جفاف الآبار المنزلية وينابيع الحجير… رغم المطر!

يبدو أن كثرة هطول الأمطار أخيراً، التي أغرقت الحقول والأودية بالمياه، وجعلت المياه تفيض من البرك الزراعية الموجودة في كلّ قرية وبلدة في بنت جبيل ومرجعيون وتمتدّ إلى الطرقات العامة، لم تفلح في ملء آبار تجميع المياه الخاصة، التي اعتاد الأهالي ملأها شتاءً لمواجهة شحّ المياه في الصيف. ويعود السبب إلى توقف مصلحة مياه الجنوب عن ضخّ المياه إلى بنت جبيل ومرجعيون، على غير عادتها شتاءً، ومن دون إنذار مسبق للأهالي الذين فوجئ عدد كبير منهم أخيراً بفراغ آبارهم من المياه، ليكتشفوا أن مياه الدولة لم يجر ضخّها إلى المنطقة منذ نحو شهرين.
يقول حسن مرتضى (عيتا الجبل) إنه «على الرغم من كثرة هطول الأمطار، لم ينتبه الأهالي هنا إلى ضرورة جرّ مياه الأمطار إلى آبارهم الخاصة، فهم اعتادوا ملأها من قساطل مياه الليطاني التي يجر ضخّها بغزارة كلّ شتاء، قبل أن يبدأ التقنين في الربيع، وبالتالي شحّت الآبار باكراً هذا العام، لتنذر الأهالي بصيف جاف أكثر من أي وقت مضى».
ويلفت حسن الهادي (برعشيت) إلى أن «ما حصل لم يسبق له أن حدث سابقاً، وكان من واجب مصلحة المياه أن تنذر الأهالي بانقطاع المياه، لأن الجميع في فصل الشتاء لا يراقبون المياه بما أنهم معتادون وصولها إليهم شتاءً، على خلاف ما يحصل في الصيف». ويؤكد أن «عدداً كبيراً من الأهالي فرغت آبارهم ولم يتمكنوا من ملئها مجدداً، إلا إذا استمرّ هطول الأمطار بغزارة، أو عمدت المصلحة إلى التعويض على ما فاتهم».
في المقابل، يبدو أن البناء العشوائي وغير القانوني في واديي السلوقي والحجير، لن يسمح هذا الربيع لمياه الينابيع بالتدفّق إلى الوادي، كما كان يحصل كلّ عام. فقد انتشرت في الصيف الماضي ورش بناء كثيرة في أسفل الوادي الكبير بين الحجير والسلوقي، في قضاء مرجعيون، أي على مجاري الينابيع التي تتدفق مياهها من أماكن متعدّدة وتنساب بغزارة طيلة فصل الربيع، وتمتد الى أواخر فصل الصيف، فتصبح ضفافها ملاذاً للعائلات الفقيرة ومتنفسّاً طبيعياً لهم قريباً من أحراج الوادي الكثيفة المنتشرة على التلال.
والجدير ذكره أن وادي الحجير من المواقع المحمية بموجب قرارات وزارة الزراعة قبل القانون الصادر عام 1996 بشأن المناطق الحرجية. فقد أُعلنت منطقة محمية في عام 1992، كذلك صدر قانون في 23/1/ 2010 يعتبر وادي الحجير محمية طبيعية تمتدّ من بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل إلى مجرى نهر الليطاني في بلدة قعقعية الجسر في قضاء النبطية، ويمنع البناء قرب مجاري المياه. ورغم ذلك، فإن عدداً من ورش البناء انتشرت في أسفل الوادي في الأراضي التي تعبرها مياه الينابيع لتصبّ في نهر الليطاني، في بلدة قعقعية الجسر، إضافة إلى كسّارتين تعملان على نطاق واسع في المنطقة عينها.  

السابق
طورسركيسيان: الفريق الاخر فشل بانتشال الاكثرية الشعبية من قوى “14 اذار”
التالي
12،9 مليـون دولار ثمـن لوحـة مونيـه