خطر التعرّي…!!!

 توالت الاحداث السياسيه السريعه في منطقه الشرق الاوسط و تحديدا المنطقه العربيه في السنوات الاخيره وصولا الى ما يعرف "بالربيع العربي", و كانت سنة 2011 سنه أطاحت بالعديد من الرؤساء العرب "الديكتاتوريين",…هي "الديكتاتوريه" و "الديكتاتور" ألم نسمع بهذه العباره من قبل !! .. بلا هي "الديكتاتور" الكلمه الفاتحه في الحرب على العراق لاحلال الديمقراطيه و نزع أسلحة الدمار الشامل سنة 2003.

و اذا كانت سنة 1798 التي حملت غزو نابليون بونابارت الى مصر,هي السنه المفصل في تاريخ العرب الحديث , فان سنة 2003 هي السنه المفصل في تاريخ العرب الحالي و المستقبلي.

فبعد اطاحة اولى معاقل الديكتاتوريات العربيه بالتدخل العسكري الاميريكي المباشر في العراق و ما يحمله العراق من رمزيه في قلب و جغرافيا و تاريخ العرب,تتالت سنوات الاستنزاف الاميركي في العراق حتى أواخر سنة 2011 التي أفلت مع افول الجيش الاميركي من العراق، هذه السنوات شهدت حركه و اقبال ملفت لبرامج و مشاريع الدعم الاميريكي لتعزيز مفاهيم الديقراطيه و حقوق الانسان في المنطقه العربيه و على اثرها تم تأسيس العدد الكبير من الجمعيات في البلاد العربيه تبنت الشعارات المطروحه كبرامج عمل على اساسها تتم تمويل المشاريع و تمكن العديد من الشباب العرب من الالتحاق بهذه الجمعيات او الحصول على دورات مكثفه منها حول مفاهيم الديمقراطيه ووسائلها وسبلها.

و ترافق هذا السياق مع تطور وسائل الاعلام الحديثه في العالم و تحديدا وسائل الاتصال الاجتماعيه عبر الانترنت التي عززت اواصر التواصل في العالم و منه العالم العربي وفتحت سبل الحوار و التلاقح الفكري و الثقافي المحلي و الدولي و شهدنا معها قيام نقله نوعيه في المفاهيم الاعلاميه لاسيما بروز مفهوم صحافة المواطنه او المواطن.

و اذا كانت الحمله الفرنسيه على مصر1798 قد حملت المطبعه التي حققت الصدمه للعقل العربي و جعلته يدرك و بكل جديه أن هناك عالما متقدما وان الواقع العربي واقع متخلف لا بد له من مخرج نهضوي و هو ما دفع العقل العربي الى تلمس طريق النهضه,فان ثورة وسائل الاتصال الحديثه و ما حملته من مفاهيم و رؤوى و نماذج غربيه في الحكم و السياسه و الثقافه و التقنيه و القيم و السلوك … قد صعقت بدورها العقل العربي و لا سيما الشاب منه، فكان عنصر الشباب بعنفوانه و ثورته، يثور على واقعه المعاش و ينتفض لكرامته و يتخطى كل الخطوط الحمراء المرسومه لتنجح ثوراته باطاحة اهم الديكتاتوريات و بات المشهد العربي محفوف بالكثير من المخاطر و الغموض الذي يلف مصير الثورات بعد نجاحها، فاما ان تتحقق نهضه عربيه جديده في كل المقاييس و اما العوده السلبيه عاى كافة الصعد الى الماضويه من الماضي او السلفيه، و اذا كان العقل العربي قد تعامل مع النهضه بانقسام محوره الاول عبر محاكاة الغرب و الاخذ بحضارته دون تفكير، و محوره الثاني عبر محاكاة الماضي و العوده الى الاسلام و الفكر الاسلامي, الى ان حسم الانقسام رجالات نهضويون حملو البعد القومي و الوطني بفكر ديني منفتح عملوا بجد من اجل النهضه و قدموا انموذجهم العربي النهضوي الاصيل و بهذا تحققت النهضه، فحاليا ان البلدان العربيه تحتاج الى عقول و جماعات نهضويه تتبنى مفهوم الدوله المدنيه و ارساءه بمعناه الكامل و تعزيز مفهوم المواطنه الذي يصهر كل المواطنين بانتماءاتهم المختلفه و تعمل بجد على الاستفاده من نتائج الثورات الحاليه و تظهيرها في اطر تخدم قيام نهضه عربيه حقيقيه بمفاهيم ديمقراطيه محليه و ليست مستورده او معلبه و نابعه من ثقافة و هوية هذه المنطقه و بعقل ديني منفتح, لان المشهد الثوري العربي الحالي قد افضى الى وصول جماعات اسلاميه جل انجازاتها انها كانت جماعات منظمه استفادت من الثورات الشعبيه غير المنظمه للوصول الى الحكم و هي بالتالي تحمل رؤوى و مشاريع مجتزأه لانها لا تعكس كل الهويات العربيه الى جانب اوضاع اقتصاديه مهترئه تهدد تجاربها في الحكم, و اذا ما افضت هذه التجارب عن فشل في الحكم يخشى ان يكون مصير العقل الثوري الصدمه و العوده الى الماضويه او السلفية.

باختصار العقل العربي حاليا بحاجه الى موائمه بين الطموحات المبتغاة و الواقع الموجود و قراءته بصوره عصريه و موضوعيه تعكس ثقافة المنطقه الحاليه بعناوينها المختلفه دون اجتزاء لتحقيق ديقراطيه عربيه من انتاج محلي و الا ستتعرى المنطقه ثقافيا من هويه جامعه لتقع في الهويات المتناحره و المتقاتله و انفصام الذات الواحده لاننا حاليا لم نخرج بعد من اطار الصدمه , الصدمه التي اختصرتها فتاة من ثورات العرب الحاليه , التي وقف عقلها عاجزا عن الاختيار بين حرية الغرب الجنسيه و ملاءات العرب الدينيه فكان مصيرها التعري … 

السابق
14 وليس 8 ؟!
التالي
محاموا الدفاع ادوا اليمين امام المحكمة الدولية