البناء: سيناريو جديد لعرب أميركا في القاهرة والظواهري ينضمّ الى الجوقة

مرّة جديدة تثبت الجامعة العربية أنها لم تعد موجودة أو أنها باتت مجرد أداة طيّعة في يد أعداء العرب وفي يد الولايات المتحدة الأميركية، التي ترعى وتقود الحملة المستمرة ضد سورية وشعبها، بسبب موقفها المقاوم والممانع في وجه العدو «الإسرائيلي».
هكذا خرج وزراء الخارجية العرب أمس ببيان أقل ما يقال عنه، إنه إعلان حرب على سورية وشعبها في الوقت الذي يدّعون فيه السعي للدفاع عن هذا الشعب.
مرة جديدة يحاول مجلس الجامعة العربية إعادة الكرة إلى مجلس الأمن، سعياً إلى تكرار المحاولة وتجاوز «الفيتو» الروسي والصيني لاستصدار قرار بغزو سورية، تحت عنوان طلب ما يسمى بقوات حفظ السلام العربية والأممية.
أبعاد المؤامرة
لم يكن ما صدر عن الجامعة العربية أمس مفاجئاً، لكن في الوقت نفسه ذهب هؤلاء الذين اجتمعوا في القاهرة إلى أبعد الحدود في الكشف عن هذه المؤامرة التي لا تستهدف سورية وشعبها فحسب، بل تستهدف الأمة من خلال محاولة نقلها من موقع إلى آخر، من الموقع الطبيعي في وجه العدو «الإسرائيلي» ومن معه إلى موقع الارتهان للإرادة الأميركية وبالتالي التصالح والاستسلام «لإسرائيل».
وكشف البيان العربي في الوقت نفسه، حالة الإرباك التي تعيشها بعض هذه الدول من خلال تكرار العبارات نفسها التي باتت مألوفة، كما كشف هشاشة ما يسمّى بالمعارضة السورية والتي هي في الحقيقة معارضات تحرك بـ«الريموت كونترول» عندما دعا هذه المعارضة إلى التوحد، وهو الأمر الذي حال دون اعتراف بعض الدول العربية بها، خشية من حدوث المزيد من التمزّق بين أطرافها.
استجداء التدويل
وفي الخلاصة، فإن المجلس الوزاري العربي جدّد أمس وهو ما كانت تنتظره الأوساط المراقبة، السعي لاستجداء مجلس الأمن مرة أخرى، باعتبار أن تدويل الأزمة السورية وطلب العدوان الخارجي هما الهدف الأول والأخير من الحملة التي تتعرض لها سورية منذ حوالى السنة.
سيناريو المؤامرة
ولوحظ أن «السيناريو» الذي أعد قبل اجتماع القاهرة بإيعاز أميركي وغربي، والذي جرى إخراجه في اجتماع وزراء الخارجية العرب عبر الثلاثي الأمين العام للجامعة نبيل العربي ووزيري خارجية السعودية وقطر، يستهدف مرة جديدة محاولة إخضاع سورية عبر ثلاثة أمور:
ـ الأول: محاولة العودة إلى مجلس الأمن لتشريع التدخل العسكري الأجنبي تحت عنوان ما يسمى «تشكيل قوة سلام عربية ـ دولية لحفظ الأمن»، وقد استُبق هذا القرار المشبوه بضغوط مورست على رئيس فريق المراقبين العرب محمد أحمد الدابي لتقديم استقالته تبريراً لقرار استقدام قوات أجنبية. وتؤكد مصادر عليمة في هذا السياق، أن هذا القرار الذي يحتاج إلى موافقة الحكومة السورية سيتحول إلى قوة تدخل أجنبية، بما يعني أن «الفيتو» الروسي والصيني سيكون حاضراً في مجلس الأمن لإسقاطه.
والثاني، لجوء وزراء الخارجية العرب تحت ضغط عرب أميركا من حكام الخليج ومعهم العربي إلى وقف التعاون مع ممثلي الدولة السورية. بعد ساعات من لجوء وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي إلى خطوة مماثلة تكشف أيضاً مدى تورط حكام الخليج في المؤامرة الأميركية ـ «الإسرائيلية» التي تستهدف سورية ومعها كل قوى المقاومة.
ـ والثالث التمهيد لما سمي عقد لقاء «أصدقاء الشعب السوري» في تونس لدعم ما وصفوه «المعارضة السورية»، وتالياً السعي لزيادة أعمال القتل والإرهاب التي تمارسها المجموعات المسلحة في سورية، وهو ما أشار إليه وزير خارجية السعودية في كلمته أمام المؤتمر بدعوته إلى دعم «المعارضة السورية» بكل الإمكانات، حيث لم تكن في المقابل كلمتا وزير خارجية قطر والعربي أقل تطرفاً وتآمراً على سورية.
وتلاحظ المصادر العليمة، أن هذه الكلمات ومعها بيان الجامعة العربية وقبلها ما صدر عن اجتماع وزراء مجلس التعاون الخليجي، تجاوزت أعمال الإرهاب والاعتداءات التي تمارسها المجموعات المسلحة.
واللافت في هذا السياق، كان أن تلاقت مواقف الجامعة وحكام الخليج مع ما صدر عن رئيس تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أمس من دعوته لزيادة رفع وتيرة الإرهاب داخل سورية، بما يوضح بشكل صريح مدى الترابط بين قوى المؤامرة المتعددة الأطراف، حيث لا يمانع من اجتمع في القاهرة أمس من أن تحكم «القاعدة» سورية، والمهم بالنسبة لهم إزاحة «كابوس» المقاومة للعدو «الإسرائيلي» وأي معارضة للمشروع الأميركي في الشرق الأوسط.  عمل عدائي
وكان مندوب سورية لدى الجامعة العربية السفير يوسف أحمد رفض هذا القرار جملة وتفصيلاً، مؤكداً ان سورية غير معنية بأي قرار يصدر في غيابها. واصفاً هذه القرارات بأنها تشكل خروجاً فاضحاً عن ميثاق الجامعة وعملاً عدائياً يستهدف أمن سورية واستقرارها.
تحفّظ لبنان
يذكر أن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور أعلن خلال اجتماع القاهرة عن تحفّظ لبنان على البيان الذي صدر عن الاجتماع.
وفي المواقف أيضاً، رد كل من نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ومفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون على تآمر اجتماعات القاهرة، فأكد المقداد «أن من يراهن على سقوط سورية إنما يراهن على الفشل وستبقى سورية قوية وصامدة بنهج الإصلاح الذي يقوده الرئيس الأسد، كما هاجم المفتي حسون في كلمته أمام حشود المشيعين لشهداء التفجيرين في مدينة حلب اجتماع القاهرة وبعض «العلماء» لممارسة القتل والإرهاب.
الأسد ومشروع الدستور الجديد
في هذا الوقت، واصلت سورية بقيادتها خطوات السياسة الإصلاحية فتسلم الرئيس بشار الأسد أمس، نسخة من مشروع الدستور الجديد من اللجنة الوطنية المكلفة إعداده، وهو الأمر الذي كان قد أكد عليه أمام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في زيارته الأخيرة إلى سورية، حيث ينتظر أن يجري استفتاء حوله في آذار المقبل.
وأعرب الرئيس الأسد عن تقديره للجهود التي بذلها أعضاء اللجنة لتحقيق هذه المهمة الوطنية، ودعاهم إلى تحمّل مسؤولياتهم كلجنة معدة لمشروع الدستور في شرح مواده للمواطنين بكل الوسائل المتاحة ليكون المواطن صاحب القرار النهائي بإقراره.
وأضاف الرئيس الأسد: إنه حالما يتم إقرار الدستور تكون سورية قد قطعت الشوط الأهم، ألا وهو وضع البنية القانونية والدستورية عبر ما تم إقراره من إصلاحات وقوانين، اضافة إلى الدستور الجديد للانتقال بالبلاد إلى حقبة جديدة بالتعاون بين جميع مكونات الشعب تحقق ما نطمح إليه جميعاً من تطوير لبلدنا يرسم مستقبلاً مشرقاً للأجيال المقبلة.
مواصلة التطهير
في موازاة ذلك، وعلى الصعيد الأمني، ردت سورية أمس على كل ما صدر عن الجامعة العربية عبر مزيد من الخطوات الأمنية لتطهير بعض المناطق من المجموعات المسلحة حيث أفيد عن استكمال تطهير بعض أحياء حمص ومنطقة الزبداني، في وقت تحدثت وكالة الصحافة الفرنسية عن مقتل عدد من الإرهابيين المنتمين إلى تنظيم القاعدة في عدد من المدن السورية والذين يعدون من أخطر الإرهابيين.
ضبط عملية تهريب سلاح عبر المصنع
في موازاة ذلك، وعلى الصعيد الأمني أيضاً، ضبطت مخابرات الجيش اللبناني أمس، سيارة على طريق المصنع عند الحدود اللبنانية ـ السورية محمّلة بالأسلحة والذخائر.
وفي التفاصيل، أن السيارة الرباعية الدفع من نوع (X5) والتي كان يقودها مجدي حمد أبو الهنا، كانت محمّلة بحوالى 20 قطعة من سلاح (كلاشنيكوف وبومب أكشن)، إضافة إلى 10 آلاف طلقة رصاص وعدد من الأجهزة اللاسلكية والخلوية المتطورة.
وأفيد أن مخابرات الجيش نقلت السيارة المضبوطة إلى ثكنة أبلح العسكرية في حين أوقفت أبو الهنا للتحقيق معه.
..وتطويق لفتنة طرابلس
تزامناً، نجح الجيش اللبناني ومعه معظم أبناء طرابلس والشمال بتطويق محاولات البعض لإحداث فتنة في طرابلس وإشغال الجيش عن مراقبة الحدود ما بين لبنان وسورية، للحد من تهريب السلاح وتسلّل المسلحين للانضمام إلى المجموعات المسلحة في سورية، بحيث بدا واضحاً محاولات بعض الأطراف نهاية الأسبوع لعرقلة الخطوات الأمنية للجيش في منطقة عكار من خلال اللجوء إلى تفجير الوضع الأمني ما بين باب التبانة وبعل محسن، في وقت أعلن الحزب العربي الديمقراطي أنه لم يرد على إطلاق النار الذي تعرّض له جبل محسن.
لا جديد حكومياً
على الصعيد المحلي، لم يطرأ في نهاية الأسبوع المنصرم أي جديد على الأزمة الحكومية حيث عاد الرئيس نجيب ميقاتي من زيارته الرسمية إلى فرنسا، وانشغل المسؤولون بالتطورات الأمنية وما جرى في طرابلس من اشتباكات افتعلها تيار «المستقبل» وأعوانه لإلهاء الجيش وتشتيت قواه خدمة لمشروع تصعيدي الذي يقوده هذا الفريق.
وقد نقل عن الرئيس بري مساء أمس أن إلهاء الجيش يهدف إلى حرفه عن مهمته الأساسية داعياً جميع اللبنانيين إلى الالتفاف حوله لحماية الأمن والاستقرار في البلاد.  

السابق
رجل لا يُنسى رجل لا يُنسى
التالي
فضيحة !!