الزلازل الإقليمية والإستقرار اللبناني

من البديهيات في العلوم السياسية والدبلوماسية والعسكرية والامنية، انه عندما يحاط الوطن بأخطار تلامس حدوده متغيرات من الخارج، فمن الواجبات والضرورات القصوى، ان تتحول الدولة الى «ورشة» عمل وطنية في القطاعات والمؤسسات والدوائر كافة، لدرء تداعيات وامتدادات هذه الاخطار والمتغيرات التي لا تتوقف عند حدود طائفة او منطقة معينة، بل تستهدف الوطن بكل مناطقه وطوائفه ومذاهبه، وفئاته، وإن بقاء طرف او جماعة او تكتل او تنظيم سياسي غير مشارك في اعمال تلك «الورشة» يصبح مشاركاً بطريقة مباشرة وعكسها، في ما يحيط بالوطن من ارتجاجات خارجية متعددة الاهداف والمخططات والاساليب والوسائل الهدامة.

معنى ذلك، ان ائتلاف والتقاء والتفاف السياسيين والمواطنين جميعهم حول دولتهم، وفي موقف وطني واحد، يشكل الضمانة والقدرة والارادة، للحفاظ على الدولة من التشظي الى «دويلات» وعلى الشعب من الاختراقات لوحدته وسلمه الاهلي، وعلى حدود الوطن من الاختراقات الارهابية والتجسسية والمخابراتية المتعددة الشبكات والاوكار والاجندات والمتعددة المنافذ وبوابات التسلل الى الداخل اللبناني، حيث تحقق الاجهزة العسكرية والامنية انجازات هامة في حماية الحدود من هذا التسلل، مما يستوجب التفاف كل اللبنانيين حول هذه الاجهزة وتقدير اعمالها وليس التشكيك بها من جانب هذا الطرف او ذاك، لحسابات ومصالح خاصة.

وما يثير الاستغراب وعدم الارتياح من الرأي العام اللبناني، هو الحملات المغرضة التي تتناول انجازات العهد، وتحاول تهميش مواقفه الداعية الى الحوار والتفاهم، لحماية لبنان من تضاريس الزلازل الاقليمية، وللحفاظ على الاستقرار اللبناني من شتى المحاولات الداخلية والخارجية الهادفة الى زعزعته، حيث ترتسم لدى الرأي العام اللبناني قناعة قائلة: إن استهداف النهج الوطني للرئيس سليمان، يندرج في مخطط اضعاف وتأخير النهوض بالوضع، ومعالجة قضاياه الخلافية.
وفي المعادلة ان الاستقرار يبقى صناعة سياسية وعسكرية وامنية وطنية، وليس صناعة الاستقواء بالخارج.
محمد سلمان  

السابق
مدارس الإيمان في صيدا احتفلت بذكرى المولد النبوي
التالي
الراي: سليمان: الجيش يحظى بالغطاء السياسي الكامل