إسرائيل.. بين الظاهر والحقيقة

هناك من يكتب ويقول ان اسرائيل دولة ديمقراطية ولديها القدرة على محاسبة المسؤولين في المجال السياسي والمالي وهذا غير موجود في الدول العربية واعتقد ان مبدأ المقارنة بين اسرائيل والدولة العربية مرفوض لان اسرائيل دولة محتلة ومن هنا لابد من القاء الضوء على حقائق تصنع الصورة التى نرى عليها اسرائيل.
الاحتلال لايمكن ان يكون ديمقراطيا لان الديمقراطية مفهوم انساني شامل ولا يمكن ان نلتفت الى مشهد التعددية السياسية التي قامت مع انشاء اسرائيل وتحت سقف ايدولوجيتها الصهيونية واغفال انها اقامت لنفسها، بدعم استعماري واسع دولة على اساس ديني وعلى انقاض شعب كامل بعد قتل الالاف من ابنائه وتشريد الملايين منهم وما زالت ترتكب المجازر وتنهب الارض وتبني المستوطنات وتهود القدس وتحاصر غزة، وقال احد فلاسفة الثورة الاممين: «ان امة تضطهد امة اخرى لايمكن ان تكون هي نفسها حرة» وهذا ينطبق تماما على «اسرائيل» مع فارق انها ليست امة.
السياق التاريخي الذي انتج اسرائيل فرض عليها صيغة للتعددية السياسية على قاعدة اعتماد الجدل الداخلي للبقاء قريبة من الموقف الاصح من وجهة نظر مشروعيتها وتثبيته، ان مظاهر الديمقراطية الداخلية في اسرائيل اصبحت جزءا من دينامية وجودها باعتبارها كيانا استعماريا مناهضا للتاريخ وقامت على انقاض شعب وتعيش في منطقة قومية واحدة لم تمنحها تحويل القوة الى حق ولو انتفى الشعور بخطر هذا المحيط العربي والاسلامي لطفت تناقصات هذا المجتمع «الاسرائيلي على السطح».
الديمقراطية لاتلتقي مع العنصرية ولانعني هنا العنصرية والتمييز ضد الفلسطينين والعرب فحسب بل ضد اسرائيلين ولا نريد ان نعرض سلسلة القوانين العنصرية التى تطال فلسطيني 48 واصرار اسرائيل على يهوديتها ولا تتعامل بالمساواة مع اليهود انفسهم حتى وصل ألامربإسرائيل ان تتخلص من كميات الدم التي تبرع بها يهود الفلاشا وكان ذلك لاسباب عنصرية بحتة.
اما بالنسبة لتفوق اسرائيل العسكري والعلمي الذي يتحدث عنه بعض الكتاب ان هذا التفوق له ذرائعه الوجودية واهدافه العدوانية وهو يحظى بدعم غير محدود من الغرب بزعامة الولايات المتحدة ولابد من التأكيد ان القوة العدوانية ليست نموذجا يمتدح او افضلية تستحق الثناء واذ كان لابد من اثارة هذا الموضوع فان النقاش يجب ان ينحصر في التساؤل عن تقصير العرب في انتاج مصادر قوتهم ليس من باب المقارنة مع اسرائيل التي مع كل هذا التفوق هزمت في لبنان وفشلت في غزة ولتلاحظ ان اسرائيل تملك مئات الطائرات.  

السابق
قيلولة: السهو والعمد.. والصوت المجروح
التالي
ما بين الإعلام.. والإعدام… حرف