اللواء: الحريري: حزب الله غدرني والحوار معه مرتبط بمصير السلاح

أكد الرئيس سعد الحريري «أن النظام السوري انتهى»، داعياً «المعارضة السورية إلى الوحدة والدول العربية إلى تقديم الدعم المالي واللوجستي لها».
كلام الرئيس الحريري جاء في مقابلة تلفزيونية مطولة على قناة «أخبار المستقبل» عشية الذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أجراها من منزله في العاصمة الفرنسية باريس، هي الأولى له منذ مغادرته لبنان.

وقال الرئيس الحريري: «لست شخصاً ينأى بنفسه وموقفي واضح في ما خص الثورة السورية»، و(الرئيس السوري بشار) «الأسد يقتل شعبه كما قتل القذافي شعبه، وما يجري في سوريا هو ما جرى في ليبيا، فلِمَ نتخذ موقفاً مغايراً عن الذي أخذناه في ليبيا مثلاً؟ ذهبت في الموضوع الليبي الى اقصى ما كان يمكنني اتخاذه حين كنت رئيس حكومة تصريف أعمال، أنا كنت صادقا من اجل مصلحة لبنان، ولكن الاسد كان كاذبا والمحكمة ستكمل عملها ولا يمكن لاحد ايقافها».
ورأى: «النظام السوري انتهى، واتمنى اتحاد المعارضة السورية وهذا ما يجري حالياً، يجب تقديم الدعم الانساني واللوجستي والعرب وصلوا الى مرحلة انه بعد مبادرة بعد مبادرة النظام لا يقدم شيئاً».
هناك بعض الاجهزة التابعة للنظام السوري تقتل الشعب ونرى انشقاقات للدفاع عن المدنيين «كل شوي بيطلعولنا» ان ثمة قاعدة في عرسال او في الشمال، فليكذبوا في مكان آخر، وثمة محاولة من قبل النظام السوري لتصوير ان ثمة اقليات في سوريا، لكن المشكلة في سوريا هي التحرر من هذا النظام».

أضاف: «لا يمكننا الوقوف صامتين امام ما يجري في سوريا من مجازر والشعب السوري انتصر لانه نزل وهو يقول «سلمية» ويريد الحرية، النظام يواجه بالمدافع لكن مهما استخدم هذا النظام فالشعب سينتصر».
وقال: «ما اريده ان يكون «تيار المستقبل» تياراً يتم انتخاب كل المسؤولين فيه من دون زعل الخاسرين، قد نكون أخطأنا لكن المهم هو عدم اعادة الخطأ. عودتي ليست مرتبطة بسقوط النظام السّوري».
واشار الحريري الى ان «لبنان يضع نفسه اليوم بعين العاصفة وعندما يسقط النظام السوري اين سيكون الشعب السوري من قرار لبنان اليوم بعملية النأي بالنفس؟ كنا نفتخر بالسير بالاجماع العربي فلماذا اليوم لا نسر بالاجماع العربي؟».
وعن الموقف الروسي قال: «يجب ان تنظر روسيا بطريقة اخرى الى الاجماع العربي وموقفها سيضعها في مكان لن يعجبها في المستقبل ونتائج هذا الموقف لن تكون في مصلحتها اذ ان النظام في سوريا سيتغير وستحل الديمقراطية هناك، هل يظن احد ان الدماء التي تهدر ستذهب سدى؟»، لافتاً أن «من الممكن تغيير الموقف الروسي، ونشكر روسيا على مواقفها مع لبنان، فيما يخص المحكمة والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان».
 وأكد أن (المملكة العربية) السعودية «لم توقف يوماً مساعداتها للدولة اللبنانية وليس لأطراف معينة فيها، ونحن في «تيار المستقبل» مررنا بمشاكل مالية، ولسنا بعيدين عن الأزمة العالمية، عالجنا الأمور واصبحت وراءنا، هناك تلفيقات كبيرة وجرى حديث عن أن مقري في باريس لم يعد موجوداً، المال السياسي موجود لدى «حزب الله»، وليس لدينا بل نحن عملنا واجتهدنا».

وقال: «نصر الله يأخذ البلد الى مكان لا يريده اللبنانيون، وهو وضع بنداً جديداً بأنه يحدد متى تسقط الحكومة، انا لست ساعياً للسلطة، يتهموننا بالمال السياسي بينما كلام السيد نصر الله مؤسف عن المال السياسي، يتهموننا بالمال السياسي بينما السيد نصر الله قال انه منذ 1982 يتلقى حزبه مالاً من إيران، فماذا عن الجزء السياسي لهذا المال، وماذا عن القوانين الا تمنع ذلك؟ رفيق الحريري كان يصرف من جيبه».

