فالنتين مصر بلاغناء

في الوقت الذي انتشرت فيه الهدايا «الحمراء» على استحياء في المتاجر المصرية، وفي أيدي العشاق، يأتي عيد الحب (الفالنتين) في العالم ومصر، اليوم هذا العام من دون حفلات غنائية في حال شبيهة في العام الماضي عقب ثورة 25 يناير، حيث ألغيت في الأيام الأخيرة جميع الحفلات التي كان من المقرر إقامتها وتم الاتفاق عليها قبل أن تحدث موقعة استاد بورسعيد، وذلك رغم أن عدد الحفلات التي كان من المقرر إقامتها كان ضئيلا نتيجة لاستمرار حالة القلق والخوف من الإقبال على هذه الحفلات بسبب الأحداث الذي تشهدها البلاد والظروف الأمنية الصعبة.
الوسط الفني المصري، شهد إلغاء حفلة الفنانة آمال ماهر، التي كان من المقرر إقامتها في أحد فنادق القاهرة بعد نجاح ألبومها الجديد «أعرف منين»، والتي اعتذرت عن إحيائها بعد كارثة استاد بورسعيد، وأعلنت الحداد، كما اعتذرت عن حفل آخر في التوقيت نفسه خارج مصر.

واعتذر أيضا المطرب اللبناني وائل جسار عن الحفل نفسه الذي كانت تشاركه في إحيائه المطربة آمال ماهر بسبب الظروف نفسها، وعلَّق على هذا القرار قائلا: «الفنان الحقيقي هو من يشعر بنبض جمهوره الذي منحه الكثير وينتظر منه مواقف رائعة في اللحظات الصعبة».
وأجل المطرب عمرو دياب حفل عيد الحب أيضا حزنا على عشرات الشباب الذين تساقطوا دون أدنى ذنب، وكان من المقرر أن يحيي عمرو حفل عيد الحب في استاد الهوكي في مجمع الصالات في استاد القاهرة.
وأكد المطرب محمد حماقي أنه ألغى حفل عيد الحب الذي كان من المقرر أن يقام في «العين السخنة» اليوم حزنا على شباب مصر.
وأشار إلى أنه لن يقوم بإحياء حفلات في هذه الفترة، لكونه غير قادر على الغناء بسبب كل ما يحدث في مصر، كما أنه عاش لحظات عصيبة بعد مباراة المصري والأهلي في بورسعيد التي راح ضحيتها العديد من أبناء مصر.
وأجلت الفنانة اللبنانية نيكول سابا حفلها في أحد الأندية الخاصة في مدينة 6 أكتوبر ـ جنوب غربي القاهرة ـ مشيرة إلى أن ما يحدث في مصر لا يجعلها تستطيع الوقوف على خشبة المسرح، وهناك أمهات يبكين على أولادهن، وهي مواطنة عربية مهمومة بكل ما يحدث في شتى أنحاء الوطن العربي.
وتم تأجيل عدد من حفلات ساقية الصاوي في حي الزمالك، منها حفل المطرب أحمد سعد، كما تم تأجيل حفل الفنان والموسيقار عمر خيرت في دار الأوبرا المصرية.
متعهد الحفلات خالد الشافعي صرح بأن إلغاء حفلات عيد الحب هو أمر طبيعي حدادا على أرواح الشهداء وضحايا كارثة استاد بورسعيد، وهذا هو العام الثاني على التوالي الذي يتم فيه إلغاء حفلات عيد الحب، حيث تم إلغاؤها في العام الماضي نتيجة أحداث ثورة 25 يناير.

ووافقه في الرأي منظم الحفلات أحمد غانم، الذي قال إن كارثة بورسعيد لم تؤثر سلبا على الحفلات الفنية فقط وإنما أثرت على جميع الأنشطة والمجالات الأخرى.
ففي الوقت الذي يعتذر فيه غالبية الفنانين عن إحياء حفلاتهم سواء كانوا مصريين أو من جنسيات أخرى، تضامنا ومشاركة في الحداد على ضحايا بورسعيد، بجانب توتر الأوضاع في مصر بسبب ذكرى قيام الثورة، أحيا الفنان العراقي نصير شمة حفلة ليلة الفالنتين مساء أمس على خشبة مسرح جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا في مدينة 6 أكتوبر، وحفله السنوي الذي اعتاد تقديمه بمناسبة عيد الحب.
نصير برر إصراره على إقامة الحفل وعدم إلغائه بأنه يهديه لكل شهداء مصر وتونس وإلى كل من يعاني الآن من الموت والقتل والتهجير، وإلى شعب سورية بعربه وأكراده وسريانه وإلى كل الأعراق التي تؤمن بالإنسان.
وأشار نصير لـ «الراي»، إلى أن «هذا الحفل سيكون عبارة عن رسالة حب منه إلى الدم العربي الذي يسقي الآن أرض حمص، وإلى شعبه العراقي، ورسالة حب إلى كل إنسان يناضل من أجل كرامته وحريته وإنسانيته، رسالة من الإنسان إلى الإنسان».
  

السابق
ذكراه لن تموت
التالي
3333 دولاراً لأطول قبلة