النهار: المهرجان تحالف المعارضتين اللبنانية والسورية

فيما تهدد أزمة تعليق جلسات مجلس الوزراء وتصاعد السجالات الحادة بين بعض قوى الاكثرية الحكومة بمزيد من الشلل الى حد فرض واقع تصريف أعمال مقنّع، ينتقل المشهد السياسي اليوم الى الضفة المعارضة مع احياء قوى 14 آذار الذكرى السابعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في مجمع "البيال" مع ما يمكن ان تطلق خلاله هذه القوى من مواقف تتصل بالوضع الداخلي والأزمة السورية.
ومن المقرر ان يكون الخطباء الرئيسيون في الاحتفال الذي يقام في الرابعة بعد الظهر الرئيس امين الجميل والرئيس سعد الحريري الذي يطل عبر شاشة عملاقة ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. اما العلامة الفارقة في المهرجان، فهي ابراز صوت لـ"المجلس الوطني السوري" الذي يمثل قوى المعارضة السورية والذي سيكون حاضراً من خلال موقف حرص منظمو الاحتفال على التكتم على شكله ودعوا الى التركيز على مضمونه باعتبار انه سيكون "مدوياً" كما توقعت مصادر في قوى 14 آذار.
ومن غير ان تجزم بحضور مسؤول او ممثل للمعارضة السورية، أبلغت المصادر "النهار" أن موقف "المجلس الوطني السوري" يعود الى مرجعية تتمثل في رسالته المفتوحة الى الشعب اللبناني في 25 كانون الثاني الماضي وجواب الامانة العامة لـ 14 آذار عنها في الأول من شباط الجاري، وفيهما تأكيد للربط بين تضحيات الشعبين اللبناني والسوري في وجه نظام الرئيس بشار الاسد والتزام احترام سيادة لبنان واستقلاله وعدم ربطه بقضايا أكبر مما يحتمل في مواجهة العالم العربي وكذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل من البلدين والعلاقة الندية على قاعدة الديموقراطية والتعددية والتنوّع في كل منهما.
ولم تخف مصادر 14 آذار انها ترى في احتفال "البيال" اليوم اعلاناً لتحالف سياسي بين المعارضتين اللبنانية والسورية، معتبرة ان هذا الموضوع سيرخي بثقله على الوضع اللبناني على وقع تسارع التطورات في سوريا بل سيكون ضاغطاً في المدى المنظور على حلفاء النظام السوري ربما اكثر من موضوعي المحكمة الخاصة بلبنان والسلاح غير الشرعي.

 الحريري: النظام الجديد
وفي اطلالته التلفزيونية مساء امس عبر محطة "تلفزيون المستقبل" عشية ذكرى 14 شباط، أعلن الرئيس سعد الحريري من باريس انه سيطلق اليوم مبادرة جديدة، موضحاً ان موقف قوى 14 آذار "هو مع الحوار الجدي لمصلحة البلد ولمصلحة اللبنانيين". وقال إن "الحوار هو حول السلاح والسلاح والسلاح". وأكد انه كان في صدد العودة الى بيروت لولا حادث كسر ساقه، معلناً عزمه على العودة، نافياً ربط هذه العودة "بسقوط النظام السوري". واذ اعرب عن اقتناعه ان هذا النظام "انتهى وسيسقط"، وصف الموقف الروسي من دعم النظام بأنه "خطأ". وأضاف: "يجب ان يعرف حلفاء سوريا في لبنان ان الشعب أهم من النظام ولقد وقف هذا الشعب مراراً مع لبنان". ورأى انه "لا يمكن الوقوف على حدة تجاه المجازر التي تحصل في سوريا والمشكلة في سوريا هي مشكلة الحرية والنأي بالنفس ليس موقفاً اتخذه".
ولاحظ ان "لبنان يضع نفسه اليوم في عين العاصفة وعندما يسقط النظام السوري أين سيكون الشعب السوري من قرار لبنان بالنأي بالنفس؟". وأوضح ان "أي نظام (جديد) سيأتي في المستقبل في سوريا لن يحاسب اللبنانيين لاننا موجودون، واذا سقط النظام ستكون هناك فرصة حقيقية للبنان بأن تكون هناك علاقة اخوية مع الديموقراطية الجديدة في سوريا". وشدد على ان "مشروعنا هو لبنان أولاً وعندما يسقط النظام السوري الجميع سيريدون لبنان أولاً". ورفض "تكرار أخطاء الآخرين بالاستقواء بالنظام السوري ونفوذه".
وأسف الحريري لكلام الامين العام لـ"حزب الله" عن المال السياسي وقال: "يتهموننا بالمال السياسي بينما السيد نصرالله قال إنه منذ 1982 يتلقى حزبه المال من ايران، فماذا عن الجزء السياسي من هذا المال وماذا عن القوانين التي تمنع ذلك؟". واعتبر أن نصرالله "يأخذ البلد الى مكان لا يريده وانا كنت حذرته عام 2006 من أن أي محاولة لخطف اسرائيلي ستجعل المجنون ايهود (أولمرت) يقيم حربا، وهذا الكلام كنت سمعته من الرئيس جاك شيراك وأبلغته للسيد نصرالله". وكشف ان الرئيس فؤاد السنيورة يجري حوارا مع الحلفاء في شأن قانون الانتخاب، ووصف النائب وليد جنبلاط بأنه "صديق لا أنسى ما فعله بعد استشهاد رفيق الحريري". وقال عن العماد عون إنه "أضاع العديد من الفرص لجمع المسيحيين".