المحكمة الدولية
وعن المحكمة الدولية قال الحريري: «هناك متهمون في اغتيال الرئيس الشهيد، لهم الحق في الدفاع انفسهم، طالبنا بتسليم المتهمين لتجري محاكمتهم، لأن من قتل رفيق الحريري استفاد اقليمياً، قد يكون هناك ادوات لكن هناك اشخاص يقفون وراءهم، لن ادخل في موضوع المتهمين، لأن الناس يجب ان تعرف انه لا يمكن أن تكون طائفة المتهمين متورطة ويجب ان يتصرف الجميع وفق ذلك».
أضاف: «المحكمة اصدرت قراراً اتهامياً، ونتمنى على المتهمين تسليم انفسهم، نحن في 14 آذار مهددون، وكنت في 7 أيار في بيروت ولم اهرب، انا «راجع» وسأعود قريباً، لكن التهديد موجود، فمن قتل رفيق الحريري أو بيار الجميل يمكنه قتل سعد الحريري، اضافة الى اسباب عدة أخرى، هناك عوامل عدة وتطورات مرت في هذه المرحلة وحين يكون الوقت مناسباً سأعود، هذا وعد وعهد للجميع انني سأعود قريباً الى بيروت، التهديدات موجودة في بيروت وخارج لبنان، وهناك امور اكثر من ذلك في المرحلة السابقة منعتني من العودة، اعرف ان الغياب طال، وكنت سأعود لكن الآن فعلاً تعرضت لحادث كبير، لكن في اقرب وقت سأكون في بيروت وهذا قرار عندما أشفى».
وقال: «صبرنا كبير وانتظرنا ليحصل اتهام من المحكمة الدولية ونحن لم نختر طريق الثأر بل طريق العدالة وفي النهاية نريد ان يعلم الناس ان من يرتكب جريمة كاغتيال الحريري وكل شهداء ثورة الارز، وان معاقبة القتلة ستحصل، ولا احد يحاول ان يستقوي على العدالة وأنصح المتهمين بتسليم انفسهم لأن هناك دفاعاً والعدالة ستتحقق».

نصر الله ومال إيران
عن قول نصر الله ان الحزب سيفكر بقراره اذا ضُربت ايران: كأنه ليس هناك رئيس جمهورية ولا طقم سياسي لاتخاذ القرار اذا ضُربت ايران، السيد حسن نصر الله يأخذ قرارا بأخذ البلد الى مكان لا يريده البلد، وانا كنت حذرت السيد نصر الله عام 2006 ان اي محاولة لاختطاف اي اسرائيلي ستجعل المجنون نتانياهو يقيم حربا وهذا الكلام كنت سمعته من شيراك وابلغت السيد نصرالله به، لن يستطيعوا ان يمحوا سعد الحريري او رفيق الحريري».
وكشف أن الرئيس فؤاد السنيورة «يجري حواراً مع الحلفاء حول قانون الانتخاب، يجب ان يجمعنا قانون الانتخابات لا ان يفرقنا، افهم الهواجس ويجب ان نرى اين مصدر المشكلة ولا اعتبر ان قانون الانتخاب هو المشكلة».
وقال: «لسنا نحن من أوقف الحوار الوطني، وليس في الوقت الذي يريده الشخص يطالب بالحوار وحين لا يريده يرفض ان يحصل، لسنا ضد الحوار، ولسنا من خرج من الحوار، ولكن يجب ان يكون الحوار حول السلاح وهذا الامر ليس مرتبطاً بالطائفة الشيعية، واذا حصل اجتياح لبنان إما ننتصر سويا او نخسر سوياً».
وعما يجري في مدينة طرابلس، أكد الحريري أن « النأي عن النفس ليس موقفا اتخذه انا، وما يحصل في طرابلس أمر مُفتعل»، متوجها بالقول للطرابلسيين: «لا تسحموا لاحد بأن يبعد الانظار عن الثورة السورية، وهناك محاولة لتضييع البوصلة ولا يجب ان نسمح بذلك».
وقال: «الناس ثارت لأنه خلال 40 سنة حصل قمع وخاصة للاسلاميين ولذلك هؤلاء وصلوا اليوم الى السلطة، وكلامنا في «تيار المستقبل» صريح حول الاعتدال، وما يريحنا في المشهد الحالي ان الناس ذهبت الى صناديق الاقتراع واختارت بنفسها، واذا لم تُلب مطالبها فبعد 4 سنوات ستغير اختياراتها، نحن كتيار المستقبل وكقوى 14 آذار نؤمن بالمناصفة وباتفاق الطائف، وبكل مبادئ رفيق الحريري، لدينا برنامج ويجب ان ننفذه، والديمقراطيات ستتطور».
وقال الحريري: «لا اتصالات مع نبيه بري، ووليد جنبلاط صديق ولا انسى ما فعله بعد استشهاد رفيق الحريري، اخالفه بالكثير من الامور، وميشال عون اضاع العديد من الفرص لجمع المسيحيين حوله».

غياب عن الضريح
وختم الحريري بالقول: «رفيق الحريري استشهد لأجل بلده ولم اكن اتمنى ان اكون بهذا الموقع وكنت اتمنى لو رفيق الحريري ما زال بيننا ولكن الامر حصل وكان يجب ان يكمل احد المسيرة ووقع علي الاختيار ولست انسانا جبانا وكان يجب ان اكمل المسيرة، رفيق الحريري ومشروعه كان آملا للبنان وهو خسارة كبيرة للعائلة ولكن اكمال المسيرة ربح كبير للبنان، آسف لأني لا استطيع ان اكون على الضريح غداً (اليوم)، الله سيحاسب المجرمين على ما قاموا به، واذا اردنا ان نرى مقاومة حقيقية فلنرى ما يقوم به الشعب السوري، على ماذا تدافعون عن النظام السوري؟ نحن كعائلة تحملنا الكثير». 

السابق
البناء: السعودية تُسوّق للحملة العربية – الغربية ضدّ سورية بعد سقوط ورقة قطر!
التالي
الحريري: من قتل والدي يخرج من سوريا اليوم… ويهددني !!