ذكراه لن تموت

لا يستطيع أي لبناني إلاّ أن يتذكر المرحوم الشهيد الكبير رفيق الحريري، ليس فقط للطريقة الارهابية البشعة التي اغتيل بها، ولا لأنه كان رئيس حكومة، بل أيضاً لأنّ الرئيس الشهيد كان، وقبل كل شيء، إنساناً يتمتع بأعلى درجة من درجات الانسانية ،المحبة، السمحاء، الحضارية، الملتزمة الحريات العامة والفردية المشبّعة بالديموقراطية.

لا نستطيع أن ننسى رفيق الحريري لأنك كيفما توجهت والى أي مكان تنتقل، ترى أعماله أمامك شاهدة على شخصيته الإعمارية الإنمائية من المطار الى الطرقات الى الجسور الى المدارس الى المستشفيات الى الملاعب الى المدينة الرياضية… الى كل ما له صلة بالحضارة الانسانية، بالعلم… نعم بالعلم والمبنى الذي شيّده لوزارة التربية ليكون صرحاً يعبّر عن حقيقة شعوره واهتماماته بالعلم، ليس فقط أنّ 35 ألف طالب جامعي تخرّجوا من جامعات أميركا وأوروبا كذلك بمحاولة مساعدة جميع طالبي العلم في لبنان.

وعلى الرغم من مرور 7 سنوات على اغتيال الشهيد الكبير نرى «الربيع العربي» يتقدّم يومياً، ابتداء الربيع الذي أورق من الدماء الزكية لحظة اغتياله.
لولا اغتيال الرئيس لما خرجت سوريا من لبنان ولما نفذ القرار 1559 الصادر عن مجلس الامن الدولي الذي سرع وتيرة إصداره الإصرار السوري على التمديد لاميل لحود… وهو القرار الذي أجبر سوريا على الانسحاب… هذا الانسحاب الذي استعجله تنفيذ الاغتيال الارهابي المجرم.

ومن ثم جاء «الربيع العربي» بدءاً بتونس مروراً بالقاهرة وصنعاء فطرابلس الغرب… تلك العواصم التي قالت فيها الشعوب كلمة الحرية والكرامة.

فمن كان يصدّق أنّ كل هذه الديكتاتوريات وكل هؤلاء الحكام الظالمين الذين بقوا في الحكم 40 و30 و20 سنة سيزاحون عن كراسيهم… ولكن إرادة الشعوب حرّكتهم وأزاحتهم عن الكراسي، وأزالت بعضهم من الوجود، ودفعت بعضهم الآخر أمام المحاكم.

أمّا أخيرهم، وهو الذي يدّعي وحلفاءه أنهم ممانعون، فإنّ يومهم آتٍ، وهو قريب… وقريب جداً. وإنّ غداً لناظره قريب.  

السابق
حمادة: الحرية التي استشهد من أجلها الحريري اجتاحت ساحات العرب وهي عائدة الى بيروت
التالي
فالنتين مصر بلاغناء