تستمر الحملات المتبادلة على الصعيد الحكومي، دون ان تظهر في الافق ملامح اي حل. وقد كان الجديد امس ردا رئاسيا على حملة العماد عون عبر مصادر وسطية مقربة من رئيس الجمهورية. وعشية سفر رئيس الحكومة الى باريس اليوم، اصدر امس مذكرة بتعطيل الدوائر الرسمية في 14 شباط لمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وقالت مصادر مطلعة ان هذه الخطوة جاءت في اجواء ايجابية عن لقاء محتمل مع الرئيس سعد الحريري في باريس بعد انتهاء مباحثات رئيس الحكومة مع المسؤولين الفرنسيين.
وفي موضوع هذه المحادثات، قالت مصادر حكومية ان السلطات الفرنسية ستبلغ ميقاتي بالموافقة على اعادة تأهيل طائرات ال غازيل ال 7 وتزويدها بالصواريخ، كما ستمنح لبنان المتأخرات من مؤتمر باريس -3 البالغة قيمتها مئة مليون اورو، بعدما اتم لبنان كل ما طلب منه في هذا المجال، اضافة الى تأكيد الابقاء على الكتيبة الفرنسية في عداد قوات الطوارئ مع تخفيض عديدها لاعتبارات فرنسية خاصة.
واستطرادا اعلنت المصادر، ان فرنسا ستطلب في المقابل تعزيز وجود الجيش اللبناني في منطقة عمل قوات الطوارئ طبقا لمندرجات القرار 1701 ونشره على الحدود مع سوريا لمنع الخروقات في الاتجاهين والاهتمام باللاجئين السوريين الى لبنان وتقديم العون لهم.
رد على عون
وعلى صعيد الاجواء السياسية المكفهرة، رد الرئيس ميشال سليمان على حملة عون امس عبر مصادر وسطية مقربة من رئيس الجمهورية، وقالت ان اتهامات رئيس تكتل التغيير لا اساس لها. وسألت: أليس عون من عرقل تشكيل الحكومة مرتين لاصراره على توزير صهره وكرمى لعيني باسيل؟ أوَلم يعطل وما زال ملف الاجور على الرغم من الحل الذي تم التوصل اليه بين مختلف الافرقاء المعنيين بالملف والذي اختصر باتفاق بعبدا؟
وردا على ما قاله عون عن ان رئيس الجمهورية لا صوت له ولا دور في الحكومة، قالت المصادر: الرئيس حامي الدستور، وهو من يوقع المراسيم. ثم من قال ان عون يختصر التمثيل المسيحي ويمثل جميع المسيحيين؟ هناك 41 نائبا مسيحيا في مجلس النواب لا يمثلهم عون.
وعن قول الجنرال ان لا قيمة لتوقيع الرئيس او صلاحياته، ردت المصادر المقربة: اذا كان هذا الامر صحيحا. فلماذا قبل عون المشاركة في حكومة وقع سليمان على مرسوم تشكيلها؟ واستغربت ان يدعي عون انه يخوض حربا لاعادة الصلاحيات لرئيس الجمهورية، ويفعل عكس ذلك.
في هذا الوقت واصل وزراء ونواب التيار الحر حملتهم على تعطيل جلسات مجلس الوزراء، وقالت مصادر الرابية مساء امس ان تعطيل الجلسات الحكومية مستمر من قبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يستعد للمغادرة الى باريس، ضاربا عرض الحائط بكل المواد الدستورية المنظمة لعمل مجلس الوزراء.
بري لا يرى ازمة
اما مصادر عين التينة فقالت ان ازمة الحكومة قائمة لكنها مضبوطة، لا مفاجآت سياسية فيها ولا مضاعفات حكومية. والمعالجة مؤجلة الى حين عودة الرئيس ميقاتي من زيارته الباريسية، رغم ان لا اشارات حل لاحت في الافق لا من قريب ولا من بعيد. كل فريق يتمسك بموقفه والرئيس نبيه بري ما زال عند موقفه بعدم الدخول على خط المعالجة، لأنه لم يقتنع بعد بأن هناك ازمة موضوعية تحتاج الى حل.
وفي اطار السجالات، واصل الامين القطري لحزب البعث فايز شكر امس حملته على رئيس الحكومة وقال: ان ما جرى في موضوع الحكومة لجهة تعليق الجلسات، هو بدعة جديدة غير موجودة. فربع اعتكاف ونصف استقالة اقل ما يقال فيها، بأنها ناتجة عن حسابات، يغلب عليها الطابع الشخصي. وقال ليس بهذه الطريقة تدار الامور، ومصلحة الناس اهم من حسابات هذا الرئيس وذاك الوزير، او هذا المسؤول وغيره.
واعتبر شكر انه كان الاجدى بهذه الحكومة ان تأخذ موقفا واضحا مما يجري في سوريا، ومن هذه الحرب الكونية التي تشن عليها وتريد النيل من المواقف الكبيرة للرئيس بشار الاسد. وان الوفاء يكون بأن يكون الموقف واضحا وليس باعتماد سياسة النأي بالنفس، لأن هذه السياسة لن تفيد لا مرحليا ولا مستقبليا، وحتى وان كان هذا الموقف من باب التكتيك، فهذا التكتيك لا يفيد احدا.
