ميقاتي: لا يمكن استعمال لبنان كممر للتآمر

أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، في بداية زيارته الرسمية الى فرنسا اليوم، "متانة العلاقات بين لبنان وفرنسا"، مشددا على "أهمية الاستمرار في تفعيلها في المجالات كافة". وشدد على "أنه لطالما اعتبرنا فرنسا بوابتنا إلى أوروبا، مثلما لبنان هو بوابة العبور نحو العالم العربي".

كما أكد "أن الرئيس الفرنسي وسائر المسؤولين الفرنسيين، يتفهمون تماما الظروف اللبنانية والجغرافية السياسية الموجود فيها لبنان، وبالتالي سأقول موقفي وهو أنه لا يمكن أن يستعمل لبنان ممرا للتآمر، أو لكي نكون في خصومة مع أي دولة عربية وهذا قرار نلتزم به".

وكان الرئيس ميقاتي، وصل الى باريس ليل أمس، وبدأ صباح اليوم زيارة رسمية، بدعوة من نظيره الفرنسي فرنسوا فيون، حيث من المقرر ان يستقبله عصرا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الاليزيه، ثم يعقد محادثات مع نظيره الفرنسي فيون، وبعدها يلتقي وزير الخارجية الآن جوبيه، الذي يقيم على شرفه مأدبة عشاء تكريمية. وسيلتقي الرئيس ميقاتي أيضا اليوم رئيس مجلس الشيوخ جان بيار بيل.

مراسم الاستقبال

وقد أقيمت للرئيس ميقاتي صباحا، مراسم الاستقبال الرسمية في باحة المتحف العسكري، حيث كان في استقباله وزير النقل الفرنسي تيري مارياني. وفور وصول الرئيس ميقاتي عزفت الموسيقى النشيدين اللبناني والفرنسي، ثم استعرض الرئيس ميقاتي ثلة من حرس الشرف الفرنسي.

تجمع رجال الأعمال

وزار الرئيس ميقاتي مقر تجمع رجال الاعمال الفرنسي (MEDEF)، حيث عقد اجتماعا مع أعضائه، شارك فيه حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة، سفير لبنان في فرنسا بطرس عساكر وسفير فرنسا في لبنان دوني بييتون.

بداية رحب الرئيس العالمي للتجمع جان بورال بالرئيس ميقاتي، وقال: "إسمحوا لي أولا أن أرحب بدولة الرئيس ميقاتي في تجمع رجال الأعمال، وهو تجمع لا يتعاطى السياسة، انما هو تجمع رجال أعمال يرغبون في تطوير أعمالهم بين فرنسا ولبنان وزيادة حجم استثماراتهم والعمل في مجالي الاستيراد والتصدير، والتعرف على بعضهم البعض. نحن هنا لتبادل الآراء والاستماع لها".

اضاف: "كما تعلمون ان لبنان يحظى باهتمام كبير من قبل تجمع رجال الأعمال، ونحن ننظم اجتماعات حول لبنان ونرسل وفودا اليه بشكل منتظم، لذا فإننا نقدر زيارتكم اليوم ونتطلع وزملائي للاستماع للكلمة التي ستلقونها".

وتابع: "لن أسهب بالحديث عن الاقتصاد اللبناني، لكن اسمحوا لي أن أذكر أنه بعد سنتين من الصعوبات على الصعيد المالي 2010 و2011، فان التوقعات الخاصة بلبنان للعام 2012، وفق البنك الدولي، ممتازة، اذ يتم الحديث عن ارتفاع في حجم الناتج الاجمالي العام بنسبة تقارب الاربعة في المئة".

وقال: "دولة الرئيس أنتم قادمون من عالم الأعمال، اذ قمتم بإدارة شركة اتصالات كبيرة في الشرق الاوسط، لذا فأنتم تدركون تماما هموم رجال الاعمال الذين يسعون دوما لاتخاذ قرارات صحيحة. نحن صانعو قرار، لذلك يجب أن تتوافر لدينا المعلومات قبل البت بالأمور. وفي بلد مثل بلدكم، يجب تحديث هذه المعلومات بشكل منتظم. ان الشركات الفرنسية الكبرى متواجدة في لبنان والشركات الفرنسية التسعون، توظف ما يقارب 5000 شخص، وهذا أمر جيد الا أنه يجب ألا يرضي أيا منا. أعبر لكم مرة أخرى عن اعتزازنا وسرورنا لوجودكم بيننا".

