ميشال فرعون: حزب الله فقد الغطاء المسيحي بتراجع شعبية عون فلجأ الى بكركي

شدد النائب والوزير السابق في تيار المستقبل ميشال فرعون على ان قوى 14 آذار هي مجموعة عناوين ومبادئ وقيم. واليوم أثبتت الوقائع اكثر من اي وقت مضى انها هي الوحيدة الضامنة لسيادة واستقلال لبنان، وشعب قوى 14 آذار حتّم خروج الجيش السوري من لبنان.
واتهم فرعون قوى 8 آذار بتعطيل مؤسسات الدولة، وهذا يعتبر جريمة بحق البلاد والعباد، ودعا قياداتها الى العودة عن الاخطاء التي ارتكبوها كي لا تتحول الى خطايا بحق الوطن لا تغتفر.
ورأى فرعون ان القرار 1701 اسقط سلاح حزب الله وان العماد عون بعد تراجع شعبيته لم يعد يشكل غطاء مسيحيا لحزب الله ولذلك مشى الحزب في

الحوار مع بكركي. ونحن نعتبر بكركي ركيزة من ركائز لبنان الاساسية. واعتبر ان المناقشات والسجالات التي يشهدها مجلس الوزراء أسقطت القناع عن وجوه بعض الوزراء.. وان هناك مظلة دولية لحماية الاستقرار في لبنان. وتناول في هذا الحوار مع الصياد الملفات الخلافية والمواقف منها من قرارات طاولة الحوار الوطني التي لم تُنفّذ الا الانقلاب على تسوية الدوحة وتعطيل باريس 3 والانقلاب على حكومة الحريري والمجيء بحكومة ميقاتي. وقال ان القرار السوري – الايراني منع الحكومة من الاستقالة وتحدث عن مشاريع قانون الانتخابات المطروحة للبحث والنقاش.
والى وقائع الحوار:
اين هي قوى 14 آذار اليوم في ضوء ما تمر به الساحة الداخلية والتطورات الاقليمية؟
– قبل القول اين هي قوى 14 آذار اقول ان 14 آذار هي مجموعة عناوين ومبادئ وقيم، تتجاوز هذه القوى، واليوم أثبتت الوقائع اكثر من اي وقت مضى ان عناوين 14 آذار هي الوحيدة الضامنة لسيادة واستقلال لبنان، وحتى لاستقرار لبنان.
طبعا عندما نتكلم عن مبادئ وقيم، نعتبر انها تتجاوز حتى المنافسة الديمقراطية، بمعنى اننا نتكلم عن العدالة ونحن من يدافع عن العدالة والمؤسف ان هناك اليوم على الساحة اللبنانية قوى تقاوم العدالة.
وعندما نتكلم عن الامن نؤكد على الامن الشرعي بمعنى ان لا يكون على الارض سوى قوى الشرعية وان لا تكون على الارض مظاهر مسلحة وان يكون هناك مرجعية واحدة للسلاح وان تكون الدولة وحدها صاحبة قرار الحرب والسلام.
يوم كانت قوى 14 آذار تطالب بمراقبة الحدود اللبنانية – السورية كانت تتهم بالخيانة، ومن كان يتهمنا بالخيانة بالامس يطالب اليوم بمراقبة وضبط الحدود اللبنانية – السورية.
من تقصد بهذا الكلام؟
– اقصد القوى الحليفة لسوريا وايران.. وعندما كنا نقول بضرورة ايجاد حل لمزارع شبعا، ومطالبة سوريا برفع وثيقة الى الامم المتحدة تعترف بان هذه المزارع هي لبنانية لم نلقَ جوابا، بينما اليوم نسمع المجلس الوطني السوري المعارض يتكلم عن ضرورة قيام علاقات شفافة وسليمة بين لبنان وسوريا وضرورة الوصول الى حل لمزارع شبعا.

