حمص الصامدة بوجه الفيتو

حمص الأبية الصامدة المجروحة, حمص تغتصب من قبل نظام كافر ليس لديه رحمة إلا للعدو الإسرائيلي. الدبابات التي نراها على شاشات المرئيات ليست في شوارع الجولان بل في المدن السورية وتحديدا ً في شوارع أطراف حمص وحيها الجبار "حي بابا عمرو" الذي سيبقى موصدا ً أمام كتائب و"شبيحة" الأقزام في النظام الأسدي الكافر, وهؤلاء القتلى الذين نشاهدهم على الشاشات في حمص ليسوا إرهابيين كما يدعي إعلام النظام بل هم أطفال ونساء وشيوخ وشباب سوريون قتلوا في منازلهم.

هذا النظام البعثي الفاشل حتى في الكذب الإعلامي المرئي يحاول أن يقنع العالم بأن كل ما يقع في مدينة حمص من حوادث قتل ومجازر جماعية وليدة ُ مؤامرات خارجية تحاك ضده وهو لا يعلم ان العالم أجمع لا يصدق إعلامه الكاذب, حتى النشرات الجوية, متبعِا ً أسلوب النازيين بالمقولة الشهيرة للألماني بول غوبلز في عهد هتلر "أكذب ثم أكذب ثم أكذب, فلا بد من أن يصدق الناس في النهاية".مدينة حمص التي تدكها راجمات الصواريخ والدبابات الروسية الصنع لعصابات الأسد, لن يثنيها "الفيتو" الذي استخدمته روسيا بوجه أهالي حمص والشعب السوري ككل, عن مقاومتها لنظام لا يحسن إلا إلقاء الشعر والشعارات في قتال إسرائيل وإلقاء الصواريخ وقذائف الدبابات الحارقة لقتل شعبه الأعزل.

ندين المندوب الروسي في الأمم المتحدة ومعه دولة روسيا الإتحادية اللذين استعملا حق النقض "الفيتو" وتناسيا أنه لولا الحرية التي أعطيت لهما في الثمانينات من القرن الماضي من قبل الولايات المتحدة الأميركية لبقي الدب الروسي راسخا ً تحت الحكم الشيوعي الشمولي في الإتحاد السوفياتي الذي يحاول الشعب السوري الآن التخلص من رواسبه التي ما زالت موجودة في سورية والمتمثلة بحزب البعث الحاكم الذي ما زال متأثرا ً بالشمولية والقمعية الشيوعية إبان حكم الإتحاد السوفياتي السابق المتخلف.
النظام الأسدي يستخدم القوة العسكرية المفرطة ضد شعبه وخصوصا ً في حمص لإستعجال الحسم مستقويا ً بحق النقض "الفيتو" المزدوج من قبل روسيا والصين, وهذا "الفيتو" هو بمثابة فرصة روسية قصيرة ومحدودة للنظام الأسدي لحسم الموقف سريعا ً لصالحه وإلا فإن الروس سيتخلون عنه سريعا ً لأن المصالح الروسية في المشرق العربي ستصبح على المحك, ليس هذا فحسب فالروس يعلمون أن الولايات المتحدة الأميركية قادرة مع حلفائها على التصرف تجاه النظام السوري سواء رضيت روسيا أم لم ترض, ولكن هذا "الفيتو" المزدوج من قبل روسيا والصين سيبقى وصمة عار عليهما لأنهما شريكان في قتل شعب أعزل ذنبه الوحيد أنه أراد الحرية والعيش بكرامة.  

السابق
تحليل سفراء ..
التالي
الشرق الأوسط: لبنان يقطع الطريق أمام محاولة ضمه لأصدقاء سوريا