الشرق: هل من الممكن رؤية قوات ردع لبنانية داخل الاراضي السورية… قرار إرسال قوات عربية – دولية الى سوريا جدّي ولكن السلطة ستستغل فترة صدوره لتحسين مواقعها لوجستيا

يمكن اعتبار موقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اشارة جادة على التحول في موقف موسكو من الأزمة السورية، حيث بدأ الروس فعلاً ببحث اقتراح الجامعة العربية الذي حمله وزير خارجية الامارات ويقضي بإرسال قوات عربية – دولية مشتركة لحفظ السلام.
دمش والقرارات
وعلى رغم ان دمشق رفضت رسمياً قرارات الجامعة العربية، لكنها لن تستطيع رفض القرار المحتمل من مجلس الأمن في حال وافقت روسيا والصين عليه.
وهكذا قد نشهد في الأيام المقبلة سيناريو جديد للأزمة السورية.
وسيدور النقاش، في حال صدر قرار عن مجلس الأمن حول عدد القوات وتجهيزها وتمويلها ونوعية الأسلحة ومهمتها بالتحديد والتفصيل والى أي دول تتبع.
رفض أية قوة خليجية
سوريا ستحتفظ بل قد ترفض أية قوة خليجية لأسباب معروفة، وسترفض قوات مصرية وليبية وعراقية ومغربية وأردنية الخ… وفي هذه الحال فإن خياراتها محدودة. اذ لن يبقى أمامها سوى السودان وربما موريتانيا وجزر القمر ولبنان، لكن الأخير غير وارد على الاطلاق.
تخيلوا قوات ردع لبنانية في سوريا!
وفي حال بدأ البحث بالقوات الدولية، فإن قوات العالم كله لا ترضي السلطة السورية، ربما باستثناء البرازيل وسيريلانكا والهند ونيكاراغوا، فهذه الدول غير معنية مباشرة بالأزمة السورية.
مجلس الأمن والدول المشاركة
وإذا كان قرار اختيار القوات العربية – الدولية المشتركة ليس عائداً الى سوريا فإن مجلس الأمن مضطر الى الأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل لاختيار الدول التي ستشارك، أولها موافقة أصحاب العلاقة. فالأميركيون والأوروبيون سيرفضون بالتأكيد لأن دخولهم الى الأراضي السورية يحمل مخاطر جمة، كما ان دخول الروسي والصيني على خط هذه القوات لن يريح المعارضة السورية بطبعه الحال، بسبب موقف الدولتين من الأزمة.
كل ذلك يصب في خانة الافتراض ويعتمد على إشارة من وزير الخارجية الروسي.
الموضوع السيىء
والسيىء في الموضوع ان قرار مجلس الأمن المفترض سيحتاج الى وقت لتبنيه والى مشاورات تبدأ ولا تنتهي حول كل كلمة وحرف ونقطة وفاصلة.
وبين انتهاء المشاورات وصدور القرار سيسقط مئات الضحايا وسيتواصل العنف داخل سوريا ربما بشكل أقسى لأن السلطة السورية ستستغل هذا الوقت لتحقيق مكاسب لوجستية على الأرض.  

السابق
الانوار: الحريري يشن حملة على النظام السوري وحزب الله لسنا نحن من اوقف الحوار الوطني
التالي
النهار: المهرجان تحالف المعارضتين اللبنانية والسورية