تسوية الدوحة
ولكن تسوية الدوحة فتحت الباب امام اللبنانيين للتفاهم فانتُخب رئيس للجمهورية، وتشكلت حكومة؟
– ذاكرة اللبنانيين ليست ضعيفة، وهم يذكرون ان الرئيس بشار الاسد والسيد حسن نصرالله اعطيا الضوء الاخضر للانقلاب على تسوية الدوحة، وتدريجيا على كل المفاهيم التي تم التوافق عليها في الدوحة وعلى حكومة الوحدة الوطنية وعلى دور رئيس الجمهورية كحكم وعلى تنفيذ قرارات طاولة الحوار الوطني.
ما القصد من هذا الكلام؟
– القصد هو تذكير اللبنانيين بان من قاطع الحوار في الجلسة الاخيرة هم اليوم يطالبون بالعودة الى طاولة الحوار الوطني.
من تقصد تحديدا؟
– العماد عون وحزب الله.. اليس العماد عون من يقود حملة على رئيس الجمهورية، بالاصالة عن نفسه وبالنيابة عن حزب الله؟ وهل تخلو اطلالة تلفزيونية للعماد عون من التهجم على رئيس الجمهورية وعلى قوى 14 آذار، أليس هو من قاطع طاولة الحوار الوطني بالامس وحزب الله معه ويطالب اليوم بالعودة الى الحوار.
اؤكد لك، رئيس الحكومة الحالية كان شريكا في الانقلاب على حكومة الرئىس سعد الحريري، كما ان قوى 14 آذار لم تتغير وتغير مبادئها، بل ان بعض من كان مع 14 آذار تغير.
من تقصد بكلمة تغير؟
– الرئيس ميقاتي والوزير جنبلاط..
ولكن الوزير جنبلاط لم ينتقل الى 8 آذار بل نأى بنفسه اذا جاز التعبير واصبح وسطيا؟
– الوزير جنبلاط اقترف خطأ في مرحلة سابقة غير بعيدة، وهو اليوم يعود عن الخطأ قبل ان يصبح الخطأ خطيئة، والكثير من الفريق الآخر تبنى اليوم مبادئ 14 آذار، التي ما زالت قواها حيث تكون مصلحة لبنان ومصلحة الشعب اللبناني وهي في سعي دائم لتحقيق سيادة لبنان كاملة.
ما هي الاهداف التي لم تحققها 14 آذار حتى اليوم وتسعى لتحقيقها؟
– في العام 2005 وضعت قوى 14 آذار سلة اهداف وحققت الكثير من الاهداف التي وضعتها، وهي تركز باستمرار على تحقيق العدالة وضمان استمرار هذه العدالة بعد ان حققت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
الا يساهم الرئىس ميقاتي في تحقيق العدالة، وقد وعد بتمويل المحكمة ونفذ الوعد؟
– صحيح، وهذا يضمن استمرار المحكمة في عملها، ولكن لا يزال هناك قوى ترفض او تعرقل او تحاول ان تعطل مسار المحكمة وعملها. واحيانا تأخذ مصالح الناس ومصالح البلد رهينة.. قوى 14 آذار هي في موقع الدفاع عن البلد وعن مصالحه، ولكن للاسف لم تتمكن حتى اليوم من منع او الحد من تعطيل قوى 8 آذار لمؤسسات الدولة وعرقلة عملها، وهذا يعد جريمة بحق الوطن وهذا يحجب مصالح الناس ويشوه وجه العدالة.
ومن جهة ثانية نحن نسأل لماذا لا تطبق قرارات طاولة الحوار الوطني، من السلاح الفلسطيني خارج وداخل المخيمات الى ترسيم الحدود اللبنانية – السورية والوصول الى علاقات متوازنة بين لبنان وسوريا وهذا امر مطلوب.
ونسأل ايضا: لماذا لم نصل الى وضع استراتيجية دفاعية عن لبنان؟

