روسيا تحذر إسرائيل من العواقب “الكارثية” للهجوم على إيران

حذرت روسيا اسرائيل من العواقب "الكارثية" لضرب إيران, وسط استمرار الخلافات بين واشنطن وتل أبيب بشأن كيفية إبطاء جهود طهران لإنتاج أسلحة نووية.
وقال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الروسية ميخائيل اوليانوف, أمس, ان "الادعاءات" بشأن تطوير ايران أسلحة نووية "تزيد التوتر ويمكن ان تشجع على اللجوء الى حلول عسكرية تترتب عليها عواقب كارثية".
واعتبر اوليانوف, وهو مدير دائرة الامن ونزع الاسلحة التابعة لوزارة الخارجية, ان "الضجيج والادعاءات الملفقة بشأن المهل الزمنية التي يمكن لايران ان تطور خلالها اسلحة نووية, وراءها اهداف سياسية ودعائية ليست بريئة".
وأضاف "إننا نفضل في تقييمنا الاستناد الى الوقائع التي تفيد بأن النشاط النووي الايراني يخضع لرقابة صارمة من قبل المنظمة الدولية للطاقة الذرية".
وفي واشنطن, أكد مسؤولون أميركيون, أمس, أن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تزالان مختلفتين بشأن كيفية إبطاء جهود إيران للحصول على قنبلة نووية, نظراً لمعارضة الأميركيين الاستنتاج الإسرائيلي الأخير بأن طهران على وشك حيازة قنبلة نووية تمنحها "الحصانة" من الضربات العسكرية.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ابتكر عبارة "مرحلة الحصانة" حين قال ان إيران ستدخل مرحلة "الحصانة" النووية في أقل من عام, للتعريف بالظروف التي تحكم بموجبها إسرائيل على موعد مهاجمة إيران, لأن إنتاج الأخيرة قنبلة نووية ستجعلها محضنة ضد أي هجوم.
وقال مسؤولون أميركيون ان كيفية الحكم على موعد حصول ذلك أثار جدلاً بين إسرائيل والإدارة الأميركية التي يعتبر مسؤولوها ان هناك طرقاً أخرى لجعل إيران غير محصنة.
وسافر مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إلى واشنطن بينهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ورئيس الموساد, في الأسابيع الماضية, لإقناع الأميركيين بوجهة نظرهم بأن وقت "الحصانة النووية" لإيران يقترب بسرعة كبيرة.
في المقابل, زار مسؤولون أميركيون إسرائيل ليقنعوا تل أبيب أنه ما زال هناك المزيد من الوقت, وانه يجب السماح للعقوبات وللتحركات السرية بأن تعرقل الخطط الإيرانية.
وقال مسؤول في الإدارة الأميركية, رافضاً الكشف عن اسمه, ان الأميركيين استخدموا النقاشات مع الإسرائيليين لاختبار موقفهم بناء على تصريحات مسؤولين إسرائيليين بأن الهجوم على إيران سيكون في الربيع المقبل على أقرب تقدير.
وكشف مسؤول آخر رفض الكشف عن اسمه لأنه ليس مخولاً التحدث بالموضوع, ان الرئيس باراك أوباما حاول خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الشهر الماضي أن يدحض الحجج لتنفيذ هجوم عسكري على إيران.
وقال مسؤولون أميركيون انهم خلصوا بعد المحادثات مع نتانياهو الى انه يرغب في إعطاء العقوبات والخطوات الأخرى وقتاً لتعطي نتيجة.
وذكرت الصحيفة ان السجال الأميركي الإسرائيلي بشأن موعد "الحصانة النووية" الإيرانية خطير, لأنه لا يتعلق فقط بموعد أي هجوم عسكري محتمل بل أيضاً بالحسابات في شأن مدى سرعة وعمق تأثير العقوبات على إيران.
وأضافت انه إذا كانت الحجة الإسرائيلية محقة, فالسؤال عن السرعة التي سيستغرقها الإيرانيون لتجميع قنبلة نووية يصبح أقل أهمية منه إذا كان هناك أي طريقة لوقف إيران.
وأسف مسؤول أميركي لما تعبر عنه عبارة "مرحلة الحصانة" النووية من ضيق نظر الإسرائيليين في المشكلة بشأن ملف إيران النووي, في ظل الأساليب العديد للضغط على طهران والأدلة المتزايدة على ان العقوبات المشددة بدأت تعطي نتيجة.
وشدد مسؤول آخر على ان إدارة اوباما مصرة على وجود طرق أخرى عديدة لإبطاء سير إيران باتجاه حيازة سلاح نووي مثل وقف عائدات النفط ووقف التسهيلات لتزويد إيران بقطع لأجهزة الطرد المركزي وغيرها.
وليست هذه المرة الأولى التي يبتدع فيها الإسرائيليون عبارة تؤشر إلى مهلة معينة قبل توجيه ضربة إلى إيران, ففي نهاية عهد الرئيس جورج بوش برزت عبارة "نقطة اللاعودة" للتعبير عن موعد حيازة إيران قنبلة نووية.  

السابق
ميقاتي في باريس: لبنان ليس من «أصدقاء سورية»
التالي
الشركات السنغافورية توقف صادرات زيت النخيل لإيران