باقٍ

يصادف اليوم الثلاثاء عام 2012، الذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في عملية تفجير بلغت زنتها الف وخمسماية كيلوغرام من مادة تي.أن.تي السريعة الانفجار.
وفي هذا اليوم يستعيد اللبنانيون، من كل الطوائف والمشارب ذكرى هذا الكبير الذي ملأ حياته الدنيا وشغل الناس، ويستعيدون معه انجازاته الكبيرة في اعادة إعمار لبنان ووسطه التجاري الذي هدمته حرب الآخرين في لبنان، وفي حقل التنمية البشرية المستدامة، حيث تبنى من ماله الخاص، تخصيص ما لا يقل عن خمسة وثلاثين الفاً من شباب لبنان في جميع الاختصاصات، وفي اعظم واعرق الجامعات في الغرب، وفي الولايات المتحدة الاميركية.
وفي هذا اليوم يستذكر اللبنانيون من كل الطوائف والمشارب، ممن آمنوا بنهجه المعتدل، وسياسته التوافقية، وبعده القومي والانساني، هذا الرجل العظيم الذي جعل من لبنان الذي كان منسياً بعد اكثر من خمس عشرة سنة من الحروب الاهلية، وحرب الآخرين به وعليه، قبلة العالم، وجنته، التي يلجأ اليها سعياً وراء الراحة والجمال والمكان الحسن.

في مثل هذا اليوم ينحني اللبنانيون من كل الطوائف والمشارب، من آمنوا بإنجازاته وسياسته ومن انتقدوها، احتراماً لهذه الشخصية الفريدة التي قدمت كل هذه التضحيات ليبقى لبنان ويعيش وطن الآخاء والتسامح والتسامي، وطن المحبة والديمقراطية والاعتراف بالآخر واستهدف من اجل كل ما آمن به وعمل من اجل تحقيقه.
في مثل هذا اليوم يرفع اللبنانيون، من كل الطوائف والمشارب، ممن آمنوا به وبنهجه وطريقة عمله، ومن لم يؤمنوا ولم يعجبهم نهجه وطريقة عمله رؤوسهم عالياً فخاراً به، وبتضحياته من اجل لبنان سيداً حراً مستقلاً يتعامل مع الدول الشقيقة والصديقة بالند للند، لا يرضخ لأي ارادة خارجية، ولا يتنازل عن حقه المشروع في ادارة شؤونه بنفسه، وقطع اي يد تريد التدخل في شؤونه الداخلية وتقسيمه الى احزاب وشيع متناحرة، يسهل السيطرة عليها، والتلاعب بمصائرها كما كان الحال في الفترة التي حكم فيها لبنان والتي بسببها كان استشهاده.

في مثل هذا اليوم يستعيد اللبنانيون من كل الطوائف والمشارب ذكرياتهم مع انجازات هذه الظاهرة في شتى الحقول الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، وفي حقل التنوير الذي كان هدفه الأسمى، وكان شغله الشاغل ليجعل من بلده منارة العالم في الحداثة والثقافة والثبور والنمو المستدام، وبقي يعمل بجد وجهد ليل نهار حتى ساعة استشهاده لكي يكتمل مشروع الحداثة والتطور والتقدم في كل المجالات والنشاطات.
كان الشهيد الكبير الذي فجرته ايادٍ مجرمة وعقول عماها الحقد والحسد والضغينة، وقلوب مجبولة بالشر والكراهية لكل وطني مؤمن ببلده، ومصمم على ان يضعه في مصاف الدول المتقدمة الحديثة.
انها ذكرى استشهاد رجل لبنان وحبيب لبنان ومنقذ لبنان وصانع استقلاله الثاني، ومطلق الربيع العربي.
  

السابق
رهانات واهمة
التالي
إيران والحاج: إنه الأسطورة