ملاحظات على خطباء مهرجان البيال

شكّلت رسالة "المجلس الوطني السوري" التي تلاها منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد علامة لافتة في الاحتفال بالذكرى السابعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في "البيال" أول من أمس.
ولم يطرأ أي جديد في مواقف الخطباء من "حزب الله" وسلاح المقاومة، مع حرص الرئيس سعد الحريري في كلمته على تحييد الطائفة الشيعية عن اغتيال والده وحصره المسؤولية بالمتهمين الأربعة ودعوته السيد حسن نصر الله الى تقديمهم للعدالة على قوس المحكمة الدولية.
ولم تشأ جهات نافذة في الطائفة التعليق على خطاب الحريري، الذي سيلقى الردّ ولكن ليس بطريقة مباشرة من نصر الله نفسه اليوم في ذكرى اغتيال القيادي عماد مغنية الذي تحوّلت صوره عند جمهور هذا الحزب "ايقونات" تعلق في المنازل وعلى صفحات كتب التلاميذ ودفاترهم المدرسية.
وكان من المتوقع في احتفال "البيال" حضور الأزمة السورية بكل فصولها على ألسنة الخطباء، مع تمييز أظهره رئيس حزب الكتائب، الرئيس أمين الجميل قياساً بالمتحدثين الثلاثة الآخرين. وثمة من لمس من جانب 8 آذار "نقاطاً مدروسة" في خطاب الجميل الرافض "اقحام لبنان بما يجري في سوريا".وعند "تشريح" مضمون الكلمات التي ألقيت، سأل قيادي في الأكثرية من كان برفقته بعد ساعة على الانتهاء من الاحتفال: "رسالة المجلس الوطني السوري كتبها واحد من ثلاثة، روسي أو صيني أو لبناني، هل تعرفون اسمه؟"
أراد السائل من هذا الكلام قول ما لم يعلنه "أي أن الرسالة مكتوبة بـحبر لبناني" وأن هذا الأمر جرى تنسيقه مع قيادة "المجلس"، سواء في باريس أو في اسطنبول.
وعندما سمع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أصداء هذا التعليق على الرسالة ردّ ضاحكاً: "المقصود هنا (النائب السابق) سمير فرنجيه".

ولم يشأ جنبلاط التعليق على هذه الرسالة وما تضمنته من مواقف.
وأوضح لـنا انه "كان من الأفضل ان يحضر الى بيروت قيادي في المجلس الوطني السوري ويلقي كلمة مباشرة أمام الحضور بدل أن يتلوها فارس سعيد. هذا رأيي".
من جهة أخرى، لا يرى جنبلاط ان كلمات الخطباء مختلفة في مضمونها عما قالوه العام الماضي، ما عدا تطورات الحدث السوري.
وفي المناسبة، لم يشاهد جنبلاط وقائع الاحتفال كاملة، لكنه في المحصلة يعتقد أنه جرى تكرار الكلام نفسه عن سلاح "حزب الله"، وان بوتيرة أخف عن الاعوام السابقة.
وبعد مشاهدته المقابلة التلفزيونية للحريري على "المستقبل"، والاستماع الى كلمته في الاحتفال أخذ يسأل: "وماذا بعد؟".

ويضيف: "المطلوب في النهاية ان نقعد سوا"، في اشارة منه الى "ضرورة التئام طاولة الحوار مجدداً واحضار ملفات الموضوعات الداخلية الشائكة والتي ازدادت تعقيداً بعد تطورات الأزمة السورية".
ولا يخفي جنبلاط انه كان يفضل ابقاء احياء الاحتفال في حدود ذكرى الحريري واستشهاده. ويبدو أن خطاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لم ينل اعجابه، ولذلك لم يتردّد في وصفه بـ"الشعبوي" ولا سيما عند تركيز الأخير على "اخفاقات الحكومة" التي وفرت له مادة دسمة يصوّب من خلالها على تخبط الرئيس نجيب ميقاتي وأفرقاء الحكومة.
ويستدرك جنبلاط في معرض نقده لرئيس حزب "القوات اللبنانية" بقوله ان البعض في الحكومة ساعد جعجع في هجومه اللاذع على الحكومة.
وتعليقاً على خطاب جعجع الذي يدرس بعناية اختيار جمله ومواقفه عادة، سألت جهات على علاقة بالنظام السوري منذ أعوام عدة "كيف يتمكن الرجل من حفظ اسماء المدن والبلدات السورية وتوجيه التحيات، وبدا كأنه يتحدث أمام وفود من بلدات بشري والشوف وشرق صيدا؟".  

السابق
26 الجاري الاستفتاء على الدستور السوري الجديد.. واشنطن تهزأ وسويسرا تقفل سفارتها
التالي
ترجمة إلكترونية فورية لخطابات 14 شباط