الجميّل وجعجع
الى ذلك، علم ان كلمة الرئيس الجميل في الاحتفال ستتركز على وحدة قوى 14 آذار والدعوة الى تغيير الوضع الحالي وتأييد الثورات العربية على قاعدة الشرعة التي وضعها الجميل.
أما كلمة جعجع فتتضمن "مقاربة وجدانية حول الرئيس رفيق الحريري وتأكيدا للتحالف بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل لتحقيق كل الاهداف المشتركة". وسيوجه جعجع تحية الى "نضال مقاومة الشعب السوري" وسينتقد كل من يقف في وجه الشعوب تحت شعار "المقاومة والممانعة"، كما سيحدد معالم العلاقات اللبنانية – السورية في المرحلة المقبلة. وسيكرر دعوته "حزب الله" الى الانخراط في مشروع قيام الدولة.

ميقاتي
في غضون ذلك لم يطرأ جديد على الازمة الحكومية، في حين بدت الرسالة التي تسلمها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي من الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون في شأن التمديد ثلاث سنوات للمحكمة الخاصة بلبنان والمؤرخة الثالث من شباط بمثابة إحراج جديد للحكومة يرجح معه ان تبقى الرسالة من دون جواب مما يمرر التمديد تلقائيا بقرار من الامين العام للأمم المتحدة.
وامتنعت دوائر قصر بعبدا أمس وكذلك الرئيس ميقاتي عن الرد على الهجوم الحاد الذي شنه العماد ميشال عون على الرئيسين سليمان وميقاتي. غير أن مصادر سياسية مطلعة أوضحت لـ"النهار" ان هناك تحركا بعيدا من الاضواء يهدف الى جس النبض لايجاد بعض القواسم المشتركة التي يمكن ان تؤسس لوساطة، ولكن أي شيء ملموس لم يتبلور بعد في هذا الصدد.
ولم يشأ ميقاتي الرد على الكلام الاخير للعماد عون واكتفى بالقول لـ"النهار" امس: "لن أرد ولن أدخل في سجالات مع احد وأترك للرأي العام ان يحكم وأدعو البعض الى احترام عقول الناس والى القليل من التواضع".
وعن الموعد المحتمل للجلسة المقبلة لمجلس الوزراء قال ميقاتي: "فور توافر الأجواء الملائمة التي ينبغي أن تسود مجلس الوزراء". وسأل "لِمَ الجلسات ما دامت القرارات التي تصدر عن مجلس الوزراء لا تنفذ"، في اشارة الى امتناع وزير العمل شربل نحاس عن توقيع مرسوم بدل النقل. وأضاف: "يتحدثون عن التصويت؟ لقد كانت نتيجته في الجلسة التي عقدت في 18 كانون الثاني الماضي 19 على 10 (في موضوع فصل بدل النقل عن صلب الراتب وفق القانون) فلمَ لم يلتزم الوزير المعني النتيجة؟ ولماذا يقبل وكتلته بالتصويت عندما يكون لمصلحة وجهة نظره؟ وأبدى ميقاتي ارتياحه الى نتائج زيارته لفرنسا وخصوصا من حيث "تفهم مواقف لبنان من مختلف التطورات الاقليمية والدولية". كما أبدى ارتياحه الى المواقف التي أعلنها الجميع من انتشار الجيش في طرابلس والشمال عقب الاشتباكات الاخيرة في محيط باب التبانة – جبل محسن.  

السابق
الشرق: هل من الممكن رؤية قوات ردع لبنانية داخل الاراضي السورية… قرار إرسال قوات عربية – دولية الى سوريا جدّي ولكن السلطة ستستغل فترة صدوره لتحسين مواقعها لوجستيا
التالي
حزب الله: انفجار نيودلهي وجورجيا التفافة من إسرائيل لنقل ازمتها الداخلية الى حدودها مع لبنان