طورسركيسيان: تفاهم خفي بين ميقاتي وعون

امام الملفات السياسية الخلافية المكدّسة بين المعارضة والحكومة، وبين الحكومة نفسها، تكثر المحاولات داخل الفريق الواحد لرأب الصدع والخروج بأقل الخسائر حيناً، مقابل تسجيل أهداف سياسية بين الأفرقاء المتنازعين سياسياً حيناً آخر في المقلب الآخر، بعد أن فشل العطّار في إصلاح ما أفسده الدهر وكسرت الجرة على كل المحاور بين شعاري 8 و14 آذار.
إلا أن القضية اليوم مع كل ما يجري في المنطقة، تتجاوز الحساسيات الضيقة لتصل إلى القدرة على الحفاظ على الكيان اللبناني بعيداً عن منطق الإنقلابات وتسجيل النقاط، وهو ما يستحق التحاور حوله بكل الطرق الممكنة، قبل أن تغرق السفينة بالجميع دون إستثناء، بعد أن وصلت رحى الإرتدادات الشعبية إلى كل الدول العربية والتي لن يكون لبنان بمنأى عنها، وهو ما يستدعي إستباقها بالكثير من الدراية والحكمة والحوار بعيداً عن الحساسيات الضيقة.

ولتوضيح ما يمكن توضيحه حول المقاربات المستقبلية لكل فريق للمرحلة المقبلة، تسأل «اللواء» اليوم عضو «كتلة المستقبل النيابية» عضو هيئة مكتب مجلس النواب النائب سيرج طور سركيسيان وتسأله عن موقفه مما يجري على الساحة الحكومية من تداعيات نتيجة الإنقسامات على طاولة مجلس الوزراء، فبالأمس كانت المحكمة الدولية ومن ثم موضوع الكهرباء وإستطراداً عقود الخلوي وآخرها وليس أخيرها الصراع على التعيينات، وما أعقبها من تعليق لجلسات مجلس الوزراء من قبلِ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فأجاب قائلاً: تبين ان رئيس الحكومة ينوي ليس فقط على عدم إجراء جلسات لمجلس الوزراء، بل قد يذهب بعيداً في أكثر من ذلك، ولكن كل هذه المواقف هي فقط على الصعيد الفولكلوري ليس أكثر ولا أقل، ويهدف منها لإظهار للقاعدة السنّيّة المزعومة لديه بأنه يناضل لأجلهم وأن كلمته مسموعة في حين هو زعيم مرتقب لمرحلة غامضة خاصة ان هناك مواضيع عديدة لا يريد ان يدخل في حيثياتها كموضوع التجديد لبروتوكول المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق باستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. واضاف: وكل ذلك يظهر وكأن هناك تفاهماً خفياً ما بين (الرئيس) ميقاتي و(رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ميشال) عون. عون يطالب بحقوق المسيحيين وميقاتي يطالب بحقوقه كرئيس لمجلس الوزراء، فيما الرجلين متفقين ليكسب كل واحد منهما في هذا الوقت الضائع زعامة في شارعه بعد ان فشلا على الصعيد الاقتصادي والشعبي والسياسي. ونرى ان مجرد تهريب تمويل المحكمة عبر الهيئة العليا للإغاثة يعتبر بمثابة عدم وجود هذه الحكومة بمجملها وضعف وخوف أعضائها والمقررين عنها.
{ كيف تقرأ خطاب أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله، وهل لمست اي تغيير في مضمونه؟

– من الواضح ان خطاب السيد حسن أصبح أكثر ليونة وليس تصعيدياً، لأنه في السابق كان يتحدث عن تفاوض المعارضة مع النظام السوري وبالأمس أيضاً لمسنا نوعا من الدعوة إلى الحوار ولم نشعر بتمسكه بالنظام السوري كثيراً بل تمسك في المقابل بإيران والسياسة الايرانية. وهذا ان دلّ على شيء فإنما يدل بكل بساطة أنه حتى حلفاء سوريا في لبنان أصبح لديهم سياستهم الجديدة في لبنان والمنطقة، وحتى كبار المحللين لا يمكنهم ان يحللوا خارج إطار الأحداث السورية والمنطقة ككل، وهذا انعكس على كلام السيد نصر الله بكل وضوح وهذا يطمئن نوعاً ما الداخل اللبناني انه لن يكون هناك صدامات داخلية، فلا أحد يهتم اليوم بلبنان لأن العيون تتجه إلى مكان آخر، وهذا بسبب كافي لعدم وجود أي إشكال في لبنان خاصة ان الأنظار مسلّطة على سوريا وأصبح الموضوع أكثر تدويلاً، والنقاش بالتالي على أعلى المستويات هو على مصير النظام، بينما الوضع اللبناني في غرفة الانتظار بعيداً عن العناية الفائقة.

{ هل ستنتظرون أيضاً كمعارضة نيابية، ماذا سينتج عن الفريق الآخر دون اي مبادرات؟
– على العكس نحن سنبدأ تحركنا في 9 شباط ومن ثم في ذكرى إنطلاقة ثورة الأرز في 14 آذار، وبالتالي فإن عملنا السياسي مستمر ومراقبة عمل الحكومة وكل وزير مستمر ايضاً، والعمل المعارض عبر مجلس النواب مستمر، خاصة ان فريق 14 آذار، يعتبر ان الطرق السلمية هي الاساس والدولة والجيش هما أعمدة سياستنا ولا خارج الدولة، ولكن «اللي بريّح أكثر» انه لن يكون هناك فتنة او حرب داخلية لان البلد ممسوك من قبل فريق 8 آذار بالكامل، واذا كان هناك من كلام عن وضع اليد عسكرياً على البلد، فهذا الفريق ليس بحاجة لأن يتورط اكثر، فهناك فولكلور بالتيار الوطني الحر مع دبكة أصلية ليظهر انه هو المصلح الوحيد في البلد وباقي السياسيين كلهم فاسدون والإيحاء بأنهم فقط من يدافعوا عن حقوق المسيحيين، وهذا غير صحيح لأن هناك فريقاً آخر يدافع عن المسيحيين، وبالتالي فإن السؤال المطروح لماذا يحاول عون ضرب مصداقية رئاسة الجمهورية الذي هو المركز المسيحي الاول وعليه تقويته واعطائه صلاحيات اضافية وليس اضعافه كما فعل منذ تشكيل الحكومة الى اليوم، حيث تبين ان رئيس الجمهورية هو الحكيم في العمل السياسي وهو الذي يحافظ على الوجود المسيحي لان الاحزاب تقوى وتضعف وتأتي وتذهب، أما الرئاسة فثابتة وباقية. 

السابق
رفض سياسي وديني واسع للدعوات إلى عصيان بميدان التحرير في ذكرى تنحي مبارك
التالي
سوريا حاولت اغتيال الجميّل!