الشرق: ميقاتي يشترط لاستئناف الجلسات الاتفاق مسبّقا على انتاجيتها

اشترط رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لاستئناف جلسات المجلس "الاتفاق مسبقا على انتاجيتها"، وقال في ختام زيارته رسميا الى باريس مساء السبت: "ما نأمله اليوم لتجاوز هذه الأزمة العابرة، هو أن يقتنع الجميع بأن مجلس الوزراء مكان للإنتاجية والعمل، وليس حلبة للمبارزة السياسية والمزايدة الانتخابية. وما نأمله ايضاً، هو أن تأتي الحلول عبر احترام الدستور وتطبيقه، وتفعيل المؤسسات، والشعور بالمسؤولية ودقة المرحلة، والحرص على التصدي للأولويات وحلّ المشكلات المزمنة والملفات الشائكة التي لم تعد تحتمل التأجيل (…)".
واعرب في خلال لقائه ابناء الجالية اللبنانية في استقبال اقامه السفير بطرس عساكر، عن خوفه على الاستقرار في لبنان، معتبرا ان عناصره ثلاث: الوضع في الجنوب ودور القوة الدولية والثاني الذي أصبح ثانوياً بعد دفع لبنان التزاماته للمحكمة الدولية، والثالث الآثار التي يمكن أن تتركها الحوادث في سوريا على لبنان، وفي هذا السياق السعي الى ابعاد الخلافات عن اللبنانيين".
وطمأن ميقاتي الحاضرين الى الوضع في لبنان، وقال: "(…) "نسعى بجهد وإخلاص الى إبعاد وطننا عن تأثيرات الاحداث الجارية حوله، والمحافظة على الاستقرار الداخلي، رغم دقة الوضع، في ضوء تسارع الاحداث وتطوراتها الخطيرة، والانقسام العمودي الحاد بين اللبنانيين حيال تلك المسائل وغيرها. سمعت الكثير من أسئلتكم ومعظمها تركّز على الواقع الحكومي. وإذا كان من كلمة أطمئنكم بها فهي أن التجاذبات القائمة حالياً باتت جزءاً من الواقع اللبناني، لكنها لا تغيّر شيئاً في عزمنا على العمل والانتاج، لتحقيق الأهداف التي يصبو اليها اللبنانيون، ومعالجة المشكلات والتشنجات التي يعانونها".
واوضح ميقاتي، في حوار في مقر اقامته مع الصحافيين اللبنانيين المعتمدين في فرنسا ان لقاءه مع الرئيس الفرنسي كان "ممتازا"، موكدا ان "ما يهمني هو حفظ الاستقرار في لبنان والوحدة اللبنانية، ارضا وشعبا، وابعاد لبنان عن اي خلافات (…)".
وعن الاتجاه لخفض عديد الكتيبة الفرنسية في "اليونيفيل" قال: ان وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه ابلغه "ان هناك قرارا في الاسابيع المقبلة بخفض عديد القوات الفرنسية العاملة في الجنوب، وان هذا القرار ليس سياسياً بقدر ما هو مرتبط بخفض النفقات".
وسئل عن موضوع جورج عبدالله فقال: "اكد لي رئيس الحكومة الفرنسية الفصل بين السياسة والعدالة في فرنسا، وانه سيحيل الموضوع على القضاء المختص للنظر فيه".
وكرر ردا على سؤال انه "مقتنع بموقفه ويقوم بمهماته كاملة، وشرطي لاستئناف جلسات مجلس الوزراء هو الاتفاق المسبق على انتاجيتها. لا يجوز عندما تتعطل انتاجية مجلس الوزراء ان تحمل المسؤولية لرئيس مجلس الوزراء، كما لا يجوز ان يطالب البعض بالتصويت على قرارات، فيما قرارات اخرى اتخذت بالتصويت ولا تنفذ. لنبدأ بتوقيع مرسوم النقل وبعدها لكل حادث حديث. في النهاية سنتوصل الى حل معين، ورغبتي ان نعود الى عقد جلسات منتجة لمجلس الوزراء لا ان تكون جلسات شكلية، واعتقد ان الأمور ستسير بشكل سليم. واكد انه لم يتطرق الى التمديد لبروتوكولات المحكمة الدولية مع المسؤولين الفرنسيين "علما اننا تلقينا رسالة من الامين العام للأمم المتحدة في هذا الصدد، ونحن نتشاور في المسألة. ورأينا في الموضوع استشاري، لكن القرار في يد مجلس الامن".
وكان ميقاتي التقى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، في حضور السفيرين بطرس عساكر ودوني بييتون. وافاد المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة ان جوبيه ابدى تفهمه لموقف لبنان، خصوصا في الموضوع السوري، مثنياً على جهوده "لأن الوضع في المنطقة العربية ليس سهلا". وايد دعم الجيش اللبناني لتمكينه من القيام بمهماته في حفظ الامن والاستقرار.
وأبدى ميقاتي ثقته بأن فرنسا ستبقى وفية للمبادئ و"لن تسمح اطلاقا بالاساءة الى لبنان". وقال: "لم يسبق ان اثر اي خلاف او نزاع على العلاقات بين بلدينا، ولن يؤثر اطلاقا (…)".
زيارة الحريري
وكان ميقاتي استقبل في مقر اقامته المدير العام لشركة "توتال" الفرنسية كريستوف مارغري، فالسفير عساكر يرافقه وفد من السفارة. وعاد الرئيس سعد الحريري في منزله بباريس ظهرا مطمئنا الى صحته بعد الجراحة التي اجريت له اخيرا.
ومساء امس، عاد ميقاتي الى بيروت.  

السابق
الأنوار: عون يتهم رئيسي الجمهورية والحكومة باقامة حلف جهنمي ضدنا
التالي
السفير: الوزراء العرب يطلبون التدخل العسكري الأجنبي في سوريا السفير: الوزراء العرب يطلبون التدخل العسكري الأجنبي في سوريا الوزراء العرب يطلبون التدخل العسكري الأجنبي في سوريا