سلحوا المعارضة السورية.. الآن

هذه رسالة لكل «أصدقاء الشعب السوري» مفادها سلحوا المعارضة السورية.. سلحوها الآن، ولا تكتفوا بالقول بأن التسليح من ضمن الخيارات، فالوقت الآن ليس وقت معاتبة الصين، كما فعل بالأمس الرئيس الأميركي، ولا وقت البحث عن «الثمن» الروسي، بل هو وقت وقف العدوان الأسدي، وهذا لا يتم إلا بالتسليح، طالما أن أحدا لا ينوي التدخل لوقف آلة القتل الأسدية.

فلليوم الحادي عشر على التوالي تقصف حمص بلا رحمة من قبل قوات الطاغية، وليست حمص وحدها الواقعة تحت العدوان، بل حماه كذلك، وإدلب، وبالأمس تم قمع أجزاء من دمشق، وبأرتال من الجنود، هذا عدا عن القتل في حلب، التي لا تزال بعيدة عن دائرة اهتمام الإعلام. تسليح المعارضة السورية بات مطلبا ملحّا ليس لإشعال الحرب الأهلية، بل من أجل حماية المدنيين العزل، فالحرب وقعت، ومن أشعلها هو نظام الأسد، وطوال أحد عشر شهرا، نتج عنها مقتل قرابة الثمانية آلاف سوري، هذا عدا عن آلاف الجرحى والمفقودين، فما الذي ينتظره العالم؟ فالدول المعنية تعلم بأن النظام الأسدي روج الأسبوع الماضي أنه سيقوم بسحق الثورة في موعد أقصاه السبت، ومر الموعد دون أن يفلح في ذلك، واليوم يردد أنه يحتاج قرابة أربعة أيام أخرى لفعل ذلك، والواضح أنه لن يستطيع فعل ذلك، ولذا فإن طاغية دمشق يستخدم كل ما بيده من قوة عسكرية لتدمير حمص، ومعاودة ارتكاب المجازر بحماه، وغيرها من المدن، فما الذي ينتظره العالم؟

ولذا، فإن على أصدقاء الشعب السوري اليوم المباشرة بتسليح المعارضة، فالجيش الحر مثلا، هو جزء من المعارضة، وبحاجة للسلاح من أجل التصدي لعنف طاغية دمشق، كما أن تسليح المعارضة من شأنه مساعدة الجنود المنشقين، فلا جدوى من انشقاقهم دون أن يكون لديهم أسلحة، كما أنه من العبث القول بأنه لا توجد «بنغازي» سورية لكي يتم تسليح الثوار السوريين، فهذا الأمر غير صحيح، فحمص مدينة محررة، ولذا فهي محاصرة اليوم وتقصف، ومثلها الزبداني، وغيرها من المناطق، لكن لم يهب أحد لنجدتها بالسلاح مثلما حدث في ليبيا، حيث كانت هناك عمليات تسليح ساهم بها الغرب، وعبر «وسطاء»، وذلك تجنبا للإشكاليات القانونية ببعض الدول الغربية.
وعليه، فالوقت الآن ليس وقت الحديث عن توحيد صفوف المعارضة، أو خلافه، بل إنه وقت تسليح المعارضة، ولسبب بسيط جدا، وهو أن العدوان الأسدي على المدنيين العزل بات وحشيا أكثر من أي وقت مضى، وبات الناس يقتلون بدم بارد، حيث لا فرق بين طفل أو عجوز، والعالم يتفرج للأسف! بل ونجد من يتحدثون عن خشية «التدخل الخارجي»، متجاهلين أنه أمر واقع اليوم، فعندما تدعم إيران الأسد بالرجال والسلاح، ويتواطأ حزب الله مع الطاغية، وتقوم موسكو بدور المفاوض للأسد دوليا، فماذا يمكن أن نسمي ذلك؟ أوليس هذا هو التدخل الخارجي؟
خاتمة القول هي أنه على كل من هو حريص على السوريين، من العرب والغربيين، أن يشرع بتسليح المعارضة الآن، وليس غدا.
  

السابق
تدريب عسكري مشترك مع الجيش في الناقورة
التالي
احباط محاولة لإغتيال ايهود باراك خلال زيارته سنغافورة