الرئيس ميقاتي

ثم تحدث الرئيس ميقاتي، فقال: "يسرني أن أكون بينكم اليوم، وأرغب أن أتوجه اليكم كرجل أعمال سابق هدفه الوحيد حماية مصالح لبنان، ويؤمن أن السياسة هي ما تبقى من الاقتصاد. لذا من المهم التوصل للغة اقتصادية مشتركة تمكننا من تحقيق التقارب بين بلدينا وضمان استفادة جميع المواطنين من هذا التقارب. لقد قام لبنان على القانون وحرية الفكر والاقتصاد، ولطالما دافع اللبنانيون عن مبادئ الاقتصاد الحر، وعلى الرغم من الحرب التي دامت من العام 1975 حتى العام 1990، احتفظ أصحاب الأملاك بممتلكاتهم الخاصة. فلم يحصل في بلدنا أن تم وضع اليد على أية أصول تعود للمستثمر، لا بل أؤكد لكم أنه في حالات عديدة أصدرت المحاكم اللبنانية أحكاما لصالح القطاع الخاص في مواجهة الدولة".

أضاف: "إن نظامنا المالي الذي لا يزال يطبق السرية المصرفية يدير ودائع تمثل ثلاثة اضعاف حجم الناتج المحلي الاجمالي، الأمر الذي يشكل بحد ذاته دليل ثقة بقطاعنا المصرفي الخاضع لرقابة المصرف المركزي اللبناني. كما أنه لدينا في لبنان نظام تعليم ممتاز يقوم بتدريب واعداد يد عاملة مؤهلة، وبالنسبة لمن لا يعرف منكم لبنان، وآمل ألا يكون بينكم من لا يعرفه، فنسبة الضرائب عندنا منخفضة، ومناخنا يشبه مناخ جنوب فرنسا ومطبخنا ممتاز كما أننا نتكلم لغتكم".

وقال: "عرضت كل ما تقدم لأقول لكم أنكم أمام فرصة للاستثمار في بلد يعتمد اقتصاد السوق ويحترم قانون القطاع الخاص، ويدرب يدا عاملة مؤهلة ويؤمن مزايا ضريبية ويطبق السرية المصرفية والتناوب على السلطة السياسية، ويتمتع بنوعية حياة جيدة، لكن غالبا ما تعكس الصحف عكس ذلك، على الرغم من الاستقرار السائد. هناك بالتأكيد فرصة يجب الاستفادة منها. ان فرص الاستثمار متوفرة في العديد من القطاعات: الصحة والتعليم والاتصالات والبرمجة والمياه والبنية التحتية والنقل والنسيج والكهرباء، ويوشك لبنان أن يصبح بلدا منتجا للغاز".

اضاف: "تعود العلاقات الاقتصادية والتجارية بين لبنان وفرنسا الى زمن بعيد جدا، ولطالما اعتبرنا فرنسا بوابتنا إلى أوروبا. وعليكم أنتم أيضا اعتبار لبنان بوابة نحو العالم العربي. وأنا أدعوكم لتحويل لبنان مركزا لأعمالكم في منطقة الشرق الأوسط".

وختم بالقول: "فرنسا بلد عظيم ومنتجاتها عالية الجودة وخبراتها مطلوبة، عليكم زيارة لبنان لاستكشاف مختلف فرص الاستثمار المتاحة، فأنا على يقين أن تعاونا أوثق بين الشركات الفرنسية واللبنانية سيعود بالفائدة على كلا البلدين.أشكركم على حضوركم هذا الصباح وآمل اللقاء بكم قريبا في بيروت".

ثم دار حوار بين الرئيس ميقاتي والحضور، تناول فرص الاستثمار في لبنان والوضع المالي فيه، إضافة الى إنعكاس تطورات الاحداث في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما في سوريا، عليه.

يذكر ان زيارة الرئيس ميقاتي الى فرنسا تستمر يومين.   

السابق
بعاصيري: التجييش الديني والمذهبي لا يبني وطنا
التالي
هل ينجح الرئيس السنيورة في فتح قنوات الحوار؟