التردي الاقتصادي
تردي الوضع الاقتصادي وتراجع النمو من يتحمل مسؤوليته برأيك؟
– المسؤول هو من عطل خطة الاصلاح المالي والاقتصادي وباريس – 3، في حين كان ذلك لتحسين الاستقرار المالي والاقتصادي في البلد. وباريس – 3 وما سبقه من اهداف 14 آذار ومن احلامها وآمالها، ومع الاسف الانقلاب على تسوية الدوحة وعلى باريس – 3 وتعطيل المؤسسات اوصل البلاد الى ما هي عليه اليوم والناس تدفع الاكلاف.
الى من تحمّل المسؤولية في كل ما تشير اليه؟
– الى سياسة الاحلاف الى حزب الله وسوريا، الى من اعطى الضوء الاخضر للانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية والى من جاء بهذه الحكومة العرجاء..
ولذلك اقول: عمليا يبقى مسار السيادة والوفاق الوطني بعيد المنال وطريقه طويل.
ما هي استعدادات قوى 14 آذار لاحياء ذكرى استشهاد الرئىس رفيق الحريري؟
– قوى 14 آذار ستحيي ذكرى استشهاد الرئىس رفيق الحريري ورفاقه وشهداء ثورة الارز، ونلفت الشعب اللبناني الى ان مجلس الامن والمحكمة الدولية يعتبران ان هناك صلة بين اغتيال الرئيس الحريري واغتيال شهداء 14 آذار.
كيف تعلق على قول البعض ان 14 آذار اصبحت وراءنا؟
– لهولاء اقول ان 14 آذار وثورة الشعب اللبناني التي سميت ثورة الارز اخرجوا الجيش السوري من لبنان، وربما كان ذلك المسمار الكبير لما يجري في سوريا اليوم… وبعض تصرفات النظام السوري، ان في سوريا او في لبنان، هو ما اوصل الوضع في سوريا الى ما هو عليه اليوم.. ومن ممارسات النظام السوري في لبنان التمديد لرئيس الجمهورية وتشجيع الانقلاب على تسوية الدوحة وفرض الوصاية وممارسة الفوقية والقمع على اللبنانيين. ولا اظن ان الشعب ينسى كل ذلك.

ظروف الحكومة
كيف تنظر الى الحكومة وانتاجيتها وما يحصل داخل مجلس الوزراء من تباين في المواقف؟
– الظروف التي تألفت فيها الحكومة تغيرت على الاكيد، والبعض في الحكومة ينقلب على البعض الآخر، ومن ساهم في الانقلاب على حكومة الحريري هو نفسه من جاء بحكومة ميقاتي، وهو اليوم يفرض بقاء الحكومة لان مصلحته تفرض ذلك، علما ان هناك مخاطر على لبنان مما يجري في سوريا ورئيس الحكومة وبعض افرقاء الحكومة يدركون هذه المخاطر، وطبعا رئيس الجمهورية يدرك هذه المخاطر ايضا وكذلك الوزير جنبلاط وفريقه في الوزارة. وبالتالي سقط القناع عن البعض في السلطة.
من هو هذا البعض؟
– العماد عون وفريقه بعد تراجع شعبيته وبعد اهتزاز علاقة التيار الوطني الحر بحزب الله نتيجة المواقف داخل مجلس الوزراء ونتيجة الظروف المستجدة في المنطقة.
ما هو رأيك بسياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة، التي برزت في موقف وزير الخارجية في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة؟
– الحكومة تجاوزت الخطوط الحمر، ان على الصعيد السياسي او على صعيد الاداء والسير ضد الاجماع العربي غير المألوف، وهذا يرتب مخاطر على لبنان ويخلق تجاذبات داخل الحكومة… اضف الى ذلك الملفات الانمائية والمواقف الدنكشوتية منها، وهي غير مقبولة، مثل ملف الكهرباء وملف الاتصالات وملف تصحيح الاجور واداء وزارة العمل… هناك اداء استفزازي لوزراء التيار الوطني الحر، خاصة ان هذه الملفات هي في ايدي نفس الوزراء في ثلاث حكومات متعاقبة، وهذا يشتمّ منه رائحة الفساد… وهذا يولد الاستياء عند الناس ورغم كل ذلك هناك خط احمر يمنع اسقاط الحكومة.

