخوف كل الخوف ان الحل الداخلي بات صعباً ويقال الكثير ان الأطراف الداخلية تراهن الآن على انتصار أو انكسار الثورات في هذا البلد العربي أو ذاك.
المشكلة الداخلية تتفاقم ووجهاء القوم فينا يغذونها بإرادتهم أو غصباً عنهم ومع ذلك ثمة تساؤل كبير عن حكماء لبنان: أين هم؟
سألت كبير من كبارنا هذا السؤال، نظر اليّ طويلاً، تنهد وقال: ما بقى في كبير بهالبلد.
  

السابق
لا.. لن يستمر النزف إلى الأبد
التالي
الانباء: استهداف قادة الموساد يطغى على خطاب نصر الله وجنبلاط يؤكد الحاجة إلى طائف جديد بين السنّة والشيعة!