مع عودة الرئيس نجيب ميقاتي من زيارته الباريسية، تعود الازمة الحكومية الى الواجهة، خصوصا وان لا خطوات عملية سجلت حتى الآن على صعيد المعالجة. وقد رد العماد ميشال عون مساء امس على التلميحات باقالة وزير العمل شربل نحاس او بتغيير حقيبته بعد رفضه توقيع مرسوم بدل النقل، وقال ان نحاس جزء من تكتل، واذا تم المس به تطير الحكومة كلها. وتحدث عن حلف جهنمي بين الرئيسين سليمان وميقاتي.
وكان ميقاتي اعلن خلال زيارته الباريسية انني مقتنع بموقفي وأقوم بمهامي كاملةً، وشرطي لاستئناف جلسات مجلس الوزراء هو الاتفاق المسبق على انتاجيتها. فلا يجوز عندما تتعطل انتاجية مجلس الوزراء أن تحمّل المسؤولية لرئيس مجلس الوزراء كما لا يجوز أن يطالب البعض بالتصويت على قرارات، فيما قرارات اخرى اتخذت بالتصويت لا تنفذ. لنبدأ بتوقيع مرسوم بدل النقل وبعدها لكل حادث حديث.
أضاف رداً على سؤال: في النهاية سنصل الى حل معين، ورغبتي في أن نعود الى عقد جلسات منتجة لمجلس الوزراء لا ان تكون جلسات شكلية.
حملة عون
وقد حمل عون في حديثه الى قناة الجديد مساء امس على رئيسي الجمهورية والحكومة، وقال: هناك حلف جهنمي بينهما لكي يقفا بوجهنا. واضاف ان لا علاقة لرئيس الجمهورية بالسلطة الاجرائية، وكما يعطلنا رئيس الحكومة، يمكن ان نعطله ونبقى بالحكومة.
وقال ان طريق العمل في الحكومة شاذة، وهناك مدرستان احداهما تقليدية اي شركة مساهمة ولديها زبائن، والاخرى وجود دولة ومواطن. وهناك صراع بين مبدأ الدولة والشركة.
واتهم رئيس الجمهورية بممارسة التشبيح وقال: انه يأخذ دور الوزراء بمساندة رئيس الحكومة. واضاف: عليهما ان يتشاركا بثرواتهما لا بثروة غيرهما. انا لا امد يدي على جيبة احد لاخذ 100 دولار، بل الجميع يمد يده الى جيبتي وصلاحياتي… رئاسة الجمهورية تأخذ موقعها الحقيقي عندما يمارس الرئيس صلاحياته وفقا للكتب وليس عندما يطفطف شوي على الشمال وشوي على اليمين.
وجدد عون القول ان الحكومة ليست حكومة حزب الله، متسائلا: رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليسا من 14 اذار؟ في الحكومة 12 وزيرا يصوتون بنهج 14 اذار، ورئيس الحكومة لا يغير شيئا بمن هم موجودون من 14 اذار.
جرائم موصوفة
وقال عندما تكون المخالفات كبيرة وضخمة على مستوى رئاسة الحكومة والجمهورية لا يمكن السكوت عنها. من نتكلم عنهم ارتكبوا جرائم موصوفة وعليهم دعاوى ويتم شلّ كل شيء حتى لا يتحرك أحد ضدهم. هذا موضوع قديم وهناك استمرارية وتمادي في الأخطاء المحافظ عليها رسميا من قبل الحكومة.
وهاجم الرئيس فؤاد السنيورة بعنف وقال: السنيورة رجل لا يملك أي صفة من صفات رجل الدولة، وملفاته سميكة جدا وندعوه للذهاب الى المحكمة، وهو يتهم الناس بصفات. فليقدّم وثيقة واحدة فيها ادانة، في حين أنه من جهتنا كل ملف وزارة المال يدينه. الفضائح بنص بيته ورأسه ودماغه وقلبه، ووجوده أكبر فضيحة موثقة.
وعن قضية وزير العمل شربل نحاس، قال: يقولون للوزير نحاس اخذنا قرارا، فقدم مشروعا غير شرعي حول النقل. قلنا لهم ان الاتفاق الرضائي فيه بند غير قانوني حول النقل، وقلنا ان تعويض النقل يجب ان يبقى رضائيا. واضاف: شربل نحاس جزء من تكتل، واذا تم المس به ستطير الحكومة كلها.
وقال: عندما يأخذ الثقة الوزير من البرلمان لا أحد يستطيع ان يبدّل له وزارته. يمكن ان يسقط الوزير في مجلس النواب ولكن لا يستطيع أحد أن يبدّل له حقيبته لا في مجلس الوزراء ولا حتى رئيس الجمهورية. أين حصانة الوزير اذا كنت تريد أن تضعه حاجبا لديك؟. عمل الوزير ان يحافظ على القوانين ويعمل على أساسها، لا أن يستجيب لك اذا رنّيت له الجرس.