المصيران مرتبطان
هل يفهم من كلامك ان مصير الحكومة مرتبط بمصير النظام السوري؟
– سوريا نفسها والنظام السوري ربط مصير الحكومة بمصيره، فهو كان جزءا من تسوية الدوحة، وهذا النظام وايران تعاونا على اسقاط حكومة سعد الحريري وعلى تأليف حكومة ميقاتي. ونحن نرى ان لا مصلحة للبنان في ذلك.
والمطلوب هو تحييد لبنان عن سياسة المحاور، ومن هنا نرى ان بعض الوزراء في الحكومة يرفضون سياسة المحاور التي تنتهجها الحكومة.
هل ترى ان ما يعانيه النظام السوري اليوم اضعف حلفاء سوريا في لبنان؟
– ما نراه هو ان النظام السوري لم يعد عنده الدور الاقليمي الذي كان يلعبه في المرحلة السابقة. هذا الدور انتهى والنظام السوري لم يعد يمثل ارادة الشعب السوري، لا سيما بعد رفضه المبادرة العربية، ولذلك نرى التدهور الامني الشديد على الساحة السورية وبالطبع ضعف هذا النظام اضعف حلفاءه على الساحة اللبنانية، وهذا يذكرنا بما كان يجري في لبنان ايام وسنوات الهيمنة السورية على القرار اللبناني حتى ان بعض حلفاء سوريا في لبنان يفقد اعصابه.
هل لدى قوى 14 آذار قلق من عودة الاغتيالات والتفجيرات على الساحة اللبنانية؟
– علينا ان نسعى لحماية لبنان من انعكاسات ما يجري في سوريا، ونرى في زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لبيروت ومواقف المجتمع الدولي تجاه لبنان ارادة دولية لتجنيب لبنان اية احداث سلبية ومنع اي تدهور في لبنان والحفاظ على الاستقرار. ومرحلة سنوات الحرب السابقة، كان فيها لبنان ارض الرسائل، بدل ان يكون ارض الرسالة، اليوم تغيرت مفاهيم المجتمع الدولي بالنسبة للبنان ودوره ومع العواصف التي تنتقل من بلد الى بلد في المنطقة، ونشعر برغبة حقيقية لدى المجتمع الدولي بالحفاظ على الاستقرار في لبنان..!
هل افهم من كلامك ان هناك مظلة دولية اليوم لحماية لبنان من العواصف التي تجتاح بعض دول المنطقة؟
– صحيح.. صحيح وعلينا كلبنانيين ان نعمل مع المجتمع الدولي لدرء الخطر عن لبنان ومنع ربطه بما يجري في المنطقة.

قانون الانتخاب
ما هو تصور قوى 14 آذار لقانون الانتخاب؟
– هناك اجتماعات دورية لقوى 14 آذار تعقد بعيدا عن الاعلام للبحث في مشروع قانون للانتخابات وهناك اكثر من مشروع يجري درسه، وبين هذه المشاريع مشروع النسبية ومشروع اللقاء الارثوذكسي وهناك بحث في امكانية تحسين قانون الستين، والغاية الاساسية من اي قانون سيعتمد ان يؤمن التمثيل الصحيح ويقطع الطريق على المحادل والبوسطات.
ولكن الطائف يقول باعتماد المحافظة مع اعادة النظر بالتقسيمات الادارية؟
– خلال الوصاية السورية لم نشهد اي تنفيذ لاتفاق الطائف، لا بل كانت هناك محاولة لكسر الارادة المسيحية لاكثر من سبب.. الطائف تحدث عن التوازن والمناصفة وكانت هناك محاولات لكسر روحية الطائف. وعلينا اليوم التمسك بروحية الطائف التي هي باهمية اتفاق الطائف.
من الجهة التي كانت تريد كسر روحية الطائف؟
– بعد العام 1992 سعت بعض الجهات لكسر روحية الطائف، والبداية كانت باغتيال الرئيس رينيه معوض ومن ثم استهداف القيادات المسيحية وبعدها الطحشة على الدولة ومؤسساتها، ومن ثم مرسوم التجنيس وهذه المحاولات لم تكن لخدمة البلد ولا لخدمة الاطراف غير المسيحية. روحية الطائف هي التي تخدم البلد وكل الافرقاء اللبنانيين على المدى الطويل.
كيف تنظر الى الحوار بين بكركي و حزب الله؟
– بعد تراجع شعبية العماد عون رأى حزب الله ان عون لم يعد يؤمن التغطية المسيحية للحزب ويرى الحزب انه بحاجة لحوار مع بكركي.
ونحن نعتبر ان بكركي ركيزة من ركائز الدولة اللبنانية وربما في المرحلة المقبلة تكون الامكانية متوافرة اكثر للحوار، وبالتالي على حزب الله ان يراجع حساباته، خاصة بعد القرار 1701 الذي عطل استعمال حزب الله لسلاحه. والحوار الذي كان يرعاه رئيس الجمهورية عطله حزب الله والعماد عون، بانقلابهما على تسوية الدوحة، ويمكن القول ان الدور الاقليمي لحزب الله انتهى والحوار في المرحلة المقبلة ضروري، على ان يكون حوارا حقيقيا يحصن لبنان الرسالة ويحقق الاستقرار ويؤكد على العيش المشترك.
  

السابق
هل بدأ التغيير في اليونيفيل؟ 
التالي
المشاكل الحدودية اللبنانية ـ السورية تبدأ بكيلومتر وتنتهي بمئة.. وأيسرها في